تقرير إسرائيلي: السعودية تتدخل لإقناع الفلسطينيين بـ«صفقة القرن» وأنباء عن امتعاض عباس

حجم الخط
19

غزة ـ «القدس العربي»: بما يشير إلى قرب إطلاق الإدارة الأمريكية خطتها الجديدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس ما يعرف بـ»صفقة القرن»، كشف تقرير إسرائيلي عن وجود تدخل سعودي قوي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان، لدفع الفلسطينيين للقبول بهذه المبادرة، التي تنتقص من الكثير من حقوقهم وفي مقدمتها قضية اللاجئين وحدود الدولة، وأن ذلك جرى خلال اللقاء الذي جمعه قبل يومين بالرئيس محمود عباس، الذي دعي على عجل إلى الرياض.
وأشار تقرير نشره موقع i24NEW الإسرائيلي، إلى أن الانتظار لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام لن يدوم طويلا، إذ أن ولي العهد محمد بن سلمان، أبلغ الرئيس الفلسطيني بأن الولايات المتحدة تستعد للكشف عن خطتها لإحياء العملية السلمية الراكدة.
وفي دلالة جديدة على الرفض الفلسطيني لهذه الصفقة الأمريكية التي تبنتها المملكة، حسب ما جرى كشفه، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لطالما عارض أي حل سلمي لا يضمن حلا مرضيا لمسألة اللاجئين ولا يعترف بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة، وطالب بوقف الاستيطان وتجميده كليا كشرط لإطلاق أي عملية تفاوضية جديدة، كرر هذا الموقف خلال زيارته السعودية.
ونقل التقرير عن مصدر فلسطيني مقرب من متخذي القرار، قوله إن الرئيس عباس «عبر عن امتعاضه من الخطة»، وطالب بالضغط لتحسين الشروط.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، استقبل الشهر الماضي بشكل سري، مبعوثي الإدارة الأمريكية لعملية السلام، وهم جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، وجيسون غرينبلات المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي في الشرق الاوسط، إضافة إلى نائب مستشار الأمن القومي.
وجرى أيضا وقتها الكشف عن ان هذه الزيارة هي الثالثة للطاقم الأمريكي هذا العام للسعودية، وأنها جاءت بعد أربعة أيام من زيارة هذا الطاقم لتل أبيب. وهو ما أثار العديد من التساؤلات عن الدور السعودي المرتقب في المنطقة، لدعم التوجه الأمريكي الذي ينادي بـ»صفقة القرن»، وأحد أهم بنودها التطبيع العربي مع إسرائيل، قبل إنجاز التسوية الكاملة مع الفلسطينيين.
وجاءت الزيارة السرية الأخيرة لهذا الطاقم الأمريكي للرياض، في ظل حالة عدم الرضا الفلسطينية الرسمية عن التحركات الأمريكية الأخيرة، خاصة وأن هذا الطاقم لم يقدم منذ بداية عمله وتحركاته أي نص مكتوب يضمن حقوق الفلسطينيين ومن أهمها إطلاق مفاوضات ضمن ما يعرف بـ»حل الدولتين»، وفي ظل الدعم الأمريكي المتواصل لتل أبيب.
وبما يشير إلى التقارب السعودي الإسرائيلي، كشف قبل أيام النقاب عن وثيقة سرية وصفت بـ «غير المسبوقة» صادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، تحث سفراء إسرائيل على دعم موقف السعودية في حربها في اليمن.
وبالعودة إلى التقرير الجديد الذي كشف عن التدخل السعودي، فإنه على الأرجح أن التحرك الأمريكي القوي تجاه السعودية، في هذا التوقيت، هدفه تحشيد مواقف عربية معارضة للموقف الفلسطيني الرافض للخطة المنوي طرحها قريبا، خاصة وأن نائب الرئيس الأمريكي يستعد لزيارة المنطقة الشهر المقبل، وسط توقعات أن تكون الزيارة المحطة قبل الأخيرة من الإعلان الرسمي عن إطلاق الصفقة.
وقد وصف المصدر الفلسطيني هذه الصفقة التي تحدث عنها سابقا الرئيس ترامب، التي عولت عليها القيادة الفلسطينية كثيرا، بأنها «فقاعة» تم تضخيمها وتهويلها، مؤكدا أنها «ليست تاريخية ولا هي صفقة أصلا».
وأورد التقرير بعض التفاصيل مما يتوقع أن يعرضه الرئيس ترامب، ضمن خطته لإحياء عملية السلام المتوقفة في الشرق الأوسط، وإبرام ما سبق ولقبها على أنها «صفقة القرن»، لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وكما هو متوقع فإن ترامب سيعرض في الخطة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين على أساس حل الدولتين، مقابل دعم سخي من الدول العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات للسلطة الفلسطينية، كما تشمل حلا لمسألة اللاجئين.
ومن ضمن ما تحتويه الخطة حسب ما جرى كشفه من الموقع الإسرائيلي، بشأن الحدود النهائية لحل الدولتين فإن الولايات المتحدة تسعى لأن تضمن «أمن إسرائيل»، في مقابل «حرية التنقل للفلسطينيين وحرية التصدير والاستيراد»، لكنها مع ذلك تشمل مطلبا اسرائيليا صريحا وهو أن يبقى الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والمناطق الحدودية في غور الأردن.
وبخصوص قضية حل ملف اللاجئين الفلسطينيين، يرى الجانب الأمريكي أنه يجب تسوية هذه المسألة عبر «منح مواطنة» وحقوق كاملة للفلسطينيين في الدول التي يعيشون فيها اليوم، بينما يساهم المجتمع الدولي بتمويل التعويضات للاجئين الفلسطينيين.
ويشير التقرير الإسرائيلي إلى أن ترامب يعول على علاقة الإدارة الأمريكية بالرياض، وأبو ظبي، والقاهرة، حيث يتوقع من هذه العواصم أن تساهم في الضغط على الجانب الفلسطيني، لقبول الصفقة التي سيعرضها ترامب، التي يتوقع أن تتحدث عن «حل الدولتين» بخطوط عريضة.
ويؤكد أن محمد بن سلمان واثق بأن ترامب يستطيع إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجميد توسيع الاستيطان الإسرائيلي وتقييده فقط «للنمو الطبيعي» للمستوطنات.
يذكر أن الرئيس الفلسطيني زار السعودية بشكل مفاجئ، حيث كان في زيارة لمصر، والتقى خلال زيارته للمملكة بكل من الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان. وجرى خلال اللقاء إطلاع الرئيس الفلسطيني على اللقاءات التي جمعت القيادة السعودية بمبعوثي الإدارة الأمريكية للسلام، قبل نحو أسبوعين.
واكتفى البيان الفلسطيني الرسمي الذي تحدث عن اللقاء، بالإشارة إلى أن الرئيس عباس أطلع بن سلمان على آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والجهود الأمريكية المبذولة لتحريك عملية السلام، ووضعه في صورة تطورات المصالحة الفلسطينية، إلى جانب بحث العلاقات الثنائية، والاتفاق على مواصلة التشاور في القضايا التي تهم البلدين.
وكثيرا ما أعلن مسؤولون فلسطينيون في أوقات سابقة اعتراضهم على «صفقة القرن»، وحذروا من خطورة التطبيع العربي مع إسرائيل، قبل حل القضية الفلسطينية.
وكان الرئيس الفلسطيني قد أعلن في خطابه الأخير في الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، أن إسرائيل رفضت كل المبادرات الدولية للحل بما فيها مبادرة السلام العربية، وقال إن حل الدولتين في خطر، وإن الفلسطينيين لا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي، مضيفا «قد نجد أنفسنا مضطرين إلى اتخاذ خطوات، أو البحث في حلول بديلة لكي نحافظ على وجودنا الوطني».

تقرير إسرائيلي: السعودية تتدخل لإقناع الفلسطينيين بـ«صفقة القرن» وأنباء عن امتعاض عباس

أشرف الهور:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول رزق الله:

    هل فهم العالم لماذا طالبوا باغلاق الجزيرة ؟

  2. يقول الكروي داود:

    صهاينة العرب أشد نكالاً بالفلسطينيين من صهاينة اليهود
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول سنتيك اليونان:

      الى الاخ الكروي
      العرب مازالوا قبائل وملل وتجمعات يتقاتلون ويتشاحنون مثلما كانوا في ايّام الجاهلية
      ولن يتطوروا ولن يتقدموا الا عندما تتحرر عقولهم وعندما يقتنعوا ان لا امام سوى العقل كما قال المعري

  3. يقول فواز عايش:

    يجب طرد السعودية من جامعة الدول العربية لأنها أصبحت تمثل المصالح الصهيونية

  4. يقول قارئ فلسطيني:

    من يذهب للرياض هذه الايام يخاطر بان يستضاف فيها. ابداء الامتغاض من طلبات الشيخ ترمب يعتبر شجاعه في ظل الاجواء الحاليه.
    ماذا لو طلب من عباس مبايعة دحلان ورفض؟

  5. يقول سيف الحوراني الاردن:

    “صفقة” القرن؟ أم “صفعة” القرن؟؟؟

  6. يقول RAFEEK KAMEL:

    حتى ينجح اى مشروع لحل القضية الفلسطينية يجب اشراك كل الشعب باتخاذ القرار المناسب..لا يحق لعباس وحده او حماس لوحدها اتخاذ فى مثل هذه القرارات المصيرية…الحل يجب ان يكون شاملا وعادلا..لبس والا …سنعود الى مربع الصفر

  7. يقول احمد زين الدين:

    اقسم بالله ان الاخوة الفلسطينيون هم الوحيدون الذين يملكون قرارهم من بين جميع الدول العربية…هم الوحيدون الذين يقولون لا لامريكا …الانظمة العربية اشد وبالا عليهم من اسرائيل وامريكا…

  8. يقول Dr arabi,UK:

    Palestine is NOT FOR SALE, Palestinians will not accept any compensation what so ever in order to relinquish their right of return to their cities,towns and villages from which they were driven by force by the Zionist terrorist organisations in 1948 . Mr Abbas should not yield to any pressure from any body be it Saudi Arabia or Trump if he wants to be remembered as a real Palestinian leader and not as one who sold his country.

  9. يقول عبد الله شيبان:

    الماسك بمقاليد الأمور في مصر هو الذي يحدد مصير الصراع العربي الفلسطيني. فإن كان على شاكلة مرسي، يمكن أن يظفر الشعب الفلسطيني بجل حقوقه. وإن كان على شاكلة السيسي فلن ينال هذا الشعب إلا الضباب والكلام الإنشائي ومزيدا من الإذلال.

  10. يقول جمال مجناح الجزائر:

    لقد قالها شاعركم الراحل محمود درويش قبل 15 سنة أو أكثر ، أذكركم بقول:

    واسحب ذراعك من بلاط الحاكم العربي كي لا يعلقها وساما
    واكسر ظلالك كلها كيلا يمدوها بساطا ً أو ظلاما . كسروكَ ، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا وتقاسموك وأنكروك وخبـّأوك وأنشأوا ليديك جيشا حطـّوك في حجر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم ورموك في بئــر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم وأطلت حربك َ ، يا ابن أمي ألــف عام ٍ ألــف عام ٍ ألــــف عام ٍ في النهار فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة ِ والفرار ِ هم يســـــــرقون الآن جلدك فاحـذر ملامحهم ….. وغمدك

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية