عمان – «القدس العربي»: هل يصبح الأردن الطرف العربي الوحيد الأقرب إلى متطلبات وأجندة قمة سوتشي الثلاثية بين طهران وموسكو وأنقره؟
غرقت كواليس العاصمتين عمّان وانقرة في هذا السؤال خلال الأيام القليلة التي أعقبت تدشين خطتين واحدة علنية والأخرى باطنية للقاء الثلاثي خصوصًا بعدما أظهرت تركيا استنادًا إلى ما يصفه مسئولون فيها بـ «تشابه وتطابق» الظروف بين البلدين شمال وجنوب سوريا.
الإجابة المباشرة عن هذا السؤال تتطلب، أردنياً وسياسياً، معرفة مسألتين في غاية الأهمية طُرحتا همسًا داخل كواليس القرار الأردني، تتمثلان في حجم ومستوى وكثافة الضوء الأخضر لأجندة سوتشي من طاقم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم في ترسيم تفاعل أردني تكتيكي يجيب عن الاستفسار التالي: إلى أي مدى يمكن لعمّان أن تشارك في «حفلة جديدة» إيران طرف أساسي وفاعل على مائدتها؟
عمومًا لا تبدو العاصمة الأردنية مستعجلة في تحديد موقف، فلا تزال فكرة الدبلوماسية الاردنية العميقة مرتكزة ومكثفة في نقطة تفضل استراتيجية «اللا موقف» إزاء الكثير من الملفات الإشكالية، فظروف المملكة لا تسمح لها بـ «الإخفاق» في مشروعات إقليمية غير واضحة… هذا تماماً ما قيل في لقاء مرجعي ملكي ناقش مسألة المصالحة الفلسطينية، والدور المصري ضمن قاعدة عمل يمكن استنساخها لمواجهة متطلبات سوتشي التي تابعها وأعد ملفًا بخصوصها المكلف بالملف السوري في وزارة الخارجية الأردنية الدكتور نواف التل العامل خلف الستارة بحماس فاتر للتنسيق مع الأتراك.
الطرف المهتم أكثر بوجود مسافة قصيرة أو «علاقة ما» بين سيناريوهات لقاء سوتشي الثلاثي والأردن هو تركيا، خصوصًا أنها تخطط لدعوة واستقبال العاهل الملك عبدالله الثاني قريبًا في لقاء تراهن عليه العاصمتان لإطلاق مستوى أعمق من التواصل قريباً. وفي المظهر العام لا يوجد ما يمنع تعزيز الثقة في تركيا أردوغان اليوم بالنسبة للمؤسسة الأردنية، ولا يوجد بالتأكيد ما يدفع تُجاه الحد من التفاعل مع روسيا فقد قيل في اللقاء المرجعي نفسه إن الأردن مهتم ومتحمس لتفعيل القنوات مع روسيا وأمريكا معًا.
لكن في المظهر ذاته الحواجز كبيرة جدًا مع إيران الطرف الأساسي في معادلة سوتشي، التي يوجد معها عشرات الإشكالات المعقدة الصامتة حيث يزعج أي اتصال أردني مع إيران علاقات المملكة بطرفين في غاية الأهمية لها هما السعودية وإسرائيل معًا. وبكل حال تميل عمّان لقراءة وثيقة سوتشي بعمق وبطء، ومن دون استعجال خصوصًا أنها في بعض المفاصل تؤسس لنصوص جديدة ولاتفاق ثلاثي إقليمي لا يمكن الاستهانة به.
في الوقت ذاته لا تريد عمّان ان تتحمل تكلفة التموضع كبلد عربي وحيد في مضمار سوتشي إلى القرب من الكرسي الإيراني والمقعد التركي برغم «المغريات» التي تقدمها أنقره في هذا المجال، فما يتردد في الأروقة كلها حول أبرز سلبيات سوتشي أنها تناقش الوضع الديمقراطي في مستقبل سوريا من قبل ثلاثة أطراف «غير عربية». لكن المقترحات التركية تبدو «مغرية» ومثيرة ومهمة لأن «القدس العربي» سمعت في أروقة الدوائر التركية المسؤولة، حديثًا غير مسبوق عن قواسم مشتركة أساسية بين البلدين، لا بد من الاستثمار فيها بخصوص الملف السوري.
