جنرالات الجيش التركي يقودون أضخم عمليات «حرب الشوارع» ضد المسلحين الأكراد

حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي»: خمسة آلاف جندي من وحدات النخبة بالجيش ينتظرون الانضمام إلى عشرة آلاف آخرين بقيادة 14 جنرالا كبيرا بالجيش التركي لمواصلة أضخم عملية عسكرية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني في مناطق واسعة جنوب وشرقي البلاد تحولت إلى ما يشبه مناطق «حرب الشوارع» وسط نزوح كبير لسكان هذه المناطق هرباً من الاشتباكات المتصاعدة.
وتشتد الاشتباكات بشكل غير مسبوق منذ أيام في مناطق جيزري وسيلوبي في محافظة شيرناق، ونصيبين جنوبي شرق البلاد، وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام التركية لقوات الجيش التركي مدعومة بالطائرات والدبابات والمدرعات الحربية تشتبك مع المسلحين الأكراد وسط دمار كبير في المنازل والمرافق العامة مع استمرار فرض حظر التجول ونزوح آلاف السكان من المناطق ذو الأغلبية الكردية.
والخميس، أعلن الجيش التركي أن قواته قتلت 23 مسلحاً من حزب العمال الكردستاني «بي كا كا» في آخر يومين من العمليات الواسعة في جنوب شرق لبلاد، بينما أعلن الأربعاء مقتل ثمانية عناصر من الحزب مطلع الأسبوع الجاري. وقالت هيئة الأركان: «تم القضاء على هؤلاء الإرهابيين خلال عملية مشتركة للجيش والشرطة على نطاق غير مسبوق بدأت مطلع الأسبوع الجاري في جيزري وسيلوبي».
وبحسب صحيفة يني شفق التركية المقربة من الحكومة، فإن عشرة آلاف من الجيش والقوات الخاصة من الشرطة أرسلوا إلى المناطق التي تشهد اشتباكات جنوب شرق تركيا خاضعة لحظر تجول، منها «جيزري وسيلوبي ودياربكر ونصيبين ودار جتشيت» التي تحولت إلى مناطق حرب واقعة تحت حظر التجول، وأوضحت الصحيفة أن هذه العمليات يقودها لأول مرة 14 من كبار جنرالات الجيش في محاولة لحسم المعركة والقضاء على المتمردين المسلحين.
ومنذ انهيار التهدئة قبل أشهر، قتل وأصيب مئات عناصر الجيش والشرطة التركية في هجمات لمسلحي حزب العمال الكردستاني، في حين يقول الجيش التركي انه قتل وأصاب آلاف المتمردين المسلحين في عمليات الجيش بالداخل التركي وغارات جوية على مواقعهم في شمال العراق.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو، الأربعاء، إن «المعركة التي نخوضها في سور وجيزري وسيلوبي ستستمر بدون وهن حتى استئصال آخر عنصر إرهابي من وطننا الجميل»، وذلك عقب مقتل ثلاثة من الشرطة التركية وإصابة 3 آخرين في تفجير عبوة ناسفة بآلية مدرعة في منطقة سلوان، جنوبي البلاد.
وتقول جهات تركية إن قرابة 200 ألف شخص اضطروا للنزوح من أماكن سكنهم هرباً من الاشتباكات خلال الأشهر الأخيرة، حيث فرضت قوات الأمن التركية حظر التجول في 17 بلدة بسبب صعوبة الاشتباكات واستخدام مسلحي حزب العمال الكردستاني للخنادق في وسط المناطق السكنية، كما تشهد هذه المناطق انقطاع متواصل للماء والكهرباء وخدمات الاتصالات والانترنت، وأغلقت المدارس أبوابها.
ويقول محللون أتراك إن الأحداث الأخيرة كشفت أن حزب العمال الكردستاني استفاد من الهدنة الأخيرة التي استمرت لقرابة عامين مع الحكومة في محاولة للتوصل إلى حل للقضية الكردية، حيث تمكن الحزب خلال هذه المدة من تخزين كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات وحفر خنادق داخل المدن ذو الأغلبية الكردية.
وفي السابق استهدف الجيش العناصر الفاعلة من التنظيم المسلح والأفراد الذين يهاجمون قوات الجيش والشرطة، لكن العمليات الأخيرة أخذت منحى آخر من حيث حصار المدن وفرض حظر التجول أو إخلاء السكان ومن ثم القيام بعمليات تطهير واسعة لمخابئ المسلحين وتدمير الخنادق والدشم العسكرية التي تم بنائها حيث أطلق عليها الجيش عمليات تطهير وتنظيف المدن من الإرهابيين.
وتصاعدت مخاوف الحكومة التركية من لجوء المسلحين الأكراد لإعلان استقلال مناطق في جنوب وشرق البلاد مع زيادة توسع ونفوذ مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية على الحدود التركية السورية، الذي تعتبرها الحكومة الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني وتخشى وصول كميات أكبر من الأسلحة لأكراد تركيا من خلالهم.
ويسعى أكراد سوريا إلى السيطرة على مدينة جرابلس لتكتمل سيطرتهم على شمال سوريا وبالتالي الحدود السورية التركية في هذه المنطقة، وذلك عقب تمكنهم من السيطرة على مناطق عفرين والجزيرة وعين العرب «كوباني»، وهو ما تعتبره الحكومة التركية خط أحمر دفعها للتصادم أكثر من مرة مع أمريكا وروسيا اللتان قدمتا الدعم لوحدات حماية الشعب التي هاجمها الجيش التركي أكثر من مرة وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تسمح بعبور هذه القوات إلى غرب نهر الفرات أي مدينة جرابلس.
وانتقل التوتر إلى مدينة ديار بكر أكبر المحافظات الكردية جنوب شرق تركيا، حيث قتل شخصان خلال اشتباكات أعقبت مسيرة للمطالبة برفع حظر التجول عن المناطق التي يقوم الجيش بعمليات فيها، وقام المتظاهرون بإغلاق الطرق وإشعال الإطارات في العديد من المناطق في المحافظة.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية