ولدت جامعة الدولة العربية بسلسلة من المعوقات منذ البداية. فهي بدون وجهة حقيقية. ولا تشكل وحدة متجانسة، ولا اتفاقا مصلحيا واضحا، وقوانين تتماشى وهذه المصلحة، على العكس من الاتحاد الأوروبي الذي على الرغم من ذاكرة الحربين العالميتين الدموية، فقد بني بشكل براغماتي وفق قوانين تتجدد باستمرار، ولا يغلب عليها أي توجه سياسي أو أيديولوجي يضع المصلحة مثار جدل. هل هناك جامعة دول عربية؟ فهي كما تعرف عموما منظمة تهتمّ بحسب ميثاقها، بالتنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة.
وتشير إحصاءات 2007 إلى وجود 339.510.535 نسمة فيها حيث أنّ مجموع مساحة الوطن العربي يجعل مجموعها الثاني عالمياً بعد روسيا، ومجموع سكانها هو الرابع عالمياً بعد الصين، الهند والاتحاد الأوروبي. كانت أهداف الجامعة في عام 1945 التعزيز والتنسيق في البرامج السياسية والبرامج الثقافية والاقتصادية والاجتماعية لأعضائها، والتوسط في حل النزاعات التي تنشأ بين دولها، أو النزاعات بين دولها وأطرافٍ خارجية معتدية.
وعلاوة على ذلك، فالدول العربية التي وقعت على اتفاقِ الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي في 13نيسان/ أبريل 1950 ملزمةٌ على تنسيق تدابير الدفاع العسكري.
تكاد هذه التوصيفات تشعرنا بالخجل اليوم من حال أنفسنا. عندما نتأملها، نصاب بحالة التعجب، ماذا بقي من هذا كله؟ الوحدة والتضامن والدفاع المشترك؟ لا شيء أبدا. تجسد الجامعة العربية اليوم صورة العجز الكلّي للمجموعة العربية، بل وصل العجز إلى عدم القدرة على عقد اجتماع واحد للدفاع عن القضايا العربية الحيوية. غزة احترقت في حرب إبادة غير مسبوقة، ولم نر اجتماعا واحدا احتجاجيا على الأقل، للجامعة العربية، على الأقل لحفظ ماء الوجه؟ العراق يتمزق على مرأى من العالم كله ويتم تقسيم التركة إلى دول على أساس إثني وعرقي وطائفي.
«داعش» تعيث فسادا في العالم العربي، وتمنح كل أسباب التمزق على طبق من ذهب للاستعمار الجديد، ولا حركة من الجامعة وكأنها ميت وُضع في ثلاجة. ماذا فعلت الجامعة العربية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ لا شيء. بل كثيرا ما كان بعض أعضائها وراء الحروب العربية العربية، بتزكيات مالية كبيرة. لا يوجد اليوم في الجامعة العربية إلا أنظمة متنافرة جوهريا. الإخوة الأعداء الذين يتكئون على التبعية لقوى خارجية غربية أو غيرها. على الرغم من قانونها الداخلي البالي الذي يمنح المساواة بين أعضائها، إلا أن الأصوات داخلها لا تتساوى. القوي فيها من يملك سلطان القوة المالية وهو من يحدد الوجهة و يملك زمام القرار.
انهيار البنيان التضامني العربي، جعلهم لا يتفقون على الحد الأدنى ووضع المصالح الحيوية على رأس الاهتمامات. هذه الخلافات جعلت الجامعة العربية جثة ميتة. العجز في توقيف الحروب البينية والضغط اقتصاديا وعسكريا على المعتدي الداخلي أو الخارجي.
حتى المصالحة في الخلافات العربية العربية كثيرا ما تتم بشكل فردي، وخارج الجامعة. لهذا فقد تحولت إلى حلبة لاقتتال الإخوة بشكل منحط وشتائمي، وبمستوى ثقافي هزيل وضعيف يفضح بشكل واضح مستوى الذين يديرون هذه الاجتماعات العربية.
