مروة حافظ: بدأ إندماجي في أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، التي تحل ذاكرها السابعة بعد أيام قليلة، خلال اعتصام كلية الإعلام جامعة القاهرة، والذي رفع خلاله الطلاب عدة مطالب من أبرزها تغيير عميد الكلية الدكتور سامي عبد العزيز، عضو الحزب الوطني المنحل، منذ أن التحقت بالكلية في عام 2009 ودأبت على حضور المحاضرات، لم يتخلل الدراسة أية أنشطة أخرى، باستثناء مجلة الحائط التي كنت أكتب بها، وقامت إدارة الكلية برفعها لهجوم بعض الزملاء الكتاب على النظام الحاكم، في أحد المقالات، فلم يخرج منها سوى عددين فقط، حتى جاءت ثورة يناير/كانون الثاني التي حُرمت من المشاركة فيها مثل الكثيرين من الفتيات لخوف الأهل من ناحية، وعدم معرفة بحقيقة هذا الزلزال الذي أصاب الجميع بالصدمة، فلم يدرك حتى المشاركون فيها ما فعلوه، وما يترتب عليه، ولم يستعدوا لما بعدها، فآلت الثورة إلى الحكم العسكري مرة أخرى.
يعتبر اعتصام كلية الإعلام الذي دعمه وسانده عدد من الكتاب والمثقفين وعلى رأسهم الكاتب بلال فضل، صورة مصغرة لما حدث في ميدان التحرير خلال الـ18 يوماً، طلاب من مختلف التيارات الفكرية والسياسية، والخلفيات الاجتماعية، من محافظات عدة، لا يبرحون مدخل الكلية حتى تنفيذ مطالبهم، المتمثلة في إقالة العميد/الرئيس، وإجراء انتخابات لاختيار العميد الجديد.
في اعتصام إعلام تعرفت لأول مرة واستوعبت ما حدث، فالثورة غيرت وستغير، ليس فقط الرئيس ولكنه النظام بأكلمه، ولذا يرددون دائما أن الثورة مستمرة، أو هكذا كان يتمنون.
إلى جانب السلفي كان يجلس الليبرالي، والعلماني، اليساري، كما كان مشهد التحرير، وهناك تعرفت على ما يراه الطريقة الأفضل، لمصر التي في خاطره، وهناك أيضا تركت عباءة التدين الشعبي الوسطي، واختارت مسار آخر يرجع الفضل إليه لثورة يناير، التي أعطت للجميع فرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، دون خوف، دون سقف: ها نحن مواطنون مصريون أيضاً، كما يرجع إليها إدراكي لكثير من الأشياء، التي وإن كانت تبدو بديهيات للآخرين إلا أنها كانت تمثل لي كفتاة من خلفية اجتماعية، وفكرية واجتماعية حداثية وثورية.