تونس ـ «القدس العربي»: بدأ التونسيون الأحد التصويت على أول رئيس منتخب بشكل مباشر في تاريخ البلاد، وسط إجراءات أمنية مشددة وإقبال ضعيف من الناخبين الشباب.
ويشارك في الانتخابات الرئاسية خمسة ملايين و285 ألف ناخب (داخل البلاد وخارجها) يصوتون على 22 مرشحا (بين حزبي ومستقل) يتنافسون للفوز بمنصب بقي حكرا على بضعة أشخاص منذ استقلال البلاد.
وبدا الإقبال على مراكز الاقتراع داخل البلاد متواضعا في ساعات الصباح الأولى، حيث أكدت هيئة الانتخابات أن النسبة لم تتجاوز 12 في المئة حتى منتصف النهار، لكنها توقعت تزايد هذه النسبة بشكل كبير مع إقبال الشباب الذين ما تزال نسبة مشاركتهم ضعيفة جدا قياسا بالكهول والشيوخ.
وخلال جولة سريعة لـ «القدس العربي» على بعض مراكز الاقتراع في العاصمة، عبر أغلب الناخبين عن سعادتهم بالمشاركة في «أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تونس» وفق سعيد (53 عاما)، فيما أكد بوبكر (65 عاما) أنه جاء منذ السابعة صباحا (قبل ساعة من بداية عملية الاقتراع) للمشاركة برسم مستقبل بلاده، وأشار إلى أن هذه الأجواء تذكره بأيام الزعيم الحبيب بورقيبة، منتقدا في الوقت «لامبالاة» الشباب ورفضهم المشاركة «في هذه اللحظة التارخية».
وكان التصويت في الخارج بدأ منذ يومين ويستمر حتى نهاية اليوم (الأحد)، وقال عضو الهيئة لسعد بن أحمد إن نسبة التصويت في الخارج بلغت حوالي 20 في المئة حتى الآن، مشيرا إلى أن الهيئة تتابع مختلف مجريات عمليات التصويت داخل البلاد وخارجها من خلال «قاعـة عمليـات» تم إنشاؤها في المركز الإعلامي في قصـر المؤتمـرات وسط العاصمــة.
وسجل بعض المراقبين وجود بعض التجاوزات في مراكز الاقتراع تتصل بتعليق صور ويافطات تحمل صوراً وشعارات لعدد من المرشحين أمام بعض مراكز الاقتراع، فضلا عن محاولات التأثير على الناخبين من قبل بعض مراقبي الأحزاب، وحرمان عدد من الناخبين في الخارج من التصويت، كما أشارت مصادر إعلامية إلى احتجاج بعض الناخبين في أحد المراكز وسط العاصمة بعد تقسيمهم حسب الجنس (صفوف للرجال وأخرى للنساء).
لكن بن أحمد أكد أن أغلب هذه الأخبار هي عبارة عن شائعات، مشيرا إلى أن الهيئة تتعامل أساسا مع التقارير المقدمة من مراقبيها المنتشرين في مراكز الاقتراع الـ11 ألف في الداخل والخارج و «في حال وجود أي تجاوزات سنتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها»، منوها أيضا بوجود 27 ألف مراقب من المجتمع المدني و65 ألف ممثل عن المترشحين.
وأضاف «بخصوص حرمان بعض الناخبين في الخارج من التصويت، الهيئة خصصت فترتي تسجيل للناخبين، الأولى بين 23 حزيران/ يونيو و29 تموز/ يوليو والثانية بين5 و26 آب/ أغسطس، والقانون الانتخابي الجديد يمنع التسجيل الآلي ويمكّن فقط المسجلين بطريقة إرادية من التصويت».
وتتمثل صلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور الجديد بتمثيل الدولة وضبط السياسات العامة في مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومي المتعلق بحماية الدولة والتراب الوطني من التهديدات الداخلية والخارجية (بعد استشارة رئيس الحكومة)، وإعلان حالة الحرب والسلم وإرسال قوات للخارج بعد موافقة البرلمان والحكومة، فضلا عن حل البرلمان في حالات معينة يحددها الدستور.
واتخذت هيئة الانتخابات إجراءات جديدة في الانتخابات الرئاسية تختلف عن الانتخابات التشريعية، عبر اعتماد شكل جديد لورقة الاقتراع التي تتضمن كودا خاصا غير قابل للتزوير، واعتماد مكتب مركزي واحد (بدل 33 مكتبا في التشريعية) يقع في المركز الإعلامي ويتلقى نتائج الفرز بشكل مباشر من مراكز الاقتراع ويقوم بتجميعها بهدف تسريع عملية التدقيق وإعلان النتائج الأولية التي يفترض أن تتم بعد 48 ساعة فقط من انتهاء عملية التصويت.
واتخذت السلطات التونسية إجراءات أمنية مشددة لمنع حدوث أي هجوم إرهابي ضد مراكز الاقتراع أو المرشحين، حيث تم تخصيص أكثر من 100 ألف عنصر من قوات الأمن والجيش وحرس الحدود لتأمين العملية الانتخابية عموما وخاصة في ولايات الوسط والشمال الغربي المتاخمة للحدود مع الجزائر (جندوبة والكاف والقصرين) التي تقتصر فترة التصويت فيها على خمس ساعات فقط (بين العاشرة والثالثة) نظرا للوضع الأمني الدقيق فيها.
وخلال مشاركته في التصويت بأحد مراكز الاقتراع في الضاحية الشمالية للعاصمة، دعا رئيس الحكومة مهدي جمعة الشباب التونسيين للمشاركة بكثافة في التصويت لتأكيد ثقتهم بالمسار الذي انتهجته تونس و»القائم على بناء دولة حداثية مرتكزة على اسس ديمقراطية رغم حدوث بعض المشاكل خلال السنوات الأربع السابقة»، مشيرا إلى أنه «مقارنة ببعض البلدان القريبة منا، فإن تونس تسير في المسار الصحيح وأن مشروعها هو مشروع كبير، وهذه البلاد تستحق كل الخير، ولا بد ان يصبر الجميع لأجلها».
ويتوقع المراقبون إقبال المزيد الشباب على المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي ستساهم إلى جانب نظيرتها التشريعية بتعزيز المسار الديمقراطي وتثبيت أركان الجمهورية الثانية التي رسمح ملامحها الدستور الجديد.
ويفترض أن تعقد هيئة الانتخابات مساء مؤتمرا صحافيا يعقب إغلاق مراكز الاقتراع (بعد السادسة مساء بتوقيت تونس) تبين فيه الأجواء التي جرت فيها الانتخابات ونسبة المشاركة، وربما بعض النتائج المبدئية التي رشحت عنها.
حسن سلمان
السلام عليكم
اردت أن أجعل هذا المقال مطية للتعبير عن عزوف الشباب عن المشاركة في الإدلاء بأصواتهم في الاستحقاقات المختلفة مع العلم هذا ليس في تونس لوحدها بل في ربوع العالم العربي الذي يريد أن يجعل الانتخابات وسيلة للحكم وذلك مرده إلى كثير من الامور منها:
1-تهميش الشباب في المواعيد الاستحقاقية بذرائع مختلفة وشروط تعجيزية حتى تبعده من المشاركة وممن حالفه الحظ في المشاركة يسدون امامه كل ابواب التسهيلات ويجعلون عصا في وسط عجلة دراجته
2- نفور الشباب من المسؤولية خوفا من تبعاتها المختلفة وعدم التحمس للمغامرة ممّا يجعلهم متفرجين لا لاعبين
3-الجيل الاول(الشيوخ)الظروف السياسية قد دربتهم على خوض المعارك الانتخابية لما لهم فيها من مصالح مختلفة
4-كثيرا من الشباب يرى في السياسة مضيعة للوقت في برامج اغلبها اشهارية بعيدة عن للواقع (في نظرهم)-
خلاصة:بسبب هذا الترجع في عدم الخوض في السياسة التي هي لبنة من لبنات بناء الوطن فقد يكون قدرا محتوما على الامة العربية أن يسيرها الشيوخ الذين زمن عطائهم ولّى واصبح (خريفا) نظرا ل:
1-عامل السن والشيخوخة
2-ظروفهم التي عاشوا فيها غير ظروف الحاضر
3-وسائل التفكير تغيرت على ما كانت عليه
ملاحظة:لو كان عامل السن مقياس ضروري ما كلّف الرسول (صلى الله عليه وسلم ) اسامة بقيادة الجيش في حضرة كبار الصحابة وهذا مثالنا الاعلى …ومن جهة أخرى لو كان السن عامل في تسيير امور البلاد ما تختار أمريكا (أوباما صاحب ال45سنة لإدارة أكبر قوة في العالم مع العلم أنها ليست مثالنا الاعلى