بيروت ـ «القدس العربي» من وسام سعادة:والده القيادي الجهاديّ الأمميّ عماد مغنية. خاله المتهم من لدن المحكمة الدولية، مصطفى بدر الدين، وقد ظهر في الجنازة، ظهر قبل ذلك في معركة القصير. شقيقته فاطمة مغنية. منحت الجنسية الإيرانية بقرار من المرشد في وقت سابق من هذا العام. والدته سعدى بدر الدين. أما الزوجة الثانية لوالده، الإيرانية وفاء، فمن مواليد مدينة قم. كانت أثارت بلبلة بعد اغتيال الحاج رضوان، يوم عادت إلى طهران من دمشق، واتهمت جهات في النظام السوري بالتورط في اغتيال زوجها، واستدلت على ذلك برفض النظام تسهيل مهمة المحققين الإيرانيين، ثم نفت التصريح لاحقاً. وسائل إعلام ألمانية فسّرت الأمر يومها على أنّها كانت تقصد آصف شوكت. بعد ذلك، سيتسبب الحديث عن رفاهيتها وأعمالها التجارية ببعض الضيق والحجب في بيئة جهاز «حزب الله».
بعد اغتيال الحاج رضوان في كفرسوسة، انخرط كل من جهاد وفاطمة في العمل الحزبي. فاطمة في العمل النسائي. جهاد في العمل الأمني. أثبت جدارته في جهاز الحراسة الشخصية للسيد حسن نصر الله. تحدّث الإسرائيليّون عن صورته اثناء الظهور العلني المفاجئ للسيد حسن نصر الله في كانون الأول من عام 2011، في العاشر من محرّم، يوم قال السيد «لقد سمحوا لي ببضع دقائق فقط»، وكان يقصد الجهاز المولج بحمايته.
هل شارَك جهاد عماد مغنية بعد ذلك بالحرب السوريّة، أسوة بخاله بدر الدين؟ يفترض أن يكون الاحتمال ضئيلاً، أو أن تكون المشاركة عابرة. كذلك المقارنة بين استشهاد كل من هادي نصر الله وجهاد مغنية يفترض أن تكون محدودة. هادي عندما قُتل في الجنوب لم يكن يعدّ ليكون شخصية أمنية قياديّة، هذا بخلاف جهاد.
ليس بالامكان التكهّن في حقيقة أو طبيعة «لجنة إزالة إسرائيل» التي يروى أنّ والده شكّلها قبل خمسة عشر عاماً كلجنة سرّية داخل «حزب الله» نفسه، ولا تخضع للمجلس الجهادي، وترتبط بالدائرة القيادية الضيقة للحرس الثوري الايراني، لكن من المرجّح أنّ فحوى هكذا لجنة استمرّت في العلاقة بين جهاد والإيرانيين. هل كان جهاد مسؤولاً للجنة أمنية في «حزب الله» الموكلة بهضبة الجولان؟ الجميع قرأ ذلك في الأيام المنصرمة، متأثراً بالكلام الأخير لحسن نصر الله، وكلام سابق له، عشية القصير، عن فتح جبهة الجولان، ناهيك عن حديث الجهوزية للسيطرة القتالية على الجليل، وقبل ذلك توعّده الإسرائيليين بالحرب المفتوحة بعد اغتيال الحاج رضوان، وهو ما يفترض أن يكون الأفق النفسي «اليوميّ» لجهاد.
المهام التي أوكلت لجهاد تربط اذاً بين مستويين: واحد مباشر، التدرّب على حماية الشخصيات (وقد سبق لوالده أن تدرّب على ذلك في حماية ياسر عرفات وخليل الوزير) وثان تدريجيّ، وهو تدريبه، في إطار «سياسات تدمير إسرائيل» (علم المستقبليات في فقه الحرس الثوري) ليكون نموذجاً قيادياً يحاكي والده في المقبل من سنين، لولا مصرعه في ريعان شبابه، وتحوّله إلى قرين للسيد هادي، مع أنّه كان يعدّ في الحقيقة لما هو أبعد من ذلك.
ففي معادلة توجب الجمع بين الولاء المطلق والمهارات المطوّرة منهجياً، كان نجل عماد مغنية يمثّل بالنسبة للحرس الثوريّ عنصراً ثميناً ونادراً.
يجوز الافتراض بقوة اذاً، أنه في الموكب الاستطلاعي الآتي من جهة الحدود اللبنانية، والذي قصفته إسرائيل في القنيطرة، ولم تتبن رسمياً ذلك (كما لم تتبن اغتيال عماد مغنية رسمياً بعد) كانت هناك علاقة مزدوجة: جهاد يعمّق تجربته في حماية الشخصيات، من خلال حماية المهمة الاستطلاعية الحساسة للبريغادير ابو علي الطباطبائي، والحرس الثوريّ يواظب على الإحاطة به وترفيعه درجة بعد درجة. طبعاً، هذه الحسابات لا يكترث بها الإسرائيليون جديّاً. لكنه من شبه المؤكّد أنّه لحظة إطلاق الصواريخ على الموكب كانت المعلومة الاستخبارية التي في أيديهم واضحة: الموكب يضمّ الطباطبائي وابن عماد مغنية.
«الكادر يقرّر كلّ شيء»، طرحه جوزيف ستالين ذات يوم كشعار، للتأشير على أنّ العمل لتجهيز كادر قياديّ يحتاج إلى مواكبة حثيثة ومضنية. جمع الشعار بذلك بين أقصى الإرادوية وأقصى الحاجة للتجهيز المؤسسي لها. جهاد مغنية كان يمثّل بهذا المعنى تجربة باسدرانية في تطبيق شعار «الكادر يقرّر كل شيء». تجربة تختلط مع التركيبة العائلية والقرابية للجهاز القيادي في «حزب الله». تجربة يختلط فيها العمل اللوجستيّ البحت مع الأفق الأكثر ملحمية. لكنها أيضاً تجربة، بيّنت، بنهايتها، والبدايات التي قد تفتحها، انه ليس صحيحاً ان «الكادر يقرّر كلّ شيء»…
كنا نتوقع عبارة رحمه الله
ولكنا قرأنا عكس ذلك بين السطور
السلام عليكم
هنئيا لك الشهاده اخي جهاد
ممكن تزودنا بمعلومه
ماهي دراسه جهاد في الجامعه ؟
وانا شاكره لكم
الى الحسين رحلت يااخي جهاد