بيروت- «القدس العربي»: في خطوة اعتراضية على قرار وزير الدفاع سمير مقبل تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان وأمين عام المجلس الأعلى للدفاع محمد خير، شن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون هجوما عنيفا على الحكومة ووزير الدفاع وقائد الجيش، رفضا لهذا القرار الذي «هو محاولة انقلاب بالقضم»، داعيا جمهوره إلى الاستعداد للنزول إلى الشارع «عندما يدق النفير» من دون أن يحدد موعدا للتحرك في الشارع.
وكان عون ترأس اجتماعا استثنائيا لتكتل التغيير والإصلاح وحذر في مؤتمر صحافي قائد الجيش العماد جان قهوجي «من مغبة إنزال عناصر الجيش لمواجهة شباب التيار الوطني الحر خلال تحركاتهم»، لافتا إلى ان «جيشنا وطني وليس نظاميا». وتوجه إلى قهوجي بالقول «ليس لك الحق بترك طريق عرسال فارغة لتهريب ما تيسر من السلاح، وليس لك الحق بترك طرابلس وسط الصراعات التي شهدتها… أنت جالس تحت غطاء حكومي من دون أوامر، وأنت رفضت الأوامر حين قالوا لك ان تتسلم منطقة حدودية للدفاع عن الوطن». وتابع: «لا تنزل الجيش في وجه التظاهرة، فنحن ندافع عن حقوق الشعب».
وجاء كلام العماد عون ليؤشر إلى حجم الخلاف الكبير والشخصي بين جنرال الرابية وجنرال اليرزة حيث توجه عون إلى قهوجي بالقول «إياك يا جان قهوجي تنزل الجيش في مواجهة المتظاهرين». كما توجه إلى اللبنانيين بالقول: «أيها اللبنانيون انتم مهددون، ولولا حزب الله على الحدود والذي يدافع عن نفسه وعن المسيحيين وعن لبنان وعن الذين يهاجمونه، لكنتم أول الضحايا وكان مصيركم شبيها بمصير أهل نينوى».
وتعليقا على موقف العماد عون، اعتبرت صحيفة «المستقبل» التابعة للرئيس سعد الحريري «ان اللبنانيين كانوا على موعد جديد مع مسلسل الضرب على الوتر الأقلوي الترويعي، من خلال تخويفهم على لسان النائب ميشال عون بأنهم سيلقون «مصير نينوى» ما لم يبصموا لـ»حزب الله» على صك حمايتهم في مقابل شنه حملة شعواء على المؤسسة العسكرية متهما إياها بـ»التقصير» في حماية البلد، وهو ما أتبعته قناة «أو تي في» مساء بتجييش «الأقدام» العونية ودعوتها إلى «الحسم» ضد من نعتته بأنه «شبه جيش يدافع عن نظام». أما بيت القصيد من الترويع والاستهداف، فاختصره عون بعبارة «إياك يا جان قهوجي» التي عبرت بشكل جلي عن تهديد علني واضح لقائد الجيش».
وفي سياق المواقف العونية، أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل انه «كلما زاد التحدي، كلما زادت الصلابة لدينا أكثر داخل المؤسسات وخارجها، لأنه اذا كان من أحد يعتقد اننا أناس نتراجع عن أمور مبدئية فهو مخطئ، لأننا نشكل ما تبقى من أمل للحفاظ على الحقوق المسيحية، ولن نتنازل عنها لأن النوايا واضحة بعدم القبول بالشراكة في ظل كل هذا المشهد الداخلي الموجود، خصوصا ان هناك إرهابا يدخل علينا بلباس طائفي بالسلاح وبالسيف وبلون لا يمثل حقيقة الدين، إنما يتكلم معنا بلغة الدين بهدف قتلنا وإزالتنا سياسيا، ويترافق مع هذا الأمر إرهاب سياسي لإزالتنا سياسيا ولإزالة دورنا في البلد، وهذا يزيدنا خوفا وقلقا على موضوع الشراكة، ونقول هنا ان الكنيسة لا يمكنها الوقوف كمتفرج أو كمعبر عن الرأي، ونحن نعتبر انه لا يكفي التعبير عن الرفض للإرهاب والرفض للمس بالأقليات في الشرق، وكذلك وبالمقدار نفسه، عليها ان تعبر عن رأيها ازاء عملية الالغاء السياسي الذي نتعرض له ويحاولون ممارسته علينا».
كما اعتبر عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب آلان عون خلال جولة له في منطقة عين دارة ان «ما حصل في ملف التعيينات ليس محاولة كسر لعون بقدر ما هي لكل المسيحيين. فسابقة كسر إرادتهم هي خطيرة تعني جميع القوى المسيحية من دون استثناء «. وأضاف: «لن نقبل إلا ان يطبق على المسيحيين من معايير وآليات ما يطبق على الآخرين وسنقاوم هذا المنطق حتى تغييره».
في المقابل، أكد النائب أحمد فتفت أن «لا نية لدينا بكسر العماد عون»، مشيرا إلى أن «لا توافق حول مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لناحية رفع سن التقاعد للضباط لمدة 3 سنوات»، واصفا ذلك «بالبطر في السياسة لناحية أعداد الضباط، والتكلفة الإضافية على مؤسسة الجيش». واعتبر «أن المشكلة الحقيقية للعماد عون هي مع حلفائه»، متسائلا: «هل يعقل أن قرارا أمنيا بحجم التمديد للقادة الأمنيين ان يتم من دون غطاء من حزب الله؟»، مؤكدا أن «الحزب موافق على ما يجري نتيجة التغيرات في المنطقة». ولفت إلى انه «لن ينتخب رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، حتى لو أراده كل من الرئيس سعد الحريري ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع رئيسا».
سعد الياس
رحم الله ” دونى كي شوت ” الخرافة الاسبانية