لهذا أصبحت جامعة الدول العربية مؤسسة الإخوة الأعداء الذين لم يعودوا شركاء في أي شيء. ولا حتى في المصلحة الحيوية التي تحمي أموالهم ورؤوسهم. حالة عطالة وعجز كلّي. يجب في النهاية أن لا نغضب من جامعة لا ترى أي شيء أمامها، ولا تملك أية إستراتيجية وتنتظر الضوء الأخر من سادة آخرين. الوطن العربي يتعرض لحرب إبادة حقيقية وتدمير منظم.
ما هي القراءة التي تقدمها الجامعة العربية لهذه الفوضى الخلاقة في إعادة إنتاج الموت؟ ما هي الحلول التي تقترحها لحل مشكلة العراق مثلا، وهي النموذج المخبري الذي يتم تجهيزه ليكون مسطرة على البلدان العربية إتباعها؟ العراق تأكله الحرب التقسيمية بشكل واضح، «داعش» تمركز نفسها بعد استيلائها على أكثر من ثلث الأراضي العراقية. الأكراد أخذوا الأراضي النفطية بالخصوص واعتبروها ملكا تاريخيا لهم. الدولتان السنية والشيعية تطبخان على نار هادئة. بمعنى أن العراق الذين نعرفه لن يوجد قريبا إلا في الخرائط والكتب التاريخية القديمة.
وكأن هذا الأمر لا يعني الجامعة في أي شيء. لا أتحدث عن الحالات العربية الأخرى فهي في وضعيات ليست أقلّ تأزما. العرب سيموتون عطشا حتى قبل نفاذ نفطهم، ما هي استراتيجيات المستقبل التي تعاونت فيها مؤسسات جامعة الدول العربية لضمان استمرار الحياة في الوطن.
هل قامت مثلا بمسح علمي واضح يحدد أمكنة المياه ومنابعها وسبل الحفاظ عليها؟ ما هي الوسائل لدرء الحروب المائية التي ترتسم في الأفق بشكل متزايد؟ كيف سيواجه العرب مجتمع ما بعد النفط الذي ليس بعيدا أبدا، وما هو الدور الذي ستلعبه جامعة الدول العربية في لحم التمزقات لأن هناك مصيرا مشتركا، مهما كانت التفاوتات العربية اقتصاديا وتاريخيا. أما عن الثقافة فلا أمل أبدا لكي تحرك هذه المؤسسة أطرافها.
في ظل الانفجار الإعلامي العالمي والعربي أيضا، لم تفلح الجامعة بكل أجهزتها، في أن تنجز قناة عربية مشتركة تبث أهم البرامج الثقافية المنجزة عربيا على غرار «آرتي ARTE» الفرنسية الألمانية. العجز إذن ليس شكليا في جامعة الدول العربية ولكنه هيكلي. فمتى يدرك الإخوة الأعداء أنه لا خيار لهم إلا الإلتفاف حول هذه المؤسسة والعمل على تغييرها لضمان الحد الأدنى من التواصل والتفكير في الحلول الممكنة قبل أن تفرض عليهم من فوق بشكل مضاد لمصالحهم الدنيا.
واسيني الأعرج
أخي واسيني،
منذ زمن بعيدٍ بعيدٍ، اتفق العربُ على أن لا يتفقوا.
ومنذ زمن بعيدٍ بعيدٍ، أيضًا، توصَّل العربيُّ المغلوب على أمره، من الماءِ إلى الماءِ، إلى قناعةٍ تامَّةٍ بأن العربَ فاشلون في كلِّ شيءٍ إلا الفشل.
ولكنَّ بيتَ القصيدِ الجديرَ بالذكر، في مقالكَ هذا، إنما هو قولكَ الصائبُ بأن «الوطن العربي يتعرضُ لحربِ إبادةٍ حقيقية وتدميرٍ منظم». وقد تمَّ التنبُّؤ بهذه الحرب وهذا التدمير منذ أكثر من خمسةٍ وثلاثين عامًا، والعربُ لم ينفكُّوا يغطُّون في سباتهم العميق إلى حدِّ الموت بعينه. ففي مقابلةٍ أجرتها معه صحيفة الوسط البحرينية (العدد 293/ الخميس 26 حزيران 2003)، قال نعوم تشومسكي بحرفيَّتهِ ما يلي:
«في أواخر السبعينيات، كان خبير فرنسي في شؤون الشرق الأوسط، لا أذكر اسمه، من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد تنبأ بمستقبل العالم العربي. وقال إن لدى العالم العربي نافذة فرصة قصيرة. إن لديه موردًا: البترول. وهو مورد قابل للنفاد ولن يكون هناك للأبد، ولدى العالم العربي اليوم فرصة لاستخدام ذلك المورد من أجل التنمية. وإذا لم يستخدم هذا المورد ليتطور، فإن الأمر سوف ينتهي به إلى إبادة جماعية. وبشكل عام، تبدو تلك النافذة وأنها قد شرعت فعليًّا بالانغلاق. وما لم يتصالح العالم العربي بشكل كامل مع عملية من التطور والتنمية الجدية، فإنه سيواجه مستقبلاً بالغ القتامةً. […] وليس هناك تطور سياسي جيد يجري، هنا، والذي يشبه ذلك الذي يجري في أوروبا. ولا يلعب اللاعبون الخارجيون دورًا بنَّاءً في العالم العربي، لكنكَ لا يجب أن تتوقع منهم مثل ذلك، لأنهم معنيون بعد كل شيء باستنزاف الموارد بعد كل شيء».
إذن، فلا تنبَّهوا ولا تستفيقوا، يا أيها العربُ، حتى لو طَمَى الخَطْبُ أو غَاصَتِ الرُّكَبُ!!!
الجامعة العربية تم تأسيسها 1945 بقرار ورعاية بريطانية لتسهيل ضبط قرارات المجموعة العربية بما يتفق ومصالح الغرب، والآن أصبحت كل قراراتها بقرار وتوجيه أمريكي مع تغير القوة المركزية، ونراهم يجتمعون في غالبهم مع وزير\ة الخارجية الأمريكية لتلقي الأوامر. اذن القدرة على اتخاذ قرارات لصالح العرب ستحدث عندما يتم اطلاق جامعة دول عربية بقرار عربي عندما تنال هذه الدول استقلالها الحقيقي.
العربي الوحيد الذي وحد كلمة العرب وأظهرهم للدنيا هو محمد عليه الصلاة والسلام لقد بذل جميع ما اوتي من قوة روحية وفكرية ان يعيد المحبة والسلام بين العرب ونجح فعلا خلال 23 سنة لأنه لم يكن يريد منصبا ولا جاها ولا مالا لقد اراد عليه السلام ان يكون للعرب حضارة راقية وسلوك اخلاقي رفيع ونجح وتحققت امانيه بوعد من الله وتأييد. لكن للأسف كان الرماد الذي كاد ان يتلاشى قد تأجج مرة اخرى بعد وفاة الرسول الكريم هذا الرجل والانسان قبل ان يكون نبيا لقد رجعت العرب الى بادئ جاهليتها وتخلفها وعنادها وغلظتها والسبب الرئيس هو الدنيا والمال والشهوات. بالرغم ان الرسول قد حذر هؤلاء العرب الاغبياء نعم اغبياء حذرهم من الدنيا وانها لا تستحق كل هذا التفرق والخصام لان كل من عليها ميت ومن يعمر من الناس لن يزيد عن 80 سنة لكن لن يفهم العرب ولن يستوعبوا الدرس فقط يستوعبونه عندما تبيدهم امريكا واسرائيل وبريطانيا فقد ذهبت مرحلة الاذلال والتقسيم والتجهيل والاسافين والان حان موعد القتل. لقد صدق الصهاينة عندما قالوا ان العرب لا يقرؤا التاريخ وإن قرؤوا فلن يفهموا . أف لكم ياعرب واقول : من ينقذ الاسلام من العرب
لاول مره اقرا مقالا يسمي فيه صاحبه الاسماء بمسمياتها
بارك الله فيك
ان اشاطر الراي حسن نصر الله حين قال ان الجامعه العربيه يصح ان نسميها جامعه الدول العبريه و ليس العربيه