جائزة نوبل للسلام لإبادة مسلمي بورما

حجم الخط
34

نشرت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قبل أيّام تقريراً يقدّم تفاصيل تقشعرّ لها الأبدان عن الأهوال التي تتعرّض لها أقليّة الروهينغا المسلمة في ميانمار (أو بورما) بما في ذلك ذبح رضّع وأطفال بالسكاكين في منازلهم خلال الحملات التي تقوم بها قوات الشرطة والجيش هناك والتي تسمى «مناطق عمليات الإخلاء» والتي أدّت إلى مقتل المئات منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
إحدى الحوادث التي يذكرها التقرير عن فتاة في الخامسة من العمر حاولت حماية أمها من الاغتصاب حين قام المهاجم «برفع سكين طويلة وجزّ رقبة الطفلة»، فيما تذكر حادثة أخرى أن طفلاً عمره ثمانية أشهر قُتل فيما كانت أمّه تتعرض لاغتصاب جماعي من قبل ضباط الأمن.
السلطات البورمية التي ترأس حكومتها إحدى أشهر الناشطات الحقوقيات في العالم، والحائزة على جائزة نوبل للسلام، أنكرت وجود اضطهاد ضد الأقلية المسلمة معتبرة الأدلة نوعاً من أنواع «البروباغاندا» ومبررة ما يحصل بأن ضرب الشرطة للمواطنين هو ظاهرة عادية في الكثير من البلدان.
هذا العار الإنسانيّ الهائل غير مسبوق، فهو لا يضع الشرائع والأفكار التي اعتمدتها الحضارة البشرية في صيغة قوانين حقوق الإنسان المعروفة على المحكّ فحسب، بل إنه يختبر كل معاييرنا الأخلاقية والسياسية ويسخر من المقدّسات البشرية، الدينية منها والوضعيّة بطريقة فظيعة.
لقد رحّبت المنظومة العالمية، وكذلك وسائل الإعلام (بما فيها صحيفتنا) باستلام حزب أونغ سان سو كاي، المحامية المتخرجة في الغرب والتي كانت موضوعة تحت الإقامة الجبرية لسنوات طويلة، للسلطة وتم اعتبار ذلك صفحة جديدة في حياة بورما وشعبها وباباً جديداً ينهي المظلوميّة التي يعاني منها البورميون عموماً، والأقلية المسلمة خصوصاً.
الذي حصل بعد ذلك يتحدّى العقل والمنطق، فالناشطة الحقوقية والحائزة على نوبل للسلام عام 1991 رفضت الرد على اتهامات لسلطات بلادها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وهو ما استدعى ثلاثة وعشرين من النشطاء ومجموعة من الحائزين على جائزة نوبل للسلام لتوجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تتضمن نقدا شديدا لها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي متهمين إياها بأنها لم تفعل شيئا لإيقاف التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية الممارسة ضد الروهينغا.
ما يحصل في ميانمار (بورما) يقدّم منظورين متكاملين للتفسير، الأول هو أن الطغمة العسكرية الحاكمة في ميانمار، وبعد عقود من تعرّضها لعقوبات دوليّة وإدانات لا حصر لها على ممارساتها الدكتاتورية ضد شعبها وجدت أن عليها أن تغيّر شكلها الظاهري وأن تمارس السلطة بقفّازات حريرية ومن وراء قناع الديمقراطية فتكسب بذلك رضا العالم «المتحضّر» وتتخلّص من الضغوط والعقوبات، والثاني هو أن أونغ سان سو كاي، المناضلة الديمقراطية الشرسة، لا تختلف البتة في قناعاتها السياسية عن خصومها الافتراضيين من الجنرالات وضباط الأمن، وأن كل القصة كانت صراعا على طريقة إخراج الجرائم وليس على منعها.
غير أن هذين التفسيرين يتركان لغزاً صعباً على الاستيعاب وهو: لماذا زادت الانتهاكات وتحوّلت إلى سياسة دولة ممنهجة بعد استلام سو كاي للسلطة، وكيف تستطيع الناشطة الحقوقية المخضرمة تبرير اشتغال الجيش وقوات حرس الحدود والشرطة والقوى الأمنية المحلّية، ومجموعات القتلة المتطوعين البوذيين (الطبعة البورمية من «الشبيحة» و«البلطجية» العرب؟) في الحرق والقتل والتعذيب وبقر بطون الحوامل وذبح الأطفال والأجنّة، بل وتحويل ذلك إلى سياسة دولة ممنهجة لإبادة الروهينغا وتصفيتهم طائفياً وعرقيّاً؟
هل المطلوب أن يكفر المسلمون بالديمقراطية وشرائع الأمم المتحدة والمنظومة الدولية كافّة؟
سؤال فضوليّ آخر: هل تقرّ إدارة جائزة نوبل للسلام ما يحصل من إبادة للروهينغا أم تنأى بنفسها عن هذا العار بحجب جائزتها عن الناشطة التي تحوّلت إلى مسؤولة قانونياً عن جرائم ضد الإنسانية؟

جائزة نوبل للسلام لإبادة مسلمي بورما

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعيد:

    السلام عليكم
    الأستجداء والتسول والتساؤل لا ينفع
    يجب على الدول الاسلاميه التدخل عسكريا
    في هذا البلد فالاولويه للدول القريبه يجب
    أن تكون هناك عاصفة الكرامه يا أصحاب
    التريليونات وفنادق أوروبا
    يجب التحضير لهجوم كاسح انصر إخواننا في بورما
    هم بحاجه الآن إلى الجيوش الإسلاميه
    السعوديه ودول الخليج تقاتل في اليمن
    مدعومه بدول عربيه وإسلامية عديده
    إذن لماذا لا يكون تحالف إسلامي جديد من الدول
    الاسلاميه القريبه لك حصون هؤلاء المجرمين في

    بورما

  2. يقول سامح //الاردن:

    *قاتل الله كل من يقتل المسلمين
    في بورما وفي أي مكان في العالم.
    *يا أهل بورما لكم الله واعانكم
    وأبعد عنكم شبيحة البوذيين الهمج.
    سلام

  3. يقول عبد الله الشيخ:

    بالتزامن مع الطلب من القائمين على جائزة نوبل علينا أن نقدم لهم طلباً يحوي على ملايين التواقيع، وعلى جميع حكوماتنا تقديم طلب مماثل، وعلى منظماتنا الاجتماعية وأحزابنا السياسية تقديم الطلب عينه، أما سكوتنا على العار ومطالباتنا الآخرين بعمل غير مسبوق، فأمر يحتاج إلى تفكير

  4. يقول جليس:

    خرائط العالم العربي و الاسلامي شديده الدمويه و الفوضى الأمنيه والاجتماعيه.اصبحنا نهدد حتي المجتمعات البعيده التي تفصلنا عنها ابعد البحار و الجبال و حتي الحدود الوهميه المصطنعه اليوم.حتي الدول منها المندمجة بالنظام العالمي و متكيفيه مع االعولمة هي الأخرى قاب قوسين وادني أن تسقط بوحول الاضطرابات والصراعات هي الآخري مثل تركيا ،الاردن والمملكه.بالتاكيد لا يوجد اي تبرير لحملات العنف وحملات ال تطهير الدموي المستخدمه من عقود ضد الرهوينغيا الاسلاميه والأقليات البورميه بإقليم اركان.لكن صراعات وتوترات الحرب العالميه والمصالح و المنافع بين القوي الاستعمارية و التركيب السكانيى بميانمار وجنوب شرق اسيا ولدت حاصد بركاني انساني مروع مشحون بالتوترات مثل مينمار و كشمير والأقاليم الاسلاميه بجنوب الصين..فحسبي الله من الفتن والجرائم و هو حسبي لمشهد يوم عظيم و شر واقع عصيب..

  5. يقول محمد لندن:

    الى يوسف علي.
    سؤالك منطقي و انا أجيبك على ذالك، اخي هذا حال المسلمين من زمن بعيد لايقف احدهم مع الاخر الا من رحم ربي. اسوء الملل حالاً على الارض اليوم هيه أمه الاسلام لا يجب ان نقول ان الحكام العرب هم السبب . كيف كان حال العرب قبل 150 سنه
    لا تختلف كثيراً عن ما هو اليوم عليه و اعطيك دليلاً على ذالك بأن المسلمين في العالم و خصوصاً العرب لم يقف أحداً مع الشعب الفلسطيني و تركوهم يذبحوا ليومنا هذا و السؤال هل يختلف ما يجري في فلسطين عما يجري في البورما بل فلسطين اسوء حالاً من البورما حيث ان الفلسطيني تخطى السنه ال67 عاماً منتظراً
    ان يجيئ أحداً من ما يدعي انه مسلم و يساندهم تسمع الكلام الجميل منهم ولا احد يحرك ساكناً . أتمنى من الله ان يصلح حال هذه الامه ويرفع عنها الظلم و لكني لا أعول على هذه الامه كثيرا فتاريخها القريب يدل على ردائت منتسبيها الا من رحم ربي و هم القليل

  6. يقول طاهر العربي:

    يقتل يهودي في فرنسا، تقام الدنيا و لا تقعد، الجرائد اليمينية، المعتدلة، و اليسار، كلها تعتذر و تطلب الصفح!!! يقتل اسود او مسلم عربي، امر عادي.
    ترتكب جريمة في حق عدد قليل الكل يصيح أنا شارلي. تحترق بغداد و دمشق، عواصم الحضارة الانسانية، و لاأحد يحرك ساكنا.
    اليهود فهموا انه ان هم لم يعطوا قيمة لأنفسهم فلا احد سيحترمهم.
    المسلم يتآمر على المسلم، و العربي يدمر العربي، لأتفه الأسباب، و الجار العربي المسلم يصحو ليل نهار و هو يفكر كيف يقيم الحواجز و الحروب ليدمر مابناه الجار. الطائفية مزقت هذه الأمة، وخدمت الصهيونية اكثر من خدمة بن كوريون و مولدا مائير لها.
    و الله لأننا فالحون في بَعضُنَا البعض فقط. و هذا امر يدميني و يبكيني على ماوصلت له حالتنا.
    اموالنا ذهبت هباء، في نشر الفساد الاخلاقي في الامم العربية و الاسلامية الفقيرة، ذهبت لكازينوهات مونتي كارلو، لندن، و لأس فيكاس، و الباقي ضاع في شراء الأسلحة التي هي موجهة لقتل بَعضُنَا البعض، او متروكة ليأكلها الصدأ في صحرائنا العربية.

  7. يقول حسن:

    أين دور السعودية فيما يجري في بورما؟ أم تراه غارقة في دم اليمنيين؟
    على كل يجب سحب جائزة نوبل من المجرمة المدعية بأنها حقوقية. وإن لم تفعل ذلك مؤسسة نوبل فهي مؤسسة التشجيع على الإجرام ولا يهمها من السلام شيئا.
    تقديم لائحة بأسماء الجناة إلى محكمة الجنايات الدولية ومعهم الناشطة الحقوقية تلك.
    تدخل الدول التي يهمها الأمر في بورما لإسقاط النظام الفاشي هناك واستبداله بأقلية تكون هي الحاكمة.

  8. يقول ناني بلجيك:

    لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. اين المسلمون
    او المتأسلمون. اين نحن من إخواننا. أليس المسلمون اخوة. لما نرى اخوتنا يعذبون ويقتلون.
    ولا احد يحرك ساكنا.ايها الرؤساء والملوك ايها الشيوخ والدعاة . سيأتي يوم وتقفون بين يدي الله عز وجل. وتسالون. فماذا ستقولون .
    لما المسلمين هم ادنى واحقر البشر في هذا الزمان
    لما منشغلون بالمرأة والحجاب. النقاب والتعدد. واخوة لنا في الله يقطعون احياء لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اللهم انصر اخواننا المسلمين في كل بقاع الأرض

  9. يقول محمد حاج:

    ومن قال ان جائزة نوبل تمنح لمن يستحقها ؟ نوبل نفسه تبرع بهذه الجوائز التي تحمل اسمه لتقدم لمن يحارب من اجل السلام ويسعى من اجله تجنبا للحروب والدمار ، ولا نملك الا الدعاء للمستضعفين في شتى بقاع الارض ، وإذا كان الكثير من المسلمين يهانون في بلادهم الاسلامية ، فكيف بالاقليات خارجها ؟

  10. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

    في عالم الغاب فالضعيف ضعيف بئيس خالي الوفاض لايعتد به وقد يداس ويسحق ويطحن والحياة في إستمرار, لكن الضعيف الذي تعاضده وتسانده قوة قوية من الخلف يحترم وتحترم حقوقه وتصان كاملة يحيا حياته معززا مكرما أين ماحل وارتحل.
    أخي طاهر العربي أعطى مثالا عن الجالية اليهودية مثلا, فكل يهودي في العالم بأسره يرى في إسرائيل أما تحميه وتهتم بشؤونه, هذه الدولة الصغيرة بقوة سبع وخمسين دولة وهو عدد الدول الأعضاء المنخرطين في منظمة التعاون الإسلامي, والتي بالمناسبة تتزعمها شخصية سعودية في شخص السيد يوسف بن أحمد العثيمين ومن كان قبله كان شخصية سعودية كذلك, لكن, لما الصمت أين الاتصالات والاحتجاجات والنشاطات السياسية من طرف هذه المنظمة هذا إن أخدنا المشكلة من جانبها الإسلامي فقط وليس الأخلاقي أو التضامني مع شعب كان ماكان دينه يتعرض للإبادة الجماعية بشهادة آخرين كذلك غير العرب.
    للأسف, المليار والنصف وكالعادة تبقى ظاهرة صوتية لاغير.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية