جهاد مغنية: الكادر التقني والعائلي والملحمي 

حجم الخط
16

بيروت ـ «القدس العربي» من وسام سعادة:والده القيادي الجهاديّ الأمميّ عماد مغنية. خاله المتهم من لدن المحكمة الدولية، مصطفى بدر الدين، وقد ظهر في الجنازة، ظهر قبل ذلك في معركة القصير. شقيقته فاطمة مغنية. منحت الجنسية الإيرانية بقرار من المرشد في وقت سابق من هذا العام. والدته سعدى بدر الدين. أما الزوجة الثانية لوالده، الإيرانية وفاء، فمن مواليد مدينة قم. كانت أثارت بلبلة بعد اغتيال الحاج رضوان، يوم عادت إلى طهران من دمشق، واتهمت جهات في النظام السوري بالتورط في اغتيال زوجها، واستدلت على ذلك برفض النظام تسهيل مهمة المحققين الإيرانيين، ثم نفت التصريح لاحقاً. وسائل إعلام ألمانية فسّرت الأمر يومها على أنّها كانت تقصد آصف شوكت. بعد ذلك، سيتسبب الحديث عن رفاهيتها وأعمالها التجارية ببعض الضيق والحجب في بيئة جهاز «حزب الله». 
بعد اغتيال الحاج رضوان في كفرسوسة، انخرط كل من جهاد وفاطمة في العمل الحزبي. فاطمة في العمل النسائي. جهاد في العمل الأمني. أثبت جدارته في جهاز الحراسة الشخصية للسيد حسن نصر الله. تحدّث الإسرائيليّون عن صورته اثناء الظهور العلني المفاجئ للسيد حسن نصر الله في كانون الأول من عام 2011، في العاشر من محرّم، يوم قال السيد «لقد سمحوا لي ببضع دقائق فقط»، وكان يقصد الجهاز المولج بحمايته. 
هل شارَك جهاد عماد مغنية بعد ذلك بالحرب السوريّة، أسوة بخاله بدر الدين؟ يفترض أن يكون الاحتمال ضئيلاً، أو أن تكون المشاركة عابرة. كذلك المقارنة بين استشهاد كل من هادي نصر الله وجهاد مغنية يفترض أن تكون محدودة. هادي عندما قُتل في الجنوب لم يكن يعدّ ليكون شخصية أمنية قياديّة، هذا بخلاف جهاد. 
ليس بالامكان التكهّن في حقيقة أو طبيعة «لجنة إزالة إسرائيل» التي يروى أنّ والده شكّلها قبل خمسة عشر عاماً كلجنة سرّية داخل «حزب الله» نفسه، ولا تخضع للمجلس الجهادي، وترتبط بالدائرة القيادية الضيقة للحرس الثوري الايراني، لكن من المرجّح أنّ فحوى هكذا لجنة استمرّت في العلاقة بين جهاد والإيرانيين. هل كان جهاد مسؤولاً للجنة أمنية في «حزب الله» الموكلة بهضبة الجولان؟ الجميع قرأ ذلك في الأيام المنصرمة، متأثراً بالكلام الأخير لحسن نصر الله، وكلام سابق له، عشية القصير، عن فتح جبهة الجولان، ناهيك عن حديث الجهوزية للسيطرة القتالية على الجليل، وقبل ذلك توعّده الإسرائيليين بالحرب المفتوحة بعد اغتيال الحاج رضوان، وهو ما يفترض أن يكون الأفق النفسي «اليوميّ» لجهاد.
المهام التي أوكلت لجهاد تربط اذاً بين مستويين: واحد مباشر، التدرّب على حماية الشخصيات (وقد سبق لوالده أن تدرّب على ذلك في حماية ياسر عرفات وخليل الوزير) وثان تدريجيّ، وهو تدريبه، في إطار «سياسات تدمير إسرائيل» (علم المستقبليات في فقه الحرس الثوري) ليكون نموذجاً قيادياً يحاكي والده في المقبل من سنين، لولا مصرعه في ريعان شبابه، وتحوّله إلى قرين للسيد هادي، مع أنّه كان يعدّ في الحقيقة لما هو أبعد من ذلك.
ففي معادلة توجب الجمع بين الولاء المطلق والمهارات المطوّرة منهجياً، كان نجل عماد مغنية يمثّل بالنسبة للحرس الثوريّ عنصراً ثميناً ونادراً. 
يجوز الافتراض بقوة اذاً، أنه في الموكب الاستطلاعي الآتي من جهة الحدود اللبنانية، والذي قصفته إسرائيل في القنيطرة، ولم تتبن رسمياً ذلك (كما لم تتبن اغتيال عماد مغنية رسمياً بعد) كانت هناك علاقة مزدوجة: جهاد يعمّق تجربته في حماية الشخصيات، من خلال حماية المهمة الاستطلاعية الحساسة للبريغادير ابو علي الطباطبائي، والحرس الثوريّ يواظب على الإحاطة به وترفيعه درجة بعد درجة. طبعاً، هذه الحسابات لا يكترث بها الإسرائيليون جديّاً. لكنه من شبه المؤكّد أنّه لحظة إطلاق الصواريخ على الموكب كانت المعلومة الاستخبارية التي في أيديهم واضحة: الموكب يضمّ الطباطبائي وابن عماد مغنية. 
«الكادر يقرّر كلّ شيء»، طرحه جوزيف ستالين ذات يوم كشعار، للتأشير على أنّ العمل لتجهيز كادر قياديّ يحتاج إلى مواكبة حثيثة ومضنية. جمع الشعار بذلك بين أقصى الإرادوية وأقصى الحاجة للتجهيز المؤسسي لها. جهاد مغنية كان يمثّل بهذا المعنى تجربة باسدرانية في تطبيق شعار «الكادر يقرّر كل شيء». تجربة تختلط مع التركيبة العائلية والقرابية للجهاز القيادي في «حزب الله». تجربة يختلط فيها العمل اللوجستيّ البحت مع الأفق الأكثر ملحمية. لكنها أيضاً تجربة، بيّنت، بنهايتها، والبدايات التي قد تفتحها، انه ليس صحيحاً ان «الكادر يقرّر كلّ شيء»… 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي التركماني:

