تونس – «القدس العربي»: أعادت استقالة رئيس الهيئة السياسية لحزب «نداء تونس» الجدل حول موضوع «التوريث» داخل الحزب الحاكم، في وقت لجأت فيها بعض القيادات البارزة إلى تجميد نشاطها في الحزب للاعتراض على طريقة إدارته من قبل المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس التونسي).
وكان رضا بلحاج قدم استقالته بشكل رسمي من رئاسة الهيئة السياسية لحزب «نداء تونس»، مبررا ذلك بمحاولة بعض أعضاء الكتلة البرلمانية (الموالية لحافظ قائد السبسي) «تجاوز القيادة الحزبية في الهيئة السياسية، وهو ما أثّر سلباً على أداء الحزب والعمل داخل الهيئة».
كما انتقد في رسالة الاستقالة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام «استفحال مظاهر التدخل الخارجي لعديد الأطراف في شؤون النّداء»، محذرا من وجود «توجّه غير سليم من شأنه أن يمسّ بكل الانجازات التي حققها الحزب ويهدد التوازن الحزبي».
فيما اعتبر بوجمعلي الرميلي (أحد مؤسسي النداء) أن الحزب في شكله الحالي انتهى «ما لم يتم التراجع عن كل ما ترتب عن مؤتمر سوسة، وحذر من حدوث استقالة جديدة من الحزب، في حال لم تتم الاستجابة لمطالب بلحاج، مشيرا إلى أن عددا من أعضاء الهيئة السياسية للحزب قرروا تجميد نشاطهم للاعتراض على طريقة تسيير الحزب.
وكانت الهيئة السياسية لـ»نداء تونس» اجتمعت السبت في ظل غياب عدد كبير من القيادات البارزة وبعض الوزراء كبلحاج والرميلي وسلمى اللومي وسعيد العايدي وغيرهم، قررت الهيئة تأجيل النظر في استقالة بلحاج من منصب رئيس الهيئة السياسية إلى الاجتماع المُقبل.
وكان القيادي في «النداء» لزهر العكرمي اعتبر في تصريح صحافي أن استقالة بلحاج «نتيجة طبيعية لاستفراد عائلة السبسي بالحزب»، مشيرا إلى وجود «انقلاب» داخل الحزب في ظل سيطرة بعض القيادات التي قال إنها محسوبة على حركة «النهضة».
فيما كتب القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني على صفحته في موقع «فيسبوك»: « استقالة رضا بلحاج من الهيئة التأسيسية لحزب النّخلة (نداء تونس) كانت متوقعة في إطار تواصل عمليّة تعبيد الطريق لابن أبيه، حافظ قايد السبسي، للسيطرة على حزب أبيه و لتحقيق حلم والدته لخلافة والده في قصر قرطاج!».
وأضاف «بطبيعة الحال، محاولات «التّوريث»بدأت منذ فترة طويلة وذلك عبر دفع عديد المؤسسين على مغادرة النداء وإفراغه من قياداته، حتّى يخلو الجوّ للابن المدلَّل، ولكن تأكّدوا أنّه عندما يغادر الباجي قائد السبسي قصر قرطاج فلن يلتفت أحد لابنه».
يُذكر أن القيادي في الحزب والناطق باسم الحكومة خالد شوكان اعتبر أن «نداء تونس سيظل الحزب رقم واحد في المشهد السياسي»، مشيرا إلى أن تونس «لن يحكمها سوى النداء».
من جهته هدد حزب الاتحاد الوطني الحر الشريك في الائتلاف الحكومي التونسي بالانسحاب من الائتلاف بسبب أزمة متصاعدة مع الحزب الأول حركة نداء تونس.
وقالت يسرى ميلي، عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد الوطني الحر ومكلفة بالإعلام السبت، إن الحزب يبحث خيار الانسحاب من الائتلاف الحكومي بسبب خرق حزب حركة نداء تونس الذي يقود الائتلاف لتعهداته. ويرتبط الخلاف بين الحزبين مع قبول نداء تونس ضم نواب منشقين عن كتلة حزب الاتحاد الوطني الحر في البرلمان.
وقالت «نداء تونس خرق اتفاقا أخلاقيا يقضي بمنع السياحة الحزبية بين أحزاب الائتلاف. لا يمكن التعامل مع كتلة برلمانية خارجة عن سيطرة الحزب».
وأدت الأزمة إلى استقالة رئيس الهيئة السياسية والقيادي البارز في نداء تونس رضا بلحاج من منصبه بسبب موقفه المعارض لضم نواب من أحزاب حليفة. وقال المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي إن حزبه سيعقد اجتماعا مع الوطني الحر لتبديد الخلاف القائم.
وتقلصت كتلة الاتحاد الوطني الحر في البرلمان إلى 12 نائبا بعد أن كانت ممثلة بـ16 نائبا. وكان نداء تونس نفسه قد فقد الأغلبية في البرلمان فبعد أن كان ممثلا بـ86 مقعدا أصبح له اليوم 60 نائبا خلف حركة النهضة الإسلامية بـ69 مقعدا.
وتتبادل أحزاب في البرلمان اتهامات بالفساد المالي مع تغير موازين القوى السياسية داخل البرلمان.
حسن سلمان
السياسة في تونس هي عبارة على ” فريبري” سياسية قديمة وبالية في سوق الحفصية بتونس العاصمة وكل يبحث في أكوام السياسات عله يجد سياسة تتماشى ومقاسه الغالب فيه أنانيته. ليس هناك ابتكار الكل يبحث عن مزيد من الدينارات والجشع والطمع كلاهما يسود في سوق نخاسة الأحزاب . والحزب الذي يحقق تطلعات قوى الشر هو الذي يطول عمره سواء بالتوريث أو من خلال انقلاب. و ” الله ينصر من صبح ”. لأن الشعوب أيضا وقع توريثها الإستسلام. .
أنا أجزم أن التوريث هو حقيقة وأن الباجي الأب هو من يريد ذلك و بكل قوة، لأنه من صلب حكم ديكتاتوري إنتهازي ، يعتقد أن الحكم غنيمة ومتاع وملكية عائلية، يصح توريثها للأبناء.ذلك إعتقاد راسخ لهؤلاء السياسيين.
دول الإستبدادية دول الديكتاتورية العربية مثلما ذكر بعض الكتاب على هذه الصفحة صعب تحييدها …وإصلاحها ليس من السهل.. فدول الإستبداد لها أجهزة أمن ومخابرات قوية تجسس علي الأحزاب والمواطنين ……وهذه الأجهزة العميلة رؤسأها متخفين يقررون في سياسة البلاد ولن يقبلوا بأي تغيير
هل قادرة الأشخاص أو الأحزاب التي تنتقد التوريث علي توقيفه …..أم أن التوريث سيفرض عليها من طرف هذه الأجهزة الأمنية وستقبله
الأحزاب المعارضة دخلت الصراع السياسي بعفوية بدون خبث
إيمانا منها بالديمقراطية لكن أجهزة الإستبداد لا تؤمن بالديمقراطية