تيارات سياسية مغربية يسارية وإسلامية تطالب الدولة بالانسحاب من جميع التحالفات العسكرية مع «الأحلاف» الرجعية

حجم الخط
1

الرباط ـ «القدس العربي»: رغم تجاهل الاعلام الرسمي، تثير المشاركة المغربية بحملات عسكرية، تقودها السعودية، احتجاجات احزاب وتيارات سياسية، يسارية او ذات مرجعية اسلامية، خاصة بعد ان طال امد هذه الحملات من دون ان تظهر نتائج ايجابية لصالح المشاركين فيها.
وبعد جماعة العدل والاحسان، اقوى الجماعات المغربية ذات المرجعية الاسلامية، طالب حزب النهج الديمقراطي (مارسكي لينيني راديكالي)، بانسحاب المغرب من جميع التحالفات العسكرية مع «الأحلاف» الرجعية، في إشارة للمشاركة المغربية في التحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن والتحالف العربي الإسلامي ضد «داعش» في سوريا والعراق، الذي تقوده السعودية بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية.
وأكد الحزب اليساري المعارض، في بيان لأمانته الوطنية، على ضرورة النأي بالمغرب عن كل سياسة تضر بالشعوب الشقيقة وتمنعها من حقها في تقرير مصيرها.
ويشارك المغرب رسميا بالحربين ضد اليمن وتنظيم داعش بسرب طائرات حربية من طراز اف 16 ترابط بالامارات العربية المتحدة وتحت قيادتها. وفقد، بعيد انطلاق الحملة على اليمن، طائرة وقائدها. الا ان المغرب وعلى لسان وزير خارجيته، صلاح الدين مزوار اعلن بعد مباحثات مع نظيره السعودي عادل الجبير يوم الاربعاء الماضي بالرباط، عدم المشاركة بالحرب البرية التي تحشد لها الرياض حلفا اسلاميا، ضد سوريا، وقال مزوار ان المشاركة المغربية ليست مطروحة. ويشارك المغرب في إحدى أضخم وأكبر مناورة عسكرية تعرفها منطقة الشرق الأوسط التي أطلق عليها اسم «رعد الشمال» و تشارك فيه 20 دولة عربية وإسلامية، إضافة إلى قوات درع الجزيرة وستعرف مشاركة واسعة من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى لجيوش الدول الـ 20 المشاركة.
وقالت تقارير مغربية ان خبراء عسكريين واستخباراتيين، مغاربة يشاركون إلى جانب نظرائهم من مصر والسعودية وباكستان ومؤطرين عسكريين أمريكيين تابعين لإحدى الشركات الأمريكية الرائدة في شؤون الأمن الاستباقي، في مهمة تأطير قوات الحرس الوطني السعودي في جهود محاربة تسلل مقاتلي داعش إلى السعودية عبر حدودها التي تمتد إلى أكثر من 800 كيلومتر وتأمينها.
وقالت التقارير ان مشاركة الخبراء العسكريين والاستخباراتيين المغاربة تأتي في اطار مهمة تم الاتفاق بشأنها حديثاً بالمغرب بين المسؤولين المغاربة ومسؤولي الحرس الوطني السعودي ويشرف هؤلاء الخبراء العسكريون والاستخباراتيون المغاربة، الذين يفوق عددهم المائة، على تدريب أكثر من 30 ألفاً من حرس الحدود السعوديين التابعين لقوات الحرس الوطني.
ويأتي الكشف عن مشاركة الخبراء المغاربة في مكافحة الارهاب في تدريب القوات السعودية متزامناً مع الكشف عن وثيقة لـ«مركز الاستخبارات والاستشارات الأمنية الإسباني»، التابع للاستخبارات الإسبانية تتضمن معطيات جديدة حول العدد الإجمالي للدواعش المغاربة الذين في الخارج والداخل ووثيقة سرية لـ»داعش» يضع فيها المغرب ضمن الـ28 بلداً يعتبرها التنظيم أعداءه الرئيسيين الذين يضعهم على قائمة أهدافه. وقال محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية ورئيس منتدى مراكش للأمن، الذي عقد دورته السابعة في نهاية الأسبوع الماضي بمراكش إن اكثر من 1500 مقاتل مغربي انتقلوا للقتال في سوريا والعراق، قتل منهم 490، وعاد 290 منهم إلى المغرب وإن هناك حوالي 300 إلى 500 مغربي متطلع إلى الذهاب إلى هناك يوجدون داخل المغرب.
ونقل موقع «اليوم 24 » عن بن حمو أن الأمر يتعلق بظاهرة موجودة في جميع الدول، «حيث يقدر عدد المتطلعين إلى الالتحاق بالتنظيمات الجهادية في فرنسا مثلا بـ700 شخص، وفي تونس العدد أكبر من ذلك بكثير».
ويضاف إلى هؤلاء، المقاتلون ذوو الأصول المغربية والحاملون للجنسيات الأوروبية، وقال مسؤول دبلوماسي هولندي إن «حوالي 70 في المائة من المقاتلين الهولنديين في سوريا من أصول مغربية».
وكشف الخبير الهولندي، باولو دي ماس، خلال لقاء المنتدى الأمني في مراكش، أن «هناك حوالي 200 هولندي من أصل مغربي يحاربون في سوريا والعراق، وهم في المجموع حوالي 1500 مغربي من أوروبا» وأن في بلجيكا أيضا عدداً قريباً من هولندا من حيث عدد المقاتلين الموجودين في سوريا والعراق من أصول مغربية، لكن فرنسا، التي تحصي قرابة 1800 مقاتل يحملون جنسيتها، لا تتعدى نسبة ذوي الأصل المغربي من بينهم الـ25 في المئة، أي أن عددهم لا يتجاوز 450 فرنسيا من أصل مغربي.

محمود معروف

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

    السياسة الخارجية المغربية كانت تتميز دائما بالحكمة والإعتدال وربط العلاقات الدبلوماسية الجيدة مع كل دول العالم.
    أرجو أن يفطن مدبرو الشأن السياسي المغربي في إختيار طريق ثالث, طريق حسن التعامل مع الطرفين الغريمين في المنطقة العربية , طريقا تستطيع من خلاله التحدث للطرفين ومع الطرفين, لأن النزاع بينهما نزاع ديني بصبغة طائفية وليس نزاعا سياسيا محضا , لو كان الأمر غير ذلك لكانت وحدة سياسية سعودية إيرانية من زمان لمصلحتهما ولمصلحة المنطقة والعالم الإسلامي ككل.
    أما في محاربة الدواعش فيجب أن تكون أولوية قبل غيرها.

إشترك في قائمتنا البريدية