    الله يرحمه

  2. يقول علي (بلجيكا ):

    اغتيال جهاد يظهر مدى اختراق مخابرات إسرائيل لحزب الله و النظام ااسوري

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    للتعرف أكثر على عماد مغنية وجهاده
    يرجى البحث بجوجل عن حادثة خطف الطائرة الكويتية الجابرية

    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول Hiki:

      الطائفية مرض متوطن يحمله الانسان معه أينما ذهب واينما حل في العالم وسيأخذه معه الى القبر !!
      نحن نتهم الغرب بكل الموبقات ونمارس أكثرها .
      اخلاقنا وديننا يتطلب الدعاء بالرحمة للميت وخصوصا من قتله عدونا الأصلي الصهيوني ،
      مع كل الخلاف مع سياسة و بوصلة حزب الله في سورية .
      اللهم احشرنا مع من نحب ومن نوالي .
      ارجو النشر، وشكرا للقدس

    2. يقول الكروي داود النرويج:

      نعم أنا طائفي اذا كان هذا يريحك يا عزيزي هيكي
      فأنا سني وزوجتي شيعية وصديق عمري شيعي وزوج خالتي شيعي

      اللهم صلي على محمد وآله وأزواجه وأصحابه ومن تبعهم ليوم الدين

      ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول سالم:

    في الحقيقة الاختراق بالمجموعات لا بل بقطعان المرتزقة الذين يبيعون ولاءهم لمن يدفع أياً كان السعودي او التركي او القطري وبالطبع الأفضل ان تكون صلتهم. بسيدهم جميعاً الاسرائيلي ولابأس أن يكون الامريكي
    هؤلاء هم من اخترقوا الأمة

  5. يقول محمد حسن عبدالوهاب:

    رحمه الله و هنیا له فوز الشهاده بید الصهاینه القذره… والله مولی المجاهدین ..هو سبحانه حسبنا و علیه نتوکل..

    1. يقول النرويج ساهر الليل:

      الشهاده لها شروط

  6. يقول krimo-Algéria:

    صبي دفعه نصر الله للانتحار وترك والدته دفاعا عن الاسد.

    1. يقول عائدة:

      كل هذاه الدماء ، من أبناء الشعبين السوري واللبناني ، كل هذا ، من أجل الدكتاتور الأسد ! والولي الفقيه !

  7. يقول الشحات شتا:

    الي جنات الخلود ياجهاد لتلحق بابيك عماد

  8. يقول الشحات شتا:

    ناسف لعدم النشر بسبب طول التعليق

  9. يقول م. حسن:

    الخلل هو في الحهة الأمنية المسؤؤولة عن حماية الشخصيات . كيف عرفت إسرائيل بتواجدهما , هل من خلال الإتصالات ؟ أين الخلل هذا هو السؤال . رحم اللة الشهداء .

  10. يقول MHassan-USA:

    من سلم جهاد لاسرائيل هم الايرانيون كما سلم ابيه سبقا

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية