بيروت – «القدس العربي» : في دارته التاريخية في المصيطبة التي تقع على مسافة غير بعيدة من السراي الحكومي، يواظب رئيس الحكومة السابق تمام سلام على متابعة المستجدات السياسية والانتخابية في لبنان من دون أن تغفل عينه عما يجري من تطورات مقلقة في المنطقة. يستقبل ضيوفه بكثير من اللياقة والاحترام ويستمع الى هواجسهم ومطالبهم ويتحدث بكل حب عن « البيارتة « المنفتحين وإن آلمه تقسيم العاصمة بيروت في القانون الانتخابي الى قسمين ما أعادنا الى «نغمة بيروت شرقية وبيروت غربية «.
لا يؤيد الرئيس سلام الشرذمة والانقسامات في البلد وهو ابن البيت الذي رفع شعار «لبنان واحد لا لبنانان»، ولا ينزعج من استخدام بعض القوى السياسية شعراه الخاص «الأوادم» في حملاتهم الانتخابية.وكل ما يدعو اليه هو الحفاظ على لبنان وعلاقاته العربية والتمسك بسياسة « النأي بالنفس « حرصاً على الوطن.
وكان لـ«القدس العربي» حوار خاص مع الرئيس تمام سلام جاء فيه ما يلي:
■ دولة الرئيس، لبنان على موعد مع استحقاق الانتخابات النيابية هل مازال هناك من مجال للتشكيك بعد بحصولها؟
لا أظن أن هناك مجالاً للتشكيك في إجراء الانتخابات وقد أصبحنا على ابواب يفصلنا عنها أقل من شهرين، ونعم هي حاصلة بموجب قانون جديد ولكن مع الأسف تشوبه شوائب كثيرة وهناك مآخذ كثيرة على هذا القانون ما أوجد غموضاً وعدم وضوح لدى المواطن في التعاطي مع هذا القانون.نأمل أن يتم الكثير من التوضيحات قبل 6 ايار ليتمكن كل مواطن من أن يقوم بدوره كما يجب.فالغياب أو الاستقالة من الدور غير مطلوبة لأننا في ظروف صعبة ودقيقة يمر فيها البلد، وهو يحتاج الى كل ابنائه لكي يدلوا بما عندهم من موقف حتى ولو كان سلبياً على شاكلة الورقة البيضاء لجهة عدم اختيار أحد من المرشحين أو من اللوائح.ونأمل أن يكون التنافس بين كل اللوائح بما يستحق لبنان من مستقبل تمثيلي لمجلس نواب فاعل وناشط يحسّن من الامور ويسعى الى طروحات وحلول جذرية لكثير من المشاكل التي تحتاج الى تشريع جديد ومقاربة قانونية جديدة.
■ نعرف أن حزب الله أكثر طرف تمسّك بالنظام النسبي هل توافق القائلين بأن حزب الله يسعى للحصول على كتلة نيابية كبيرة لفرض هيمنته السياسية بموازاة ملكيته للسلاح؟
في تقديري أن نتائج هذه الانتخابات ستظهر اذا كانت هناك من نوايا أو مخططات ملغومة اذا صحّ التعبير من خلال هذا القانون، وسنعرف في وقتها كيف ستتوزّع الكتل داخل مجلس النواب وتأثيرها على مسار عمل هذا المجلس. لكن في تقديري الشخصي وبناء على ما خبٍره اللبنانيون وما مرّ به لبنان من سنوات صعبة ومن تحديات ومواجهات أصبح شبه مسلّم عند غالبية المواطنين والذين يهتمون بلبنان بأن هذا البلد الذي يجمع ويحتضن مكوّنات طوائفية ذات بعد طائفي ومذهبي في كثير من الحالات عليها أن تتفاهم بين بعضها البعض للحفاظ على البلد ، وفي كل مرة يعتقد أحد هذه المكوّنات أن لديه القدرة أو الامكانات للسيطرة على البلد يختلّ الميزان ويقع البلد، وقد مررنا بتجارب غنية جداً بهذه السلبيات وهذه المقاربات الاحادية أو التفردية أو الانعزالية كما سُمّيت في وقت من الاوقات.فاليوم اذا كانت هناك نيّة صادقة وصحيحة للحفاظ على هذا الوطن، مطلوب من الجميع بلا استثناء سواء حزب الله أو غير حزب الله الادراك أن التعاون والحوار في ما بينهم والتوازن في العلاقات والتوازن في التمثيل هو المطلوب ليقطف اللبناني وليحصد لبنان نتائج ايجابية وبنّاءة، ونأمل ذلك.
بناء الدولة
■ بالأمس كانت ذكرى 14 آذار فأين اصبحت هذه الحركة وأنت تخوض الانتخابات الى جانب أحد أركان هذه الحركة الرئيس سعد الحريري، فتحت أي شعار تخوضون هذه الانتخابات؟
تحت شعار بناء الدولة والحفاظ على الدولة والاستمرار في تحصين لبنان الذي لا يتم إلا من خلال استكمال كل مقومات الشرعية اللبنانية التي غابت في فترة من الزمن وعانينا منها الكثير ودفعنا الاثمان الباهظة. فالمزيد من الانقسام والتشرذم أو من العدائية بين القوى السياسية لا يفيد لبنان ، والرئيس الحريري الذي أتحالف معه اليوم يحمل عبئاً كبيراً في خياراته وفي مساره السياسي وبالتالي علينا أن نتعاضد لنعطي أفضل الفرص للحفاظ على ما قلت على الوطن والدولة. اما اذا اتجه كل منا ليحصد لذاته موقعاً أو مكاناً على حساب الآخر فلن يكون هناك إلا مزيد من الضرر. من هنا دعوتي في هذه الظروف الانتخابية العامة أن يعي المواطن اهمية وحدة الصف واهمية الابتعاد عن الشرذمة النزوات.
لماذا أقول ذلك؟ لأنه صحيح أن القانون النسبي يشجّع في مكان ما المرشحين للاعتقاد بأن لديهم فرصة من خلال ما يُعرف بالصوت التفضيلي أو الحاصل الانتخابي أن يؤمنوا لأنفسهم مقعداً .ولذلك ترى اليوم هذا العدد الكبير من المرشحين الذي قارب الألف على 128 مقعداً. وهنا أقول يجب ألا يقف أحد في طريق من لديه رغبة بالترشح أو المشاركة في هذا الامتحان الكبير ولكن في الوقت نفسه أنا أدعو الى توحيد الصف والكلمة، من هنا كان خياري للتحالف مع الرئيس الحريري وإلا فأنا من الذين عندهم أهلية للقيام بتأليف لائحة وللمضي بهذه الانتخابات مستقلاً وإنما هذا سيزيد في شرذمة الصف.
■ في رأيك أي ظروف كانت أفضل هل هي ظروف ترؤسك الحكومة في ظل الشغور الرئاسي أم ظروف ترؤس الحريري ورأينا كيف استقال وعاد عن الاستقالة تحت شرط النأي بالنفس؟
لكل مرحلة ظروفها ولكل مرحلة أحداثها ومستجداتها .نعم المرحلة التي كنت أتحمّل فيها المسؤولية في ظل شغور رئاسي قارب 3 سنوات تركت الكثير من الاستحقاقات معلّقة وهدّدت الوضع العام في لبنان برمتّه وكان علينا أن نسعى جهدنا كي لا نساعد على هذا الانهيار بل كان الصمود رغم قلة الانتاجية هو الأبرز وقمنا بذلك في اعتقادي بشكل أمّن عبور الوطن الى ظرف أفضل. لا شك أنه بعد هذه المرحلة الصعبة أتت مرحلة جديدة ، تمّ إنتخاب رئيس جمهورية وتمّ تشكيل حكومة جديدة وبدأ العمل ومن أبرز نتائج هذا العمل قانون الانتخاب رغم الشوائب التي تحدثنا عنها والمضي في إجراء الانتخابات العامة لأننا في لبنان بلد ديموقراطي ومن مقومات الديمقراطية هو الانتخابات وتدعيم الحريات.نعم امام الرئيس الحريري تحديات وظروفه ليست بالضرورة أفضل من ظروفي ومن هنا التعاضد معه لنعبر سوياً هذه الاستحقاقات بما يدعّم المسيرة الوطنية.
■ من المعروف أنكم في هذا البيت رفعتم منذ ايام الوالد الرئيس صائب سلام شعار لبنان واحد لا لبنانان، كيف تخاطب ابناء بيروت التي قُسّمت الى دائرتين ؟
أقول بداية لاهالي بيروت انطلاقاً من شوائب هذا القانون وكان أبرزها وقلت ذلك في مجلس النواب أن هناك جانباً بشعاً في هذا القانون أنه قسّم بيروت الى بيروتين وعدنا الى نغمة شرقية وغربية ، ومنذ بضعة ايام سمعنا احد القادة في الطرف الشرقي من بيروت يدعو الى تقسيم بلدية بيروت في حال لم تقم بواجباتها، وأنا كنت أتوقّع أن يدعو الى مقاطعتها أو الى الاستنكاف عن العمل فيها .أما تقسيمها فكنا جاهدنا لسنوات من اجل الابتعاد عن منطق التقسيم في كل لبنان وبالذات في بيروت.
ومن هنا أقول لبيروت الثانية إنه على أبنائها أن يسعوا جاهدين لابراز دورهم والتأكيد على هذا الدور من خلال مشاركتهم الكثيفة في هذه الانتخابات.وأعود لأقول أنا مع توحيد الصفوف ولست مع شرذمتها. وأدعو اهالي بيروت الى دعم اللائحة التي تحالفت معها أو إنضويت تحت لوائها برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري لنعزّز الفرص وامكانية النهوض وتلبية حاجاتها ومطالبها لأن اهالي بيروت يبقون المعقل الرئيسي للعمل العام في لبنان حيث يلتقي كل اللبنانيين ويؤمونها هذه المدينة وحيث تمكن اهالي هذه المدينة من تحويلها الى عاصمة لأنهم إنفتحوا وتعاملوا مع الآخرين، وإلا تاريخياً صيدا وصور وطرابلس كانت أهم من بيروت ولكن في ال 200 سنة أو ال 300 سنة الماضية تحوّلت بيروت الى عاصمة كل لبنان لأن اهلها الطيبين «البيارتة» الاصيلين تمكنوا من أن ينفتحوا، وطبعاً اهالي بيروت يتفاوتون سكنياً بين النهار والليل، فيؤم بيروت في النهار مليون لبناني ويتركونها في الليل وإنما اهل بيروت بحد ذاتهم والجميع يعرف أنه في الدائرة الثانية وحدها 350 الف ناخب تقريباً. وعلى هؤلاء أن يحصّنوا مدينتهم ودورها وذلك من خلال تواصلهم واتحادهم ونحن لهم ومعهم ونقوم ونسعى لذلك.
■ وماذا عن شعار الأوادم الذي صدر من هذا البيت وبات البعض يصادره ؟
نعم أصبح شائعاً ، المهم في هذا الشعار أنه عندما أطلقته أنا في منتصف الثمانينيات ، كانت الحالة فلتانة ومتسيّبة في البلد ، وكان الزعران منتشرين في كل زاوية ومكان وتغلغلوا في الساحات وفي أجواء القيادات السياسية وكانت هناك المواجهات المعروفة وكانت بيروت مثقلة بتجاوزات الميليشيات فيومها وقفت وقلت وأنا مجرد من السلاح قلت إن الحرب في لبنان ليست بين المسلم والمسيحي وليست بين الغني والفقير وليست بين البعيد والقريب بل هي حرب بين الأوادم والزعران وكنت على يقين بأن 90 و 95 في المئة من الناس أوادم، وبأن قلّة هي التي تطفو على السطح وتمارس عن طريق العنف سطوتها وسلطانها واسميتهم بالزعران.وكان موقفي وقتها غير مـألوف لأنه لم يكن لدينا ما نواجه بهم هؤلاء غير الكلمة واستعملناها.واليوم أنا سعيد أن أرى أن الكثيرين يتمسكون بالاوادم ويسعون للانتماء الى الاوادم. وأعود وأكرّر أن في يقيني الغالبية الساحقة من اللبنانيين أوادم واهل بيروت بالذات من أطيب الناس وأكثرهم آدمية وهذا لا يعيبهم ولا يضعفهم ابداً بل يعطيهم من الذات ليستمروا في مواجهتهم التحديات التي يواجهونها عبر السنوات لكي تتحوّل مدينتهم الى عاصمة تحتضن الجميع.
قضية عيتاني
■ رأيناك تزور ابن بيروت الممثل زياد عيتاني في وقت رأى البعض في قضية عيتاني مسألة انتخابية ؟
ربما يكون ذلك صحيحاً لو كان زياد عيتاني مرشحاً الى الانتخابات ولكنه ليس من المرشحين . هو مواطن بيروتي من عائلة بيروتية كريمة ومن كبرى عائلات بيروت ، وقلائل يعرفون أن جدّه هو الفنان محمد شامل وبالتالي هو نشأ وترعرع في بيت فني عريق وتمكّن من أن ينجح كفنان ، والظلم لا يمكن لأحد أن يتقبّله وأن يتحمّله وكان لا بدّ من أن نتعاطف معه أولاً حرصاً على رفع المظلومية واحقاق الحق وثانياً لتدعيم الاوادم وهؤلاء من الاوادم الذين يجب علينا أن نقف معهم، كل ذلك بعيداً عن الانتخابات والسياسة.
■ هل أنت مرتاح الى لملمة العلاقة بين لبنان ودول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وهل أنت متفائل بدعمها لبنان مجدداً ؟
طبعاً أنا مرتاح لأن عكس ذلك لن نجني منه إلا الأذى والضرر بحق لبنان واللبنانيين والعلاقة التاريخية بين لبنان والمملكة العربية السعودية .
فعودة الامور الى مجراها الطبيعي وحاضنها التاريخي أمر يريح الجميع وهو ليس فقط مريحاً للرئيس سعد الحريري الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من هذا الواقع إنما هو لكل اللبنانيين وبالتالي نعم المملكة كانت دائماً عبر عقود طويلة داعماً للبنان وكان موقفها حاضناً لكل شأن يساعد لبنان على تقدمه وتطوره ونهوضه وشهادة على ذلك المؤتمرات والمساعدات واليد التي كانت تمتد للخير في لبنان ولا يمكن لأحد أن يسجّل في تاريخ العلاقة أنه في لحظة لاسمح الله ساهمت المملكة العربية السعودية في رصاصة أو في قذيفة واحدة في لبنان أو في أي قطعة سلاح ، كان سلاحها دائماً دعم ومساعدة الشرعية ودعم ومساعدة المجتمع اللبناني ونأمل أن يأخذ ذلك مداه كاملاً لاسيما أننا اليوم امام نهضة جديدة وعهد جديد برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان الذي لا شك يطرح ما يجول اليوم في خاطر وبال كل شاب وشابة في عالمنا العربي وليس فقط في المملكة من إصلاحات ومقاربات لنفض الغبار عن كثير من الأمور التي تحتاج الى تطوير وعصرنة في مواجهة كل المتحولات في العالم.وآمل أن يكون لنا في لبنان مزيد من العلاقات والتواصل مع المملكة وقياداتها لما فيه خير لبنان والمملكة.
■ كيف ترى الوضع في المنطقة في ظل تخوف البعض مما يجري في سوريا وفي ضوء القرارات الأخيرة للرئيس الامريكي ؟
كنا نقول في الماضي إذا تراجعت الأمور وإختلّت في لبنان سيكون لذلك اثر على كل المنطقة كيف والحال في سوريا وهو بلد أكبر واكثر انتشاراً ونفوذاً من لبنان؟ كل ذلك سيرشح منه بشكل متواصل الاخطار على كل المنطقة، كيف ستتبلور هذه الاخطار والى ماذا ستؤدي؟ كل سنة نجد شيئاً جديداً ونجد دولة جديدة تتدخل وتتورّط والصراع قائم على اشدّه وخصوصاً بين اللاعبين الكبار واللاعبين الاقليميين.نعم المرحلة دقيقة وحرجة وحساسة، من هنا تحصين لبنان والنأي بالنفس تجاه الأوضاع هو ضروري ، لأنه لاسمح الله إذا إنعكس أي اختلال في المواجهات في اتجاه لبنان سينالنا أذى مباشر. وآمل أن يتفق اللاعبان الكبيران على تهدئة الأمور وعلى تسوية وتصفية الحسابات بين بعضهم البعض بشكل يساهم في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة.أما اذا استمر النزاع بالوتيرة التي نراها اليوم فعلينا جميعاً أن نكون حذرين جداً .وصحيح أن التغييرات التي تحصل في مراكز القرار في أمريكا اسبوعياً على مستوى الاشخاص الذين يتعاطون بشكل عفوي وعصبي ومزاجي مع الامور وبين ايديهم قدرات أكبر دولة في العالم يشغل البال ولا يريح ونأمل ألا يقع ضرر كبير إن شاء الله.
ولكن الوقائع والشواهد والأدلة والبراهين والحجج والحقائق والمعلومات تؤكد سيطرة مكون معين بسلاحه وارتباطه الخارجي على لبنان.
أين الاستقلال اللبناني ؟
ابو عمار رحمه الله عليه كان يردد كثيرا في احاديثه بانه حكم لبنان بقبضه من حديد لأكثر من ثلاثة عشر عاما!!
السوريون كانوا يحكمون لبنان من دمشق بعلانيه و برضى كل الطوائف اللبنانيه و لم تجروء كل الحكومات المتعاقبه
من تعيين حتى مدير عام في احدى المؤسسات دون الرجوع الى حكام دمشق لنيل الرضا و الموافقه !
و الان ايرانيه من تحكم لبنان عن طريق حزبالله بقواته و صواريخه و ميليشياته و أنصاره و المليارات من المال الطاهر
و الا هل يمكن لانسان عاقل ان يتصور تعليق الملايين من صور الخميني فب بلد عربي و هو الذي قتل اكثر من نصف مليون عربي عراقي في حربه على هذا البلد !!
و المضحك المبكي ان يتضامن نصف مسيحيي لبنان مع هذا الحزب المذهبي و توفير غطاء شرعي و دستوري له لكي يدير دفع حكم لبنان من قم و طهران