الأنبار ـ «القدس العربي»: تتعرض الرمادي إلى هجوم واسع من تنظيم الدولة بعد ساعات من تحقيق القوات العراقية تقدما حيويا في معركة تحرير تكريت وطرد التنظيم منها، مما أدى إلى صدور نداءات استغاثة من الرمادي لإنقاذها من هجوم واسع شنه التنظيم عليها.
وذكرت مصادر في وزارة الدفاع لـ «القدس العربي» أن مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار تتعرض لهجوم واسع من تنظيم «الدولة» الذي تمكن من السيطرة على مواقع مهمة في المدينة، بينما تبذل القوات الحكومية جهودا مضنية للحفاظ على مواقعها من الاختراق. وأكد المصدر وهو ضابط في وزارة الدفاع طلب عدم ذكر اسمه، أن القوات الحكومية المدافعة ومقاتلي العشائر المساندة لها يخوضون منذ أمس معارك عنيفة لصد هجوم التنظيم الذي شنه من ثلاثة محاور واستطاع السيطرة على منطقتي طوى والبو جليب بعد انسحاب القوات الحكومية منها نتيجة قوة الهجوم وعدم وجود غطاء جوي.
وذكر الضابط أن عناصر التنظيم تمكنت من فرض السيطرة على طريق المرور السريع شمال المدينة الرابط بين العراق والأردن وسوريا، وأصبحوا يتحكمون بمنطقة واسعة من الطريق المذكور تمتد بين الكيلو 18 والكيلو 7.
وكشف المصدر أن «تنظيم داعش تمكن خلال المعارك من قتل وإصابة عدد من الجنود وأسر ثلاثة جنود آخرين». كما «تم تدمير دبابتين وسيارة، إضافة إلى تدمير عدد كبير من الآليات ومقتل وإصابة عدد من الجنود وعناصر الصحوة بعد مواجهات واشتباكات عنيفة وقعت على الطرق الدولي السريع شمال الرمادي وبعض أحياء المدينة».
وأضاف المصدر بأن المسلحين تمكنوا من حرق مبنى مديرية الإرهاب والإجرام في الرمادي، حيث تشهد أحياء متفرقة من المدينة اشتباكات عنيفة بين المسلحين والقوات الأمنية المدعومة بأبناء العشائر والحشد الشعبي.
وأكد المصدر أن نداءات استغاثة وجهتها القوات الحكومية ومجلس المدينة إلى الحكومة المركزي لنجدة المقاتلين بقوات إضافية وغارات جوية لمنع التنظيم من تحقيق المزيد من التقدم والسيطرة على مناطق جديدة، خاصة وأن المعارك ما تزال على أشدها في محاولة من التنظيم للتوغل نحو مركز الرمادي.
وكانت قيادة شرطة الانبار، أعلنت فرضت حظراً شاملاً للتجوال في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي البلاد، عقب هجوم واسع شنّه تنظيم «الدولة» على مركز المدينة عبر عدة محاور.
وصرّح اللواء كاظم الفهداوي، قائد شرطة محافظة الأنبار، أن «القطعات العسكرية ومقاتلي العشائر الموالين للحكومة يخوضون بمختلف أنواع الأسلحة مواجهات عنيفة مع عناصر «داعش» لمنع تقدمهم في الرمادي»، مشيراً إلى أن «المواجهات مستمرة بعد منتصف ليلة أمس».
ووصف الوضع في الرمادي بـ»الحرج جدا» وذلك لغياب الدعم الجوي من طيران التحالف أو الطيران العراقي للقوات الحكومية على الأرض».
وبدوره، طالب النائب عن الأنبار محمد الكربولي، رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي، بالتدخل الفوري لإنقاذ مدينة الرمادي من السقوط بيد تنظيم «الدولة».
وقال في بيان إن «تنظيم داعش الإرهابي استطاع ان يستعيد السيطرة على مناطق (طوى والبو جليب) شمال الرمادي بسبب انسحاب القوات الأمنية منها نتيجة قلة الدعم والاسناد لهم وانعدام الغطاء الجوي لطيران الجيش والقوة الجوية المساند لهم، مما تسبب بسيطرة عناصر التنظيم الإرهابي على الطريق الدولي السريع شمال المدينة، محذرا من مغبه التراخي والتهاون والتقاعس في دعم المقاتلين الذين يقفون على خطوط المواجهة الأمامية المتصدين للإرهابيين في الرمادي وباقي مناطق الأنبار.
وأشار اللواء المتقاعد هلال الشمري إلى أن تنظيم «الدولة» وبعد خسارته موقعه الحصين في تكريت، يحاول تعويضه بالهجوم الجديد على الرمادي للحصول على مناطق جديدة في المدينة التي يسيطر على أجزاء منها منذ أشهر، وذلك بهدف رفع معنويات عناصره. ونوه الشمري أن التنظيم يستخدم أسلوب الهجمات المتكررة على مدن الأنبار بين وقت وآخر بهدف استنزاف قدرات القوات الحكومية والعشائر في الرمادي، إضافة إلى محاولة الإيحاء بأنه ما زال قادرا على التحرك وشن الهجمات.
ويذكر أن التنظيم ما زال يفرض سيطرته على أغلب مدن ومناطق الأنبار(غرب العراق) التي سيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها الرمادي، كما أنه يتحكم بالطريق البري الرئيسي والوحيد الذي يربط العراق بسوريا والأردن.
مصطفى العبيدي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته للاستاذ العبيدي
معارك الفر والكر في المحامظات ” السنية ” وبالذات في صلاح الدين والانبار حالياً وممكن مستقبلاً في الموصل وكركوك وديالى تدلل بتقديري على أمرين مهمين:
الاول : تشرذم وضعف القوات المسلحة والقوات الامنية العراقية النظامية (المحترفة) والاعتماد على قوات الحشد الشعبي (غير النظامية و غير المدرّبة وغير المنضبطة) في الهجوم على مواقع داعش…وفي حالة تحرير المناطق المحتلة فلا توجد أي خطط و أستراتيجيات لمسك الارض المحررة !!!
ثانياً : أكاد أجزم أن العشائر السنية – على الاقل بعضها – في المحافظات المذكورة أعلاه ما تزال لها علاقات ” حميمة ” بداعش وتقدّم لها ” الحاضنات ” الاجتماعية والسياسية و العسكرية.
أذا أستمر هذا الحال على ما هو عليه فلا يمكن التفكير بقرب ” تحرر ” العراق من التكفيرين الضالّين الخارجين عن الدين الحنيف. وبنفس القدر والاهمية لايمكن أن يخرج حرس خميني و سليماني وتأثير ولاية الفقيه من العراق أذا لم يرجع للعراق و العراقيين الى ولائهم لتربة وطنهم العزيز و لأستقلالهم و سيادتهم على أرضهم و سمائهم ومواردهم و مقدراتهم.