ثلاث معارك لتقرير مصير المشرق العربي

حجم الخط
15

بعد بدء الحملة العراقية الكبيرة لإعادة السيطرة على مدينة الموصل، أعلنت قوات «سوريا الديمقراطية» (وهي جهة مؤلفة بشكل رئيسي من أكراد موالين لحزب «الاتحاد الديمقراطي» ومدعومة من أمريكا) أنها بدأت قبل أيام حملة موازية في سوريا للسيطرة على مدينة الرقّة، المدينة الكبرى الثانية الخاضعة لحكم تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ نيسان (ابريل) 2013، وهي خطوة تعلن القوى المشاركة فيها أن هدفها هو القضاء على التنظيم المتطرف في معقليه الأساسيين.
وخلال هذا الوقت الذي تنشغل فيه قوّات التحالف الغربيّ بالتعامل مع ما تعتبره الخطر الأساسي عليها تتحضّر قوّات روسيّة كبيرة جوّية وبرّية تمّ تدعيمها بقوّة ناريّة بحرية، مع حشود كبيرة من حلفائها في النظام السوري والميليشيات الشيعية التابعة لإيران، لهجوم فاصل للسيطرة على مدينة حلب وقد أعطت يوم الجمعة المقبل كموعد نهائي لخروج عناصر المعارضة السورية قبل بدء هجومها الأخير المذكور بينما تنخرط قوات النظام وحلفاؤه عملياً في صراع لانتزاع الأراضي التي حررتها المعارضة مؤخرا.
بين هذه المعارك الثلاث قواسم مشتركة، ومنها أن هذه القوى الكبرى التي تقود هذه المعارك تسعى لتقرير مصير المنطقة العربية بمعزل عن مصالح شعوبها (وبالأحرى بالضد من مصالح شعوبها)، وأنها تستخدم القوى المتنازعة الموجودة على الأرض لتنفيذ أجنداتها أوّلاً.
على اختلافها الظاهري، فإن هذه القوى العالمية متفقة على بقاء الأنظمة العربية التي كانت سبباً في كل هذه الكوارث الحاصلة حاليّاً، والخلاف، في الوضع السوري تحديداً، صار يدور حول فترة بقاء بشار الأسد، حيث تريد روسيا ان تثبّته في موقعه رغم مسؤوليته عن الدمار الهائل الذي تعرض له البلد، بينما تريد الادارة الحالية للولايات المتحدة الأمريكية أن يخرج من السلطة بعد فترة معينة يتّفق عليها، ومن المتوقع أن يزول هذا الخلاف وأن يتجه بقوة لصالح وجهة النظر الروسية في حال فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية اليوم.
يتعلق الخلاف المعلن بين موسكو وواشنطن حول التعاطي مع حلب بمفاعيل أسلوب روسيا ـ النظام السوري والحلفاء المحسوبين على إيران في تدمير المدينة على رؤوس ساكنيها على طريقة غروزني الشيشانية.
تتوقع واشنطن أن يؤدي عدد القتلى والنازحين الكبير لغضب حلفائها من الدول العربية والإسلامية، وخصوصا منها تلك التي انعكس عليها الاستعصاء السوري بعبء اللاجئين الكبير واحساس شعوبها كافة بالمظلومية، ومخاطر تصاعد التطرف، وتضاف إلى كل ذلك الكلفة السياسية العالمية للتخلّي النهائي عن السوريين (وقبلهم العراقيين) ومشروعهم السياسي للخلاص من الطغيان الذي دفعوا ثمنه مئات آلاف القتلى وملايين اللاجئين وعشرات المدن التي تحوّلت إلى أنقاض، وهي كلفة ستكون باهظة على العالم أجمع لأنها ستعني انتهاء الأمل بالتغيير في العالم العربي واستتباب الأمور لإسرائيل التي ستستفرد بالفلسطينيين، ولإيران التي ستفرض نفوذها الطائفيّ على المشرق، وللطغاة الذين سيعتبرون الاتفاق الروسي ـ الأمريكي رخصة بالاستفحال في حكم الشعوب بالنار والحديد.
إضافة إلى كل ذلك، فليس من المستبعد، على ضوء الخطّ الذي تنتهجه أمريكا في العراق وسوريا أن يتم تأسيس دويلة كرديّة جديدة بين سوريا والعراق يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني من جبال قنديل العراقية أو من داخل تركيا، كقاعدة خلفية للضغط على تركيا، كما للتأثير على دول المنطقة وتشكيل جسر آخر يربط شرق آسيا بالبحر المتوسط عبر إسرائيل، وحصول تغييرات ديمغرافية كبيرة نتيجة لجوء ونزوح ملايين العرب السنّة من مدنهم ومناطقهم، وهو أمر يتشكل بوضوح في كل المدن والقرى المغلوبة على امرها والمهجر سكانها في العراق وسوريا.

ثلاث معارك لتقرير مصير المشرق العربي

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ” إضافة إلى كل ذلك، فليس من المستبعد، على ضوء الخطّ الذي تنتهجه أمريكا في العراق وسوريا أن يتم تأسيس دويلة كرديّة جديدة بين سوريا والعراق يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني من جبال قنديل العراقية أو من داخل تركيا، كقاعدة خلفية للضغط على تركيا، ” أهـ
    تركيا لن تسمح بدولة كردية على حدودها مع سوريا
    تركيا سمحت للأمريكان بأن يقاتل الأكراد داعش لمصلحة تركية فقط لا غير والسبب أن قتال الأكراد أسهل لجيش تركيا من قتال داعش
    الكروي داود مع حقوق الأكراد بإقامة دولة لهم بإيران والعراق وتركيا فقط
    أما في سوريا فالأكراد فيها معظمهم قدم من تركيا كلاجئين قبل مائة عام حالهم كحال الشيشان والأرمن وووووو
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول جود / الجزائر:

    ( .. ولإيران التي ستفرض نفوذها الطائفيّ على المشرق، وللطغاة الذين سيعتبرون الاتفاق
    الروسي ـ الأمريكي رخصة بالاستفحال في حكم الشعوب بالنار والحديد.)

    تنفذ إيران في أوطان العرب لم يكن لشيعيتها بقدر ما كان لتظاهرها بالعداء للغرب و
    هيمنته ، حينما تتم التسويات سيدرك الشيعة العرب حقيقة هذه الدولة البيدق ، و أنهم
    كانوا وقودها لمشروعها القومي لا الطائفي . علما بأن التسويات هذه لا تهدف إطلاقا
    لإحلال السلم بل للحفاظ على فتيل الحرب لوقت الحاجة ، و لا أستبعد أن تكون إيران
    ساحتها القادمة بعدما نفخوا في أحلامها.

    أما قمع الطغاة العرب لشعوبهم فهو نفسي قبل أن يكون سياسي ؛ نفسية الشعوب في
    التعامل مع الطاغي هي نفسيته في تعامله مع الراعي الأجنبي ، أيهما يتحرر أولا
    تتحرر به إرادة الوطن .

  3. يقول حسن:

    ما يعاب على العرب أن عواطفهم جياشة ولا مكان للعقل بأن يسود بينهم حتى أن كل ما فيه غلظة نُسب للعرب فصار كل مسمى فيه عيب قيل هذا عربي وهذا افرنجي.
    أما بوابة هلاك العرب فهي تركيا حيث أن استقرارهم هو من استقرارها لذلك عملت قوى الشر قديما وحديثا على استغلال موقعها الجغرافي ليكون منطلقا لإستعمار العرب. ولا يغرن البعض تأسلم ذاك البلد فقد سبقت التأسلم علمانية قامت على إثر حرب كونية أولى ثم ثانية لأن التركة لم تعجب من أجج حربا عالمية ثانية. وها هي حرب عالمية ثالثة دخل أطرافها من حيث كان الإستعمار الأول والثاني بنفس عقلية العداء.
    من يسيطر على بيزنطة القديمة يسيطر على العالم لذلك سبق الغربُ العربَ في استعمال تركيا رغما عنها لتكون البوابةإلى الشرق العربي.

  4. يقول سامح // الاردن:

    * لا شك فيه الوطن العربي يعيش على صفيح ساخن جدا جدا والشعوب العربية
    غلبانة ومظلومة ولا أحد يأخذ برأيها.
    * اللهم عليك بالضباع والغيلان والذئاب
    المفترسة( أمريكا/ روسيا/ إسرائيل/ايران)
    سلام

  5. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه. (ثلاث معارك لتقرير مصير المشرق العربي)
    معارك قوى البغي(امريكا وروسيا وايران واسرائيل) الثلاث هي معركة الموصل لتمكين حكومة وميليشيات العراق لاستكمال التغيير الديموغرافي لصالح الشيعة وايران والمعركة الثانية هي معركة الرقة لتسليمها لنفوذ حزب العمال الكردستاني نكاية بتركيا والمعركة الثالثة هي معركة حلب لاستكمال تذبيح وتهجير وتهديم عمران اهل السنة في سوريا {بين هذه المعارك الثلاث قواسم مشتركة، ومنها أن هذه القوى الكبرى التي تقود هذه المعارك تسعى لتقرير مصير المنطقة العربية بمعزل عن مصالح شعوبها (وبالأحرى بالضد من مصالح شعوبها)، وأنها تستخدم القوى المتنازعة الموجودة على الأرض لتنفيذ أجنداتها أوّلاً.}
    امريكا وروسيا تريدان من الشعوب العربية ان ترضخ وتستكين وتنسى حراك الربيع العربي وتتأقلم مع( انتهاء الأمل بالتغيير في العالم العربي واستتباب الأمور لإسرائيل التي ستستفرد بالفلسطينيين، ولإيران التي ستفرض نفوذها الطائفيّ على المشرق، وللطغاة الذين سيعتبرون الاتفاق الروسي ـ الأمريكي رخصة بالاستفحال في حكم الشعوب بالنار والحديد.)
    هذه الاجندات الهمجية المتوحشة لاعدى اعداء العرب والمسلمين اعلاه ، لا تحدث في بلاد الواق واق وانما تحت سمع عوبصر الجميع عبر العالم ف(حصول تغييرات ديمغرافية كبيرة نتيجة لجوء ونزوح ملايين العرب السنّة من مدنهم ومناطقهم، وهو أمر يتشكل بوضوح في كل المدن والقرى المغلوبة على امرها والمهجر سكانها في العراق وسوريا.)
    ونردد مع الشعب السوري(ما لنا غيرك يا الله) ونقول ولا يحيق المكر السيئ الا باهله. ونضرع اليه تعالى ان يجعلنا هداة مهديين مجاهدين وان نكون اهلا وجندا لنصرة دين الله وتطبيق شرعه وهزيمة اعدائه. آمين

  6. يقول Sultan:

    كل حكام العالم مهما كانوا فاسدين لأكن لا يقبلوا بتقسيم بلدانهم والسماح للأجنبي بدخول بلدانهم لتقسيمها كما تفعل الدول الإسلامية والعربية فإيران هي الشر الثاني بعد إسرائيل وكذلك تركيا هي الشر الثالث وكلهم دخلوا العراق وسوريا إلا لنشر الطائفية كإيران وليس حبا السورين وتركيا لها أطماع بأراضي العراق وسوريا وفي نفس الوقت إرادة خدمة إسرائيل لذلك أصرت علي استمرار تدفق الإرهابين الي سوريا لاكثر من خمس سنوات وهي من أعطت الفرصة للأكراد باحتلال مزيد أراضي العرب في العراق وسوريا والان أتي الدور علي تركيا سوف امريكا تقف الي جانب الأكراد وإنشا دولة كردية في سوريا وتركيا يعني نصف تركيا سوف تصبح دولة كردية ماهذه السياسة يا أتراك المعول الذي وجهتموها ضد سوريا سوف يأتي إليكم ولو كان يوجد جيش قوي سوري كان لما تجر الأكراد بإنشاء دولة كردية بمساعدة امريكا وعين امريكا وإسرائيل عليكم لا يمكن ان يتركوا أي دولة عربية أو إسلامية قوية في المنطقة فانتهوا من العراق وأصبحت شيعية تتبع ايران وذنب للأمريكان وسوريا البركة فيكم اضعفتموها ومزقتموها فحان الان الدور عليكم .

  7. يقول zaki:

    لقد جاء هذا الرئيس الأمريكي اليميني والذي سيزيد من الإذلال الأمريكي للعرب والمسلمين والتكالب اكثر عليهم و مصير المشرق العربي الأوسط تقرره إسرائيل و أمريكا ترامب

  8. يقول محمد صلاح:

    مشكلة العرب هى عدم التعلم من دروس التاريخ
    وكمثال اخر ٢٠٠عام
    كانت كل الدول العربية محتلة من تركيا وكانت كلها متخلفة بمراحل عن كل دول العالم
    وكانت تركيا تسمى رجل أوروبا المريض تعتمد على المعونات الألمانية من سبائك الذهب لكى تسد رمقها
    وثار العرب على الاتراك لتحقيق استقلالهم وقتل الألف من المسلمين العرب من جنود الدولة العثمانية التى اصبحت دولة فى غرفة الانعاش تعتمد على الغرب
    الذى استغل ذالك وقسم الدول العربية الى محميات ومستعمرات عربية تحت حكم إنجلتر وفرنسا وإيطاليا
    وعلى الرغم من انها دول استعمارية الا انها عملت على نشر التعليم وكان ذالك بداية لصحوة عربية وخاصة فى مصر والشام لطلب الاستقلال
    والغريب ان معظم الدول العربية اكتشفت الذهب الأسود وأصبحت تملك كل هذه الثروات ولكنها للاسف لم تستفد بكل هذه الأموال الا قليلا
    والان تقريبا كل هذه الأموال اقتربت على النفاذ بسبب الحروب و النهب والبذخ
    نجد ان تركيا وإيران يستغلون ضعف العرب ويحاولون احتلالها من جديد عن طريق تقسيم العرب الى سنى وشيعى ومسلم علمانى ومسلم اخوانى
    مما شجع روسيا وأمريكا على الدخول على الخط لابتلاع ماتبقي من الدول العربية ولكن بطريقة متطورة
    وهى خليهم يُخلصوا على بعض وانتظر حتى نقسمهم على نار هاديء
    والغريب بعض العرب بيطلبوا من تركيا او ايران ان تحتلهم او تسيطر عليهم وهم لم يتعلموا من التاريخ ماذا فعلت هذه الدول فى اجدادنا من ظلم وقهر وقتل عندما كانوا يحكمونا
    والحل صحوة عربية متطورة عصرية ونشر التعليم وبث النخوة القومية والإسلام الوسطى
    وعدم استغلال الدين فى السياسة
    والتخلص من الفساد والبذخ
    ونشر الديمقراطية وليس الغوغائية
    والتخلص من العادات التى تعتمد على عصور ما قبل الجاهلية وليس لها صلة بالإسلام الحنيف

  9. يقول محمد صلاح:

    تابع الجزء الاول
    عندما يتقدم العرب ويتحدوا
    سوف يكتشف الشعب الاسرائيلي الذى يحتل فلسطين ان العرب اقوياء وسوف يهاجر اليهود الغربيين من فلسطين الى بلادهم وسوف يبقى اليهود العرب يعيشون مع اخوانهم الفلسطينين فى دولة فلسطينية متقدمة علميا وثقافيا مثلها مثل اى دولة أوربية متقدمة انشاء الله

  10. يقول الكروي داود النرويج:

    إن شاء الله يا عزيزي محمد صلاح حفظكم الله وليس إنشاء الله
    مع تحياتي ومحبتي وإحترامي لك وللجميع
    ولا حول ولا قوة الا بالله

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية