بيروت ـ «القدس العربي» ـ من سعد الياس: في غياب كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري وعدد من الوزراء في إجازات عائلية في الخارج، يملأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوقت الضائع بلقاءات سياسية مع قيادات الصف الأول، بهدف تهدئة الخطاب السياسي بما يساعد على إحداث خرق في جدار تأليف الحكومة.
وفي هذا السياق، شهد القصر الجمهوري في بعبدا سلسلة لقاءات أبرزها مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، بعد ايام على وصفه العهد بـ«العهد الفاشل». وكانت مناسبة لعرض الأوضاع القائمة في منطقة الجبل وسبل تخفيف التشنج السائد وتعزيز الوحدة فيه.
واستبق رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لقاء عون ـ جنبلاط بالقول «جنبلاط لم يعد حاكم الجبل لوحده، والدروز ليسوا كلهم عنده. ولذا، نحن نُصرّ على تمثيل طلال أرسلان في الحكومة».
وبعد اللقاء في القصر قال جنبلاط: «في كل جلسة التقي فيها الرئيس عون، ألمس حرصه الشديد على وحدة الجبل خصوصاً ووحدة لبنان. إن القرار المركزي يسري في أحيان، إنما لا سيطرة في المطلق على بعض الذين يتهامسون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك اقدّر كثيراً حرص الرئيس عون على وحدة الجبل وتنوع الأحزاب – وقد مرّت الانتخابات بهدوء – باستثناء الحادث المؤسف الذي حصل في الشويفات – رغم بعض «الهيجان» على مواقع التواصل الاجتماعي. لذلك، أطلب شخصياً من الرفاق والمناصرين تخفيف حدة اللهجة، والتفكير كما الرئيس عون، بحل المشاكل الكبرى الأساسية ومنها سبل تخفيف العجز ووضع خطة إنمائية من أجل خلق فرص عمل، ويبدو أنه تم البدء بوضع مثل هذه الخطط».
وسئل ألم تتطرقوا إلى مسألة الحكومة؟ فأجاب «كلا لم نتطرق إلى هذا الموضوع، الرئيس لم يفاتحني بالمسألة وأنا من جهتي لم أعمد إلى إثارتها». وعن الإطار الذي يضع فيه الزيارة إلى بعبدا قال «صدف أن اتصل بي الرئيس عون ودعاني إلى زيارته، وقد لبّيت الدعوة كوني لم أره منذ فترة غير قصيرة». قيل له لقد غردت بدورك على مواقع التواصل الاجتماعي ووصفت العهد بالفاشل فأجاب «لن أتراجع عن الكلمة. فلو نجح قسم من العهد، كي لا نشمل العهد بكامله، في معالجة قضية الكهرباء منذ سنة ونصف لما زاد العجز ملياري دولار».
وإذا كان يؤسس الجو الودي الذي ساد مع رئيس الجمهورية لتليين بعض المواقف حول تشكيل الحكومة قال «لم نتطرق إلى موضوع تأليف الحكومة، وقد رغب الرئيس عون بالتركيز على الأهم، وقد يملك معطيات في هذا الشأن. وهو كان دائماً عندما نلتقي، وحتى قبل انتخابنا له رئيساً للجمهورية، مهتماً بالجبل والهدوء والعيش المشترك والتفاعل فيه». وهل يتوقع تشكيل الحكومة في وقت سريع قال «لا فكرة لدي، هناك أناس مكلفون في هذا الأمر ولست أنا المعني بذلك «. وسئل هل ما زلت مصراً على تسمية الوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة؟ أجاب « نعم، لأنه نتيجة الانتخابات، أعطانا التصويت الشعبي والسياسي هذا الحق. قد نسقط كلنا في الانتخابات المقبلة». وهل عدم الحديث مع رئيس الجمهورية في موضوع الحكومة يوحي وكأن الرئيس عون قد أحاله إلى رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في هذا الشأن قال «لم نتطرق الى هذا الموضوع، وأنا أتحدث مع فخامة الرئيس ويكفيني هذا الأمر».