الناصرة – «القدس العربي» : انتقد الرئيس السابق للمخابرات العسكرية في إسرائيل جنرال الاحتياط عاموس يادلين المجتمع الدولي على صمته إزاء الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري داعياً الحكومة الإسرائيلية للتوقف عن حيادها.
وتحت عنوان «الأسد يجب أن يذهب» قال في مقال نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس إن اسرائيل تختار منذ خمس سنوات، عدم تحديد موقف مما يحدث في سوريا، معتبراً أنه آن الأوان لإعادة التفكير به.
ويعلل يادلين دعوته هذه بالإشارة لاستمرار القتل بدون تمييز الذي يمارسه الأسد وحلفاؤه واستخدامهم السلاح الكيميائي القاتل (غاز السارين) بينما يتجاهل المجتمع الدولي هذا الخرق الفظ لالتزام نظام بشار الاسد في 2013، بتفكيك سلاحه الكيميائي». لكن يادلين لا يختبئ خلف «الواجب الأخلاقي» ويقول إن طرد الاسد مصلحة اسرائيلية. ويشير إلى أن «المسار الراديكالي» الذي تقوده طهران ويمر عبر الاسد إلى حزب الله، يشكل التهديد الاكثر وضوحاً على امن إسرائيل.
أضف إلى ذلك يعتقد يادلين بعكس موقف اسرائيل الرسمية أن نهاية نظام الاسد ستضعف جاذبية تنظيم الدولة «داعش «– وتبلور بديلاً سنياً معتدلاً. بينما في المقابل، ستبقى اسرائيل بحسب يادلين لوحدها تقريباً امام المسار الإيراني، وليس لديها من تعتمد عليه باستثناء نفسها. ويضيف معللاً دعوته «لذلك عليها العمل بأولوية مطلقة امام تعزز مسار طهران – الاسد – نصرالله. إيران وحليفاتها اخطر على اسرائيل عشرات الاضعاف من داعش».
كما يدعو اسرائيل لبلورة استراتيجية تشمل تحالفاً اقليمياً، حتى لو لم يكن معلناً، مع جهات في العالم السني، وعلى رأسها السعودية ودول الخليج وتركيا والأردن ومصر، وذلك بالشراكة مع الولايات المتحدة، وربما التوصل إلى تفاهمات هادئة مع روسيا، التي لا ترى في الأسد عاملاً ضرورياً في الاتفاق المستقبلي في سورية. ويقترح يادلين استراتيجية شاملة من سبع نقاط لإضعاف المسار الراديكالي وطرد الأسد:
ـ أولاً، يجب تشجيع خطوة سياسية ضد «مجرمي نظام الأسد» والمساعدة على تقديمهم للقضاء على دورهم في القتل الجماعي وتفعيل السلاح الكيميائي. ثانياً، يجب الدخول في حوار مع الولايات المتحدة، حول الحاجة إلى ضرب الأصول المهمة للأسد، كتنفيذ لالتزام الرئيس الامريكي باراك اوباما بضرب النظام الذي قام بتفعيل مواد الحرب الكيميائية، ولكي يتم تطبيق عدم استخدامها كطابع دولي بدون مساومة.
ثالثاً، من المهم ان تثبت اسرائيل بأن لديها ايضاً خطوطاً حمراء ومبادئ اخلاقية، وتدرس هي ايضاً القيام بعمليات عسكرية محدودة، كتدمير المروحيات التي تلقي البراميل المتفجرة على المدنيين. عمليات في جوهرها نقل رسالة اخلاقية وانقاذ حياة البشر. يمكن تنفيذ عملية عسكرية كهذه بدون الدخول في معركة جوية واسعة.
رابعاً، يمكن مواجهة تهديد داعش في جنوب الجولان، على شاكلة تنظيم شهداء اليرموك. هكذا سيثبت بأن محاربة الاسد يمكن أن تتم بالتوازي مع اجتثاث داعش.
خامساً، تشجيع وتحقيق الاستقرار الإنساني في جنوب سوريا على امتداد الحدود مع اسرائيل والأردن، بدعم اقليمي ودولي.
سادساً، بلورة تفاهمات مع روسيا لدفع هذه الخطوات، من خلال الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لروسيا في شمال سورية.
سابعاً، تشجيع الخطوات العربية ضد حزب الله وايران ودعمها قدر الامكان.
ويرى يادلين الذي يدير اليوم مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب أن الشرق الاوسط يشهد إعادة بلورته من خلال العملية التي بدأت قبل خمس سنوات، ولا يمكن لاحد رؤية نهايتها بوضوح ويفترض بأن الأطراف تبحث عن ترتيبات جديدة. ويضيف «إسرائيل لديها مصلحة عميقة بأن لا تكون إيران وحزب الله القوى التي ستتعزز في الشرق الأوسط الجديد».
وديع عواودة