تونس – «القدس العربي»: إتهم الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (الوطد) والقيادي في «الجبهة الشعبية» زياد الأخضر حركة «النهضة» بإبتزاز للحكومة التونسية الجديدة التي قال إن عمرها لن يكون طويلا، وأكد من جهة أخرى أن حزبه لم يدعُ إلى تغيير الخطاب السياسي للجبهة الشعبية، لكنه تحدث في المقابل عن وجود نزاع بين مكونات الجبهة على قيادتها، ولمح أيضاً إلى وجود بعض الخلافات مع عائلتي القياديين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، مشيراً إلى أنه لا يعلم الأسباب التي دفعتهما لعدم حضور المؤتمر الأول لحزبه.
وأضاف في حوار خاص مع «القدس العربي»: «نحن نعتقد أن هذه الحكومة (حكومة يوسف الشاهد) ضعيفة وأن أحد أطرافها بدأ يبتزها من الآن عبر التلويح بأنه يمكن أن يقيلها في ظرف ستة أشهر، وهذا مؤشر على أن هذه الحكومة أضعف من الحكومات السابقة وأنها عمرها لن يكون طويلاً جداً بالنظر للأزمة الكبيرة التي تعيشها بلادنا، والتصريح الذي أدلى به رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وأكد فيه يمكن أن يتم سحب الثقة من هذه الحكومة يؤكد ذلك».
وكان الغنوشي أكد في تصريح صحافي قبل أيام أن دعم حركة «النهضة» لحكومة يوسف الشاهد ليس مطلقاً بل مشروط بمدى الإلتزام بوثيقة قرطاج، مضيفاً «قد نسحب منها الثقة إذا اكتشفنا انها في واد ووثيقة قرطاج في وادٍ آخر… سنتركها تشتغل لـ6 أشهر، ثم بعدها لنا رأي».
وحول قرار الشاهد الأخير التخفيض من أجور أعضاء حكومته والتصريح بممتلكاتهم، قال الأخضر «الوضع صعب في تونس، وأعتقد أن الشاهد بهذه المقترحات يعبر عن عدم قدرته على تصور مخارج حقيقية للوضع الحالي، فهو يريد اتخاذ إجراءات مشهدية لا أكثر، لأنه يجب أولاً مراجعة الخيارات والالتزامات القديمة للدولة التونسية التي أصبحت في ضائقة مالية شديدة مع المؤسسات المالية العالمية المانحة».
وكان حزب «الوطد» عقده مؤتمره الأول قبل أيام، حيث اختار «الوفاء لروح الشهيد شكري بلعيد» شعاراً له، فيما تم تسجيل غياب لافت لعائلتي القياديين المعارضين شكري بلعيد (مؤسس الحزب) ومحمد البراهمي.
وقال الأخضر «كان لا بد من إطلاق شعار الوفاء لشكري بلعيد لهذا المؤتمر، والوفاء له يتمثل بتعزيز وحدة هذا الحزب على قاعدة الوضوح السياسي والفكري لأرضيته، ويعني الوفاء للخط السياسي العام الذي بني عليه الحزب والإلتزام بالمشروع الذي عمل عليه منذ عقود وهو بناء التحالف الوطني الشعبي من أجل قيام جمهورية ديمقراطية اجتماعية في هذه المرحلة من النهوض الثوري في بلادنا، ومواصلة العمل داخل الإطار الجبهوي الطبيعي والاستراتيجي للحزب وهو الجبهة الشعبية، لهذا اخترنا شعار الوفاء وقلنا إن يتجسد في فكرتين بسيطتين: نواصل النضال انتصارًا للوطن وللشعب».
وحول غياب عائلتي بلعيد والبراهمي، قال الأخضر «ما يمكن أن نؤكده هو أن الدعوة وصلت للعائلتين، والموانع التي تسببت بعدم حضورهما لا نعلمها حتى الآن، نحن نكن كل التقدير والاحترام لعائلة شكري بلعيد وخاصة والده وبناته وهم أمانة في عنقنا، وستتواصل اللقاءات والنقاشات وإذا كانت هناك بعض الخلافات يمكن أن تتم تسويتها».
وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن حزب «الوطد» دعا في مؤتمره الأول إلى مراجعة الخطاب السياسي للجبهة الشعبية والتي يشكل الحزب أحد مكوناتها، إلا أن الأخضر نفى ذلك، مشيرا إلى أن الخطاب السياسي للجبهة «مضبوط بأرضية وافق عليها شكري بلعيد منذ تأسيس الجبهة، وما ندعو إليه الآن هو العمل على تطوير هيكلية الجبهة الشعبية وتنظيمها وإيقاع عملها الداخلي والتصاقها بمشاغل الناس اليومية والانتصار لقضاياهم وطرح بدائل». وحول حديث النائب عن الحزب منجي الرحوي عن «عدم وجود هياكل (مؤسسات) ديمقراطية في الجبهة، قال الأخضر «وجود هياكل ديمقراطية من عدمها هو مسألة نسبية، فالجبهة تأسست في 2012 بعد نقاشات بين أطراف سياسيات كانت هي الفاعلة في تأسيسها فضلاً عن جملة من المستقلين، وهناك تدعيات وإرث بصدد تجاوزه ويجب أن نصبر على بعضها، لكن الجبهة تبقى رقماً سياسياً موجوداً رغم كل الهنات التي تعترض أداءها، والخبرة والتجربة والنقد الذاتي كفيلة بتجاوز هذه الهنات، وإذا توفر ذكاء المناضلين وقدرتهم على العمل فسنتجاوز هذه المطبات».
وكان بعض المراقبين أشاروا إلى وجود «ديكتاتورية» لحزب العمال على بقية مكونات الجبهة، وعلّق الأخضر على ذلك بقوله «الحديث عن وجود ديكتاتورية هو أمر مبالغ فيه، لكن يمكن القول إن ثمة تنازعاً بين مكونات الجبهة الأساسية على قيادة هذه الجبهة، ونحن نعترف بذلك، ونريد أن يكون في إطار التنافس الذي يقدم للجبهة، فليتنافس الناس في إطار تعزيز موقف وسلوك الجبهة السياسي والاهتمام بقضايا الناس».
وكان الناطق باسم الحزب «الجمهوري» عصام الشابي دعا الجبهة الشعبية إلى الارتقاء بالخطاب السياسي والكف عن «لعب دور كهنة معبد اليسار”، في إطار رده على انتقاد حزبه من قبل الجبهة بعد مشاركته في حكومة الشاهد.
وعلّق الأخضر على تصريح الشابي بقوله «اليسار فضاء واسع وشامل وفي هذا الفضاء نحتفظ لأنفسنا بحرية اتخاذ مواقفنا، وعندما نختلف مع الآخرين نريد أن يحترمونا كما نحترمهم، كما أننا نعتقد أن موقفنا سليم من محطة الحوار الوطني الذي قاد إلى تشكيل حكومة هي حكومة الائتلاف القديم بوجوه جديدة، وقد بدأت الأحداث تؤكد ذلك، فالحكومة الجديدة ما هي إلا حكومة محاصصة حزبية مقيتة مثل بقية الحكومات».
وأضاف «وأود أن أذكّر عصام الشابي بشيء واحد هو أن العمل السياسي ما زال متواصلاً في تونس وأن المحطات المقبلة يمكن أن تكون أخطر بكثير من المحطة التي عبرناها في الحوار الوطني، وأنه يجب على الجميع أن يتفطن أنه في الأيام المقبلة يمكن أن نجد أنفسنا في مواقف غير بعيدة للدفاع عن حرية التعبير والحريات العامة والفردية ومنع العودة إلى مربعات الاستبداد القديمة ومنع تنفيذ إملاءات خطيرة على بلادنا، فلذلك ننسب الأشياء ونترك الهوامش التي يمكن أن تمكننا من العمل المشترك في قادم الأيام، وأعتقد أن هذا التمشي أفضل بكثير من أن نبقى نتجادل حول من يمثل اليسار ومن لا يمثله ومن موقفه صحيح جداً ومن موقفه خاطئ ومن عليه المراجعة، لأننا إذا دخلنا هذه البوتقة غير المثمرة فلن نخرج منها بفائدة لبلادنا ولن نبني منها مواقف يمكن أن تكون صالحة للأوضاع الحالية في بلادنا».
وحول الدعوات المتكررة مؤخراً لتوحيد اليسار التونسي في إطار سياسي كبير، قال الأخضر «هذه الدعوة أساساً أطلقها شكري بلعيد في المؤتمر التأسيسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، ويبدو أنه أُسيء فهمها وأصبحت فضفاضة إلى حد لا يسمح بالتعاطي الجدي معها لأن الكل أصبح يدّعي أنه يساري وأنه يمكن أن يكون ضمن إطار بناء الحزب اليساري الموحد، وأنا فقط أدعو الجميع لقراءة ما قاله بلعيد بدقّة حتى يعلموا لمن وُجّهت هذه الدعوة بالتحديد ومن هم المعنيون أساساً ببناء حزب يساري كبير منتصر لقضايا الوطن والشعب مثلما كان يعبر (بلعيد) دائماً».
حسن سلمان
اليسار التونسي لغز محير لا يعرف ماذا يريد..لم يعترف بحكومة الشاهد و حكم عليها بالفشل قبل أن تبدأ العمل ثم ينكر على حركة النهضة اعطاء الحكومة الجديدة فرصة6أشهر حتى تحقق ما جاء في وثيقة قرطاج..خلق اليسار التونسي للوقوف على الربوة و للمعارضة لأنه غير مؤهل لحكم البلاد..انه يمثل بعض النخب و لا علاقة له بعموم الشعب بسبب كرهه الشديد للاسلام عموما..
فليكن المنجي مكان حمة.
اليسار في تونس أصبح برجوازي بامتياز لا تعنيه أية طبقة من المجتمع لأنّه حقيقة مزمار و ليس يسارا كل ما في الأمر أنّ مجموعته ليس في قلبها حب بل أحلام مزعجة. نجار مثقف
الحكومة شببت أعضاءها كذلك الجبهة عليها أن تعمل بالمثل رغم ضآلة العدد المكون للجبهة من الشباب. ومن سيخلف حمة عليه أيضا بـ ” سيارة كيا ” مثل هذا الأخير لأنها بالتأكيد متوفرة لدى الإمارات ” صديقة” إيران.
اليسار في تونس أصبح برجوازي بامتياز، وهو لا تعنيه أيّة طبقة في المجتمع وهذا كذب. وهم لا يحبون إلاّ أنفسهم ولا يعجبهم شيء إلاّ أوهامهم التي يتشدقون بها، في حقيقة الأمر ليس هناك يسار بل مزمار ينفخ فيه ناس يضحكون عن الشعب. / إمضاء نجار مثقف