ثلاثة صراعات تهدد بأزمة طاقة عالمية

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: تسببت ثلاثة صراعات هامة في العالم بشيوع حالة خوف وقلق من أن ينزلق العالم الى أزمة طاقة شاملة تعيد تهديد النمو الإقتصادي العالمي، وتسبب مزيداً من المتاعب للأمريكيين والأوروبيين، حيث أدت هذه الصراعات الثلاثة الى صعود صاروخي في أسعار النفط قد يتواصل خلال الأيام المقبلة اذا لم يستجد ما يهدئ من المخاوف.
والصراعات الثلاثة التي يخشى العالم أن تؤثر في إمدادات الطاقة الى الأسواق العالمية، هي توغل القوات التابعة لتنظيم «داعش» داخل الأراضي العراقية، وسيطرتها على مدن ومناطق واسعة في البلاد، إضافة الى استمرار المعارك في شرق ليبيا الغني بالنفط العربي الخفيف، وكذلك الأزمة بين روسيا وأوكرانيا والتي تمثل تهديداً أكبر لامدادات الغاز الروسي الى أوروبا.
وخلال خمسة أيام من دخول قوات «داعش» الى العراق، وبدء المعارك مع الجيش النظامي العراقي الذي فر من مناطق واسعة، قفزت أسعار النفط بنسبة 5٪، بحسب ما رصدت «الـقــــدس العـــربي»، حيث اخترقت أسعار الخام الأمريكي مستوى الـ107 دولارات للبرميل، فيما اقترب مزيج برنت من مستوى الـ115 دولاراً.
وتستقر أسعار النفط عند أعلى مستوياتها منذ الأول من أيلول/سبتمبر 2013، عندما تجاوز «برنت» مستوى الـ115 دولاراً للبرميل، إلا أن خبراء يتخوفون من استمرار موجة الإرتفاع لتسجيل مستويات قياسية كتلك التي تم تسجيلها في العام 2008 عندما تجاوز النفط مستويات الـ140 دولاراً للبرميل الواحد.
وقال الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي لــ»القدس العربي» إن «المضاربات في الأسواق هي التي تلعب الدور الأكبر في ارتفاع الأسعار حتى الآن بسبب أن إمدادات النفط العراقي الى الأسواق لم تتأثر بدخول قوات داعش»، إلا أنه أشار الى أنه في حال توقف الامدادات فان الأسعار سترتفع فوراً لتتراوح بين 120 و130 دولاراً للبرميل الواحد، وفي حال استمر الإنقطاع فان مستويات الــ150 دولاراً للبرميل ستكون واردة وبقوة.
ويستبعد الحرمي أن تتوقف إمدادات النفط العراقية بشكل كامل في ضوء الأوضاع الراهنة، مشيراً الى أن السبب في ذلك أن النفط يتم إنتاجه في جنوب العراق، وتصديره بحراً عبر الخليج العربي، ما يعني أن منبع النفط وخط سيره بعيد جغرافياً حتى الآن عن التوترات.
لكن خبيراً نفطياً آخر، وهو عصام الجلبي أبلغ «القدس العربي» بأن النفط العراقي بأكمله يتم انتاجه حالياً عبر شركات أجنبية، وهذه الشركات قد توقف أعمالها وتسحب موظفيها في أية لحظة، وهو ما يعني أن توقف الإنتاج وارد حتى لو لم تصل التوترات والمعارك الى المناطق النفطية في الجنوب.
ويصدر العراق حالياً نحو 2.5 مليون برميل نفط يومياً، فيما ينتج أكبر من هذه الكمية بكثير لتغطية احتياجاته المحلية.
أما ليبيا فكان انتاجها النفطي يتراوح بين مليون برميل، ومليون ومئة ألف برميل يومياً، إلا أن النفط الليبي يتميز بكونه «خام خفيف»، وهو الأكثر طلباً في أوروبا، حيث يُستخرج منه وقود الطائرات، وتكلفة تكريره هي الأقل مقارنة بأنواع النفط الأخرى.
وتسود خشية واسعة في أسواق العالم من الدخول في أزمة طاقة شاملة تؤثر على كافة الاقتصادات الكبرى، وترفع الأسعار، وتزيد من المتاعب التي تواجهها الاقتصادات التي خرجت لتوها من الأزمة الإقتصادية العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية