جامعيون سوريون مجبرون على العمل: الكرّاس أغلى من الـ «سندويتش»

حجم الخط
0

دمشق – شيلان دقوري: تعمل ميس يوسف، الطالبة في كلية العلوم في «جامعة دمشق»، سبع ساعات يومياً في أحد «مولات» العاصمة. وتضطر احياناً للبقاء في مكان عملها إلى وقت متأخر، على الرغم من متابعتها اليومية للدراسة، إذ أجبرت الفتاة العشرينية على الالتحاق بسوق العمل في مهنة ليست من تخصصها لسد بعض نفقاتها التعليمية. ولا يتجاوز معاشها الـ15 دولاراً اسبوعياً، إلا أنه يبقى موردا بسيطا، يساعدها على تجاوز أهم عقبة تواجه معظم الطلاب السوريين حالياً.
ميس واحدة من الجامعيين الذين يعملون من أجل تحصيل مورد مالي يساعدهم على تمرير يومياتهم، خصوصاً في ظل غلاء الأسعار والأزمة الإقتصادية السورية التي كانت أبرز أوجه الحرب الأهلية.
يقول رامي العيسى (23عاماً)، وهو طالب في كلية الهندسة، أنه يضطر أحياناً للعمل حوالي ست ساعات، بعد منتصف الليل، ليتمكن من تحمل تكاليف أعباء مصاريفه، كأجور النقل وشراء «كورسات» الجامعة «التي أمسى الحصول عليها صعبا، حتى بالنسبة للطالب الجامعي في سوريا»، وفق ما يقول.
والحال ان الجامعيين السوريين لا يعتمدون فقط على العمل خلال الفصل الدراسي، لأنهم يعملون أيضاً في عطلاتهم الصيفية، وخاصة في التجمعات السياحية، سواء في دمشق أو في مدن لا تشهد حالة نزاع، مثل مدن الساحل كاللاذقية وطرطوس. إذ يذهب الطلاب للعمل خلال شهري العطلة لجمع مبلغ صغير يسد مصروفهم الجامعي القادم.
يقول رامي، الذي يعمل خلال الصيف في متنزه صيفي: «أتقاضى أجراً أكبر، وأكلي وشربي متوفر يومياً على حساب الفندق الذي أعمل فيه. أما هنا في دمشق فالأجر قليلٌ جداً، ومدخرات المعيشة تأخذ حيزاً كبيراً من راتبي. فأجمع مصروفي لثلاثة أشهر وأساعد به أهلي بملغ بسيط من جهة أخرى».
ودفع سوء الأوضاع المعيشية عدداً لا بأس به من الطلاب إلى إلغاء حضورهم الإلزامي في الجامعة، وفق ما يقول الخبير الاقتصادي أحمد حسن، في حديثه لـ «القدس العربي»، موضحاً أن «غلاء أسعار المستلزمات الجامعية تدفع كثيراً من الطلاب لتفضيل الأعمال البسيطة على حساب الدوام الجامعي. وتنحصر الأعمال في المقاهي والمطاعم والمحال التجارية، وأحياناً كثيرة لدى بائعي الخضار، اذ يتقاضون في النهاية رواتب بسيطة جداً، ولكن هذا يبقى الخيار الأفضل،.
ويعاني معظم الشباب من حالات أرهاق مزمنة، أضافة إلى مشكلات نفسية بسبب ضغوط العمل والدراسة، خصوصاً بالنسبة لطلاب الكليات العلمية، الذين يضطرون أحياناً للتغيب عن حضور ساعاتهم العملية، ما يشكل عائقاً أمام تخرج بعضهم.
وهذا بالإضافة لبعض آخر يضطر للتسجيل في الجامعة في الأقسام المفتوحة، التي لا تلزمه بساعات حضور، وتسديد أقساطها، ليس من أجل الخبرة العلمية والأكاديمية، وإنما للتملص من الخدمة العسكرية الإلزامية، لتختصر الحياة الجامعية لدى الطلاب السوريين، على شراء كراسات المحاضرات وتقديم الامتحانات فقط، من دون الذهاب إلى قاعات التدريس.

qsh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية