الرقة – «القدس العربي»: تشير مصادر متطابقة إلى ان المفاوضات بين الادارة الذاتية الكردية في شمال سوريا، والنظام السوري، تتقدم باتجاه انجاز اتفاق يقضي بدخول النظام السوري للرقة واستعادة مربع امني في الحسكة.
المباحثات بين الطرفين، متواصلة منذ شهر نيسان/أبريل من العام الحالي، لكن وتيرتها تصاعدت بقوة في الأسابيع الأخيرة، وتواصلت وفود النظام العسكرية والامنية بالقدوم إلى الحسكة والقامشلي للقاء ممثلي الادارة الذاتية الكردية، ونقل الناشط صهيب الحسكاوي ان احد مسؤولي النظام وصل قبل ساعات والتقى بقوات سوريا الديمقراطية وتجول في الطبقة والرقة، وحسب مصادر من الرقة، فإن أحد الاقتراحات المطروحة على الطاولة لصيغة عودة النظام، تقضي بإعادة افتتاح مؤسسات الدولة الرسمية، وتمركز قوات النظام في مربع أمني داخل الرقة قبل انتشارها في المدينة في مرحلة لاحقة.
وتدور المفاوضات الحالية، حول بضع نقاط، حسب مطلعين على مسار المحادثات، اهمها، انضمام مقاتلي الميلشيات الكردية إلى جيش النظام، وانتشار الجيش النظامي على الحدود التركية السورية، واستعادة النظام السيطرة على نقطتي الحدود مع تركيا، الدرباسية ورأس العين، وتسليم معبري اليعربية شمال الحسكة البري، وسيمالكا النهري مع العراق، إضافة إلى حقول النفط والغاز لوزارة النفط السورية والإدارة العامة لرميلان والجبسة، وفي المقابل فان الناشطين الأكراد يتحدثون عن مطلب كردي بان يكون وزير النفط في الحكومة السورية كردياً، واحتساب مدة خدمة عناصر الميليشيات الكردية من مدة الخدمة الإلزامية لدى الجيش النظامي، وتعليم اللغة الكردية في منهاج وزارة التربية الحكومية.
ويبقى السؤال هل تمت إزالة صور وأعلام حزب العمال الكردستاني من مناطق الادارة الذاتية؟
وفي مؤشر جديد على قرب التوصل لاتفاق بين النظام والأكراد، ظهر للعلن، إذ أبلغ شهود عيان وسكان محليون في الحسكة ورأس العين، ان معظم اللافتات والاعلام التي تشير لعبد الله اوجلان وحزب العمال الكردستاني pkk قد تمت ازالتها من الطرق الرئيسية، واعتبر هذا العمل مؤشراً على تلبية شروط النظام، ولكن الأكراد سارعوا لنفي ارتباط هذا الاجراء بالمفاوضات، واصدروا بياناً عن هيئة البلديات في المجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة، الادارة الذاتية، اعلنوا فيه ان الهدف من ازالة الصور والاعلام من الساحات الرئيسية في الحسكة والقامشلي وراس العين، هو لـ»تجميل المدينة».
إعلام النظام السوري، عاد بدوره ليؤكد أن إزالة الأعلام كان ضمن مسار تهيئة منطقة الحكم الذاتي شمالي سوريا لدخول «الدولة السورية» ، اذ ذكرت صحيفة الوطن السورية الموالية للنظام، ان هذه الخطوة كانت من ضمن شروط النظام السوري على الأكراد ، والتي من ضمنها أيضاً «عودة شعب التجنيد إلى كافة مدن محافظة الحسكة» . وكان صالح مسلم، القيادي الكردي قد صرح قبل أسابيع بأن الادارة الذاتية قد تتجه للسماح للنظام بالعودة إلى المناطق الكردية.
من جهة أخرى عين التحالف الدولي قائد لواء ثوار الرقة أحمد العلوش المعروف بـ «أبو عيسى» قائداً عاماً لـ «قوات سوريا الديمقراطية» في محافظة الرقة. وقال مصدر مقرب من قوات سورية الديمقراطية (قسد) لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) « عين التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية قائد لواء ثوار الرقة ابو عيسى قائداً عاماً لقسد في مدينة الرقة وحل لواء ثوار الرقة بشكل كامل، وسوف يصدر قرار تعيينه رسمياً خلال الايام القليلة المقبلة».
وأكدت مصادر من لواء ثوار الرقة أن «قرار تعيين ابو عيسى جاء لحل الخلاف بينه وبين وحدات حماية الشعب الكردي التي تسيطر على قوات سوريا الديمقراطية وتجنيب المدينة التصعيد الذي حصل خلال الشهر الماضي والمواجهات بين لواء ثوار الرقة وعناصر الوحدات الكردية التي تسيطر على «قسد»، التي تشن حالياً حملة عسكرية تطال ريف الرقة الشمالي والغربي بذريعة البحث عن خلايا تابعة لتنظيم داعش وبإسناد جوي من طائرات اباتشي الأمريكية». وشككت المصادر «بنجاح ابو عيسى في مهمته الجديدة نظراً لسيطرة عناصر الوحدات الكردية على قسد ووجود احتقان بين عناصر لواء ثوار الرقة الذين ينتمون إلى عشائر الرقة العربية وعناصر الوحدات الكردية التي تريد ان تبقى هي المسيطرة ، ما يرجح بأن يكون التصعيد في اي لحظة «.
وكشفت المصادر أن « تعيين ابو عيسى قائداً عاماً لقوات سوريا الديمقراطية في الرقة من قبل التحالف الدولي لنزع التوتر في مدينة الرقة التي ترفض أغلب عشائرها سيطرة وحدات الحماية الكردية على المدينة وشهدت المدينة خلال الشهر الماضي مواجهات بين عناصر لواء ثوار الرقة إلى جانب عدد من المدنيين من جهة ووحدات الحماية الكردية». ويحظى ابو عيسى بقبول اغلب عشائر الرقة باعتباره لم يشارك في حملة تحرير طرد تنظيم داعش من الرقة والتي يعتبرها هؤلاء حملة تدمير مدينة الرقة . وتكثر الأحاديث في مدينة الرقة حول تسليمها للقوات الحكومية السورية من خلال تصريحات قادة الوحدات الكردية بأنهم يريدون التفاوض مع النظام السوري بدون شروط.
وقالت مصادر في المعارضة السورية إن وحدات حماية الشعب الكردي اعتقلت بداية الاسبوع الماضي قائد لواء ثوار الرقة ونائبه من مقره في الفرقة 17 شمال مدينة الرقة بعد المواجهات التي شهدتها المدينة وإغلاقها يوم الاحد الماضي .ويعتبر لواء ثوار الرقة آخر فصائل الجيش السوري الحر في محافظة الرقة وشارك اللواء في معارك مدينة عين العرب (كوباني) وطرد تنظيم داعش من ريف الرقة الشمالي وامتنع عن المشاركة في عملية تحرير المدينة.