بيروت- «القدس العربي»: اختار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط شمال اوروبا للابتعاد عن خلطة التشكيلة الحكومية في لبنان، وغرّد عبر حسابه على «تويتر» بعد انتهاء محادثاته في المملكة العربية السعودية قائلاً: «في الوقت الحاضر وبما ان هناك بعضاً من الوقت الضائع وبعيداً من الخلطة الوزارية ، فلقد قررت قضاء بعض الوقت في رحاب شمال اوروبا. هنا مناظر طبيعية وهناك كرة دائرية تتقاذفها الارجل وتقوم الجماهير ولا تقعد. وان في الخلق شؤوناً وشجوناً».
في المقابل، وفيما لا يزال المقعد الدرزي الثالث محور تجاذب وشد حبال بين المختارة وخلدة ، فقد غرّد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الديمقراطي اللبناني عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «في أصعب المراحل وأحلك الظروف، بقي الحزب الديمقراطي اللبناني منارة عملنا وأساس أملنا، فلا المقاعد ولا الحقائب ولا مناصب الكون كلّها توازي مؤسسة ينتمي لها المخلصون الأوفياء، أولئك الذين وقفوا بجانب دار خلدة في أشد أيّامها، وطبعاً لا يخلو الأمر من البعض القليل الذي تجعله أطماعه وانتهازيته يقفز في منتصف الطريق، فهم موجودون في كلّ زمان ومكان». وأضاف: «أمّا كلامي اليوم، كلام للأوفياء، الصامدين في وجه الأعاصير، الصابرين على الحروب التي تعرّضنا لها بكل عزم وقوة وعنفوان».
وختم بالقول: «لكم أقول، المستقبل لكم، لأولادكم وأحفادكم، وسيشهد الحزب الديمقراطي نقلة نوعية، لن أسميها جردة حساب، بل نقلة في سبيل ترسيخ مبدأ المؤسسة، التي وبعد أيام معدودة ستبلغ من العمر 17 سنة، احتضنتنا جميعاً وتحملتنا جميعاً، وهي باقية كجبال لبنان.. إلى أبد الآبدين».
في الموازاة ، رفض رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «تصوير البعض لعلاقات الصداقة بين حزبه والسعودية بكونها المدخل الواسع للسياسات السعودية بالساحة اللبنانية، خصوصاً في ظل التوقعات بحصول حزبه على كتلة وزارية وازنة في الحكومة الجديدة».
وقال جعجع، في تصريح لـ «وكالة الأنباء الألمانية»(د.ب.أ) «نمثل انفسنا في الحكومة اللبنانية ونحرص على مصالح لبنان، وحصتنا في الحكومة ستكون للقوات اللبنانية وليست للسعودية ولا أي دولة اخرى. نحن بالفعل اصدقاء للمملكة، لكن هذا شأن وعملنا في الداخل اللبناني شأن آخر تماماً».
وإذ رفض اتّهامات عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق للسعودية بالتدخل وعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة»، اعتبر «اننا إذا كنا في صدد الحديث عن تدخلات خارجية فلسنا نحن من نتلقى مئات الملايين من الدولارات سنوياً، ولسنا نحن من يرتبط بمحاور إقليمية معينة نقاتل من اجلها في سوريا وغير سوريا».
وقال «إنني استغرب مثل هذا الحديث. فمن بيته من الزجاج لا ينبغي ان يرشق الناس بالحجارة. واتهام السعودية بالتدخل كله مجرد اتهامات مرسلة من دون أدلة».
ورغم اعترافه بوجود خلافات صعبة حول حصة «القوات» في الحكومة المقبلة، الا انه اكد «ان هذا الخلاف لا يمثل العقبة الأساسية في التشكيل الحكومي»، موضحاً «ان تشكيل الحكومة لم يتأخر»، مذكّراً «بأن أسرع حكومة لبنانية تشكلت تم إعلانها بعد شهرين من بدء المشاورات حولها، ونحن لا نزال في الشهر الأول من تكليف رئيس الوزراء سعد الحريري، أي اننا بالمقاييس اللبنانية لم نتأخر».
ولم ينكر جعجع وجود درجة عالية من التوتر في علاقته بالقوى السياسية وفي مقدمتها «التيار الوطني الحر»، مرجعاً إياها لأجواء تشكيل الحكومة ورغبة البعض في تقليص ما حققته «القوات» من مكاسب في الانتخابات الأخيرة»، مضيفاً « في الماضي، كان لنا ثمانية نواب فقط وكانت حصتنا اربع وزارات، الآن لدينا 15 نائباً، وبالتالي نقول ان حصتنا الوزارية يجب ان تتناسب مع حجم تمثلينا النيابي ومكانتنا في الشارع»، لافتاً إلى «ان الجدل كله يدور حول هذه النقطة، والبعض يرفض الإقرار بحقنا رغم منطقيته، ونحن متمسكون بمطالبنا ولن نتنازل عنها.»
ورفض الإفصاح عن المقاعد الوزارية التي يطالب بها لصالح حزبه ونسبة الوزارات السيادية منها»، مبرراً ذلك بأن «حساسية تشكيل الحكومة تتطلب إبقاء المطالب داخل الغرف المغلقة»، مكتفياً بالتأكيد على «انه يصرّ على حصة وزارية مساوية لما سيحصل عليه «التيار الوطني الحر»، وذلك رغم حصول الأخير على 26 مقعداً»، وقال «كان لدينا تفاهم مع التيار خلال مرحلة انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية يقضي بحصولنا على حصة وزارية مساوية له بغض النظر عن وجود انتخابات ام لا وبغض النظر عن عدد نواب كل طرف».