تونس: سياسيون وناشطون ينتقدون غياب المرأة عن التعيينات الجديدة في سلك الولاة

حجم الخط
0

تونس – من حسن سلمان: انتقد عدد من السياسيين التونسيين غياب المرأة عن التعيينات الأخيرة التي أعلنها رئيس الحكومة الحبيب الصيد على سلك الولاة وشملت أكثر من نصف الولايات في البلاد، فيما أطلق إعلاميون وناشطون حملة بعنوان «وينهم (أين) النساء»، مطالبين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بإنصاف «المليون امرأة» اللاتي انتخبنه، في وقت أشارت فيه مصادر إعلامية إلى وجود استياء كبير لدى الحزب الحاكم بسبب «إقصاء» الصيد لبعض قياداته من التعيينات الجديدة.
وكانت وزارة الداخلية في بلاغ أصدرته السبت أن رئيس الحكومة الحبيب الصيد قرر إجراء حركة على سلك الولاة تم بمقتضاها تعيين أحد عشر واليا جديدا (بينهم والي تونس) ونقل ثلاثة آخرين لولايات أخرى.
وينتمي الولاة الجدد لاختصاصات متعددة (حقوقيون ونقابيون وضابط جيش وأمن)، وأغلبهم عملوا في السابق كولاة أو معتمدين (قائمقام) في عدة مدن تونسية.
ووصف عدد من الناشطين والسياسيين التعيينات الجديدة بأنها ذات طابع «ذكوري» بحت، حيث انتقدت النائبة عن حزب «نداء تونس» بشرى بلحاج غياب العنصر النسائي في القائمة الجديدة للولاة، وأكدت أنها ليست لديها مشكلة مع الأسماء الواردة في القائمة بقدر ما يهمها تمثيل المرأة في مواقع صنع القرار.
وكتب القيادي في حزب «المبادرة الدستورية» حامد حرزالله على صفحته بموقع فيسبوك «فجأة اختفت المرأة من التعيينات الندائية وعادت تجر أجيال الخيبة وراءها، خاصة ان لولاها لما فاز النداء والباجي (قائد السبسي) في الانتخابات ولما حقق حلم حياته».
وأطلقت الإعلامية عفاف الغربي حملة بعنوان «وينهم النساء»، للمطالبة بمراجعة التعيينات «الذكورية» الجديدة.
وأضافت على صفحتها بـ«فيسبوك»: «المرأة التونسية تاريخ وحاضر ومستقبل هذه البلاد، المرأة التونسية تستحق مكانة أكبر بكثير مما تعيشه اليوم، المرأة التونسية هي أكبر وأجمل نموذج للمرأة الناجحة والمثقفة والناجعة في العالم العربي».
وتأتي الحملة الجديدة على غرار حملات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي حققت نجاحا كبيرا، من بينها «وينو البترول» التي تدعو لفتح ملف الثروات الطبيعية في البلاد، و»وينو الترتوار (الرصيف)» التي تندد باحتكار بعض المقاهي لأرصفة المشاة.
وكتبت الباحثة والقيادية السابقة في «نداء تونس» ألفة يوسف قرأت استهجان بعض النساء من عدم تعيين أي امرأة تونسية في منصب وال، والحق أنهن، بحكم نقص العقل الجوهري فيهن، لم يفهمن ان لهذا الغياب أكثر من حكمة».
وأضافت «فهو يؤكد: استمرار مقولة: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة (…)، تأكيد مقولة: ما هي إلا امراة (في إشارة لعبارة الرئيس التونسي المثيرة للجدل)، تأكيد أننا، في هذا المجال، نسير إلى الخلف لأن ابن علي عين سابقا امرأة في هذا المنصب، تأكيد مقولة: أطعم الفم تستحي العين، فبعض النساء الداعيات زمن النظام السابق بقوة وحماس إلى بعض مساواة، واللواتي هن اليوم في الحكم أو قريبات منه، صامتات عجزا أو طمعا».
فيما أضافت الباحثة رجاء بن سلامة «تعيينات من دون نساء، كالعادة.. ونسجل خلو قائمة الولاة الجدد من النساء، كالعادة، وبعيدا عن مبدأ التناصف الذي ينص عليه الدستور، وقريبا من 13 آب/أغسطس الذي كرمت فيه مجموعة من النساء. ويتواصل المشهد السياسي والإعلامي ذكوريا لمدة سنة أخرى، إلى أن يطل علينا «عيد المرأة».
من جانب آخر، ذكرت إذاعة ”أرابسك” المحلية أن المكتب التنفيذي لحزب «نداء تونس» سيعقد اجتماعا طارئا اليوم الاثنين للنظر في تعيينات سلك الولاة «التي أثارت جدلا كبيرا واعتبرها البعض إقصاء لبعض قيادات نداء تونس»، مشيرة إلى ان المكتب سيصدر بلاغا «يعبر فيه عن عدم رضاه عن سياسة رئيس الحكومة الحبيب الصيد الذي لم يطبق تعليمات الحزب الحاكم».
وأشارت إلى أن الصراع بين نداء تونس والحبيب الصيد في الفترة الأخيرة شهد تصاعدا «خاصة بعد رفض الأخير املاءات الحزب الحاكم و أمينه العام محسن مرزوق الذي طالب بمراجعة التعيينات زمن الترويكا، من جهتها اعتبرت حركة النهضة ان هذا الأمر غير مقبول ويخل بالتوافق بين تنسيقية الأحزاب الحاكمة».
يُذكر أن النائب عن «الاتحاد الوطني الحر» يوسف الجويني أكد في تصريح إذاعي سابق أن حزبه بصدد مراجعة وجوده في الائتلاف الحاكم، وأشار إلى أن موضوع خروجه منه بات ممكنا، مؤكدا أن أنصار الحزب غير راضين عن ضعف تمثيله في الحكومة وفيما يتعلق بملف التعيينات.
فيما سارع رئيس كتلة الحزب في البرلمان والناطق باسمه محسن حسن إلى نفي هذا الأمر، من دون أن ينفي وجود استياء لدى بعض قواعد الوطني الحر من عدم إشراك الحزب بصفة فعلية في التعيينات ومن ضعف تمثيليته في الحكومة.
لكنه أكد أن حزبه سيكون له نصيبه في التعيينات الحكومية المقبلة (فيما يتعلق بملف الولاة) «وفق معيار الكفاءة وليس وفق المحاصصة الحزبية»، مؤكدا أن الحزب لن يستغل وضعيته داخل الائتلاف «لفرض تعيينات مسقطة لا تستجيب لمعيار الكفاءة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية