حلب ـ «القدس العربي» : تتواصل الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء جنوب سوريا، وذلك على خلفية اعتقال الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري الجمعة الماضي، المعارض السياسي السوري جبران سلامة مراد، حيث يفرض عشرات المحتجين بينهم رجال دين حصاراً على مقر قيادة الشرطة في المحافظة للمطالبة بالإفراج الفوري عنه وسط تهديدات المتظاهرين بتصعيد الاحتجاجات في حال لم تستجب سلطات النظام لمطالبهم.
ويقول الناشط الإعلامي وعضو «شبكة السويداء 24» الملقب بأبو ريان المعروفي: «إن أجهزة المخابرات في نظام الأسد اعتقلت المعارض السياسي «جبران سلامة مراد» في ساحة تشرين في مدينة السويداء، الأمر الذي دفع مجموعة من أقاربه وأصدقائه للهجوم على حاجز «الكوم» التابع للمخابرات العسكرية واحتجزوا رئيس المفرزة، بالإضافة إلى عنصر أمن، وقاموا بمساندة رجال دين من المحافظة بنصب حواجز طيارة داخل المدينة، واحتجزوا خمسة عناصر ليرتفع عدد عناصر النظام المحتجزين إلى سبعة».
وأضاف لـ«القدس العربي»، «جرت مفاوضات بين اﻷجهزة اﻷمنية وعائلة المعارض جبران، حيث تعهد مسؤولون من النظام بإطلاق سراحه الاثنين، إلا أن أجهزة المخابرات لم تلتزم بوعودها واتهمت المعتقل «جبران» بانتمائه لتنظيم «جبهة النصرة»، ونشروا صوراً له يرفع لافتات تنادي باسقاط النظام ووحدة السوريين في محافظة درعا». وأشار المعروفي إلى «مماطلة النظام السوري بإطلاق سراحه، ما دفع العشرات من المحتجين بالإضافة إلى رجال دين لفرض حصار على مقر قيادة الشرطة في مدينة السويداء لساعات، وحرق إطارات بالتزامن مع إطلاق نار بالهواء والتهديدات باقتحام المبنى، كما قاموا بمنع ضباط وعناصر الشرطة من الخروج أو الدخول إلى القسم».
وأوضح المعروفي أن «المحتجين قاموا بأسر مقدم في المخابرات الجوية وعنصر على حاجز للمخابرات الجوية في بلدة الثعلة بريف المحافظة الغربي بدون مقاومة، إلا أنهم أطلقوا سراحه كبادة حسن نية منهم لإنهاء الخلاف، وإطلاق سراح جبران والإبقاء على عناصر الأمن المحتجزين، في حين نفى المعروفي الأنباء التي تتحدث عن حشد قوات النظام لاقتحام بلدة القريا، حيث يحاول النظام احتواء الخلاف بأقل الخسائر حسب المعطيات التي مرت بها المحافظة خلال الايام الماضية».
وحمّل الناشط السياسي غازي عبود مسؤولية التصعيد الذي تشهده مدينة السويداء للنظام السوري، مطالبة بالإفراج الفوري عن الناشط السياسي جبران سلامة مراد دون قيد أو شرط، مع رفض إلصاق تهمة انتمائه لجبهة النصرة التي هي بعيدة كل البعد عن الحقيقة وفق كلامه.
وأدان في تصريحاته لـ«القدس العربي»، «التضليل الإعلامي الذي تمارسه الصفحات الإعلامية الموالية للنظام السوري التي نشرت صوراً ادعت من خلالها انتماءه لجبهة النصرة والتي لا علاقة لها بالاتهامات التي نسبته إليه». يشار إلى أن محافظة السويداء تشهد منذ أشهر، العديد من الاحتجاجات الشعبية، بسبب ممارسات الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري من خلال اعتقال ناشطين من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى اعتقال العشرات من الشبان من أجل الالتحاق ضمن صفوف قواته بحجة الخدمة العسكرية الإلزامية.
عبد الرزاق النبهان