هذه قواسم المشتركة أربعة، و«باللغة التركية»: هي صعوبة التوصل إلى أية تسوية ببعدها الأمني والاجتماعي للأزمة السورية، من دون الأردن وتركيا، وتطابق الظروف الاجتماعية والأمنية شمال سوريا إلى القرب من تركيا وجنوبها، وإلى لقرب من الأردن إضافة لوجود علاقات تركية مع البنية الاجتماعية «السنّية» في سوريا والعراق جنوب تركيا ووجود «أواصر قوية» بين الأردن والمكوّن السنّي في غرب العراق وجنوب سوريا بمحيط درعا.
يتحدث الأتراك أيضاً عن الجغرافيا والنجاح مع روسيا في سيناريوهات «خفض التوتر» في الاتجاهين باعتباره قاسماً مشتركاً مهما وأساسيا، ويضيفون الاهتمام بمنع أي تحريك ديموغرافي للمكون السنّي بين الجانبين كما يتحدثون عن «العبء الاقتصادي» المقلق في البلدين الناتج عن أزمة اللجوء السوري باعتباره عاملاً مهماً وأساسياً أيضًا. هنا؛ وبسبب هذه الاعتبارات تقترح تركيا على الأردن «العمل بصيغة أقرب وأكثر فعالية معها» وضمن مسطرة المصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية والجغرافيا.
من المرجح أن أنقرة تسعى لاستقطاب الأردن إلى حلقة توصيات وفعاليات قمة سوتشي الثلاثية خصوصًا، أن مصدراً في الحكومة التركية أبلغ «القدس العربي» مباشرة أن «التشاور مع الأردن من دون غيره» خطوة في غاية الأهمية، عندما تصل التفاعلات إلى تسمية وتحديد هُوية نحو 1500 شخصية سورية سيشاركون في المؤتمر الدُّولي للحوار السوري الذي اقترحته موسكو واعتمدته وثيقة سوتشي.
هنا يتحدث الوسط التركي عن «خبرات أردنية» لا يستهان بها في مجال ائتلافات المعارضة السورية، وعن «عمق كبير» ومهم للمستوى الأمني الأردني في بنية درعا وجنوب سوريا والبادية في مكونات جنوب سوريا وهو عمق قد يسهم في بوصلة تمثيلية أوضح وأعمق لهُوية الأشخاص الذين سيجلسون حول طاولة مؤتمر الحوار على الأقل باسم بدو جنوب سوريا وعشائر درعا.
أنقرة قالت للأردنيين إن الوضع متشابه بينها وبين عمّان، فالكثير من الأتراك على الحدود لهم «أقارب مباشرون» في سوريا والعراق، والعديد من الأردنيين شمال المملكة لهم «أبناء عم مباشرون» من عشائر درعا وبدو الجبل وحتى بعض الدروز. هذه عناصر تدفع تركيا للاهتمام على أقل تقدير بإبقاء الأردن مهتمًا بسوتشي وما بعدها.
بسام البدارين:
نعم الثورة السورية مباركة لكنها يتيمة
فالروس والصفويين ساهموا عسكرياً ضد الثورة أما العرب فوقفوا متفرجين
والنتيجة توسع الصفويين على حساب أهل السُنة والجماعة بعدة دول غير سوريا كالعراق ولبنان واليمن وووو
وفوق هذا وذاك إلتجأ بعض حكام العرب للصهاينة طلباً للمساعدة مقابل التنازل لهم عن فلسطين بدلاً من مساعدة الثوار السوريين بالسلاح
ولا حول ولا قوة الا بالله
من الواضح ان البعض الذي يعيش في الغرب لم يتخلص من ادران الطائفية فالقوالب الجاهزة في توصيف هذا وذلك لا تتناسب مع اناس يعيشون بالعصر الحالي وفوق هذا وذاك يعيشون في اوروبا التي اعطتهم الحرية في العيش والتعبير بعد ان حرمهم منه ابناء دينهم وعقيدتهم التي يتبجحون بها , متى تتحرر العقول من هذا الظلمة التي لاترى النور؟
هؤولاء سيقسمون الشرق الاوشط الى ثلاث نفود روسيا وتركيا وايران والعرب نائمون . بطبيعة الحال حتى يشعلوها في المغرب العربيبين المغرب والجزائر حرب طاحنة ثم بعد دالك حرب بين مصر و اثيوبيا . ادن مادا تبقى من العرب . يا العرب ستفيقوا من السبات ارجوكم استفيقوا وتوحدوا جميعا . من يحرض على الفتن يجب اعدامه .