خبراء أمريكيون يعتقدون أن مبادرة ترامب بالحديث مع إيران مخادعة وغير جدية

حجم الخط
0

واشنطن ـ «القدس العربي» ووكالات: قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه على استعداد للحديث مع إيران دون أى شروط مسبقة، في تعليق انتشر في صدارة الصحف ولكن العديد من المعلقين الأمريكيين يرون أن المبادرة، التى تبدو وكانها لفتة سخية هي، في الواقع، غير جدية ولا تتناقض مع محالاوت تسخين الأمور مع إيران إلى درجة التهديد بالقيام بعمل عسكري.
الرئيس الأمريكي انتهك اتفاقية دولية عبر انسحابه من خطة العمل المشتركة التى وقعتها الولايات المتحدة مع إيران وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين والمانيا، وانتهك اتفاقية متعددة الأطراف منحت إيران فرصة لتخفيف العقوبات مقابل فرض رقابة صارمة على برنامجها النووي من قبل وكالة المراقبة الدولية التابعة للامم المتحدة، مما يثير تساؤلات حول سبب الادلاء بهذه التصريحات غير البرئية.
المعلقون الأمريكيون درسوا بعناية تعليقات ترامب ليخرجوا بعدة استنتاجات ملفتة للنظر، إذ قال ترامب في تصريحه بأنه لا يعرف ما إذا كان قادة ايرن على استعداد بعد لهذه المحادثات، وهو بالتاكيد يعلم الإجابة مسبقا لان إيران قالت انها لن تعيد التفاوض بشأن شروط صفقة وقعتها بالفعل وامتثلت لها بالكامل، وعلاوة على ذلك، فإن العقوبات التى سيعيدها، في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، ستبدأ في الحاق الضرر بالاقتصاد الإيراني المتعثر بالفعل، ودفع ترامب من خلال ترك الصفقة وتهديد شركاء الولايات لمتحدة المتبقين في الاتفاق اقتصاد إيران الهش إلى حالة من الضعف.
وقال ترامب «في نهاية المطاف، سيرغبون في الاجتماع»، هذا التصريح، وفقا لما قاله العديد من المحللين، جاء من وحى سياسة الادارة الأمريكية السابقة التى فرضت المزيد من العقوبات لجب إيران إلى طاولة المفاوضات، ولكن واشنطن نجحت ذلك لأنها نسقت مع الدول الأخرى، وأكد ترامب بأنه على استعداد للالتقاء في أى وقت يريدون، وهذا تصريح يحمل دلالات ذات مغزى، فترامب غير معجب بالصفقات المتعددة الأطراف، وقد جاء شركاء الولايات المتحدة في أوروبا بإصلاحات طلبها ترامب، ولكنه انسحب على أي حال، لأن ما يريده صفقة ثنائية، وبالتاكيد يمكن ملاحظة الإصرار على استخدام تعبير أنا بدلا من نحن في لغة ترامب.
واستخدم ترامب لمئات المرات تعبير «انا لا افعل ذلك من قوة أو ضعف»، واستخدمه ثانية مع إيران، لذلك من الصعب الاعتقاد بأنه يسعى للتفاوض على اتفاق نووي آخر، وقال ترامب بأنه لا يضع شروطا مسبقة ولكن وزير خارجيته، مايك بومبيو، وضع على الفور الشروط في أى اجتماع مستقبلي، وفي الواقع، فقد وضع بومبيو الشروط ال 12 في شهر ايار/ مايو، والتي يريد ترامب من إيران أن تقبلها.
ويترقب الإيرانيون موعد عودة العقوبات الأمريكية الاثنين إذ إنها تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار الذي أضعفه أساسا الفساد والإدارة السيئة.

مظاهرات واحتجاجات

وذكرت الوكالات الحكومية الإيرانية في وقت متأخر من مساء الخميس ان «تظاهرات متفرقة» ضمت بضع مئات من الأشخاص جرت في عدد من مدن البلاد مثل شيراز (جنوب) والأحواز (جنوب غرب) ومشهد (شمال شرق) وكرج قرب طهران.
واظهرت تسجيلات فيديو وضعت على شبكات التواصل الاجتماعي ولم يعرف مصدرها تظاهرات في مدن سياحية مثل أصفهان (وسط) وكذلك في طهران الخميس.
أكد عدنان طبطبائي مدير المعهد الفكري الألماني «كاربو» الذي يتابع القضايا الإيرانية من كثب أن «هذه التظاهرات ستتواصل».
وأضاف إن «السلطة تعرف أنها شرعية لكن الخطر يكمن في أن تخترقها مجموعات من داخل البلاد ومن خارجها وأن تصبح عنيفة».
والمؤشر الرئيسي للأزمة الاقتصادية هو التراجع الكبير في سعر صرف العملة الوطنية الريال الذي خسر ثلثي قيمته منذ بداية العام الحالي.
وحاولت الحكومة الحد من انخفاضه في نيسان/أبريل عبر تحديد سعر رسمي ثابت وتوقيف عدد من الصرافين في السوق السوداء، وهي إجراءات لم تؤد سوى إلى تعزيز السوق الموازية.
وفضل الكثير من الإيرانيين الميسورين مغادرة البلاد بينما نزل آخرون، أكثر فقرا على ما يبدو، إلى الشوارع للتعبير عن قلقهم.
وكانت الولايات المتحدة انسحبت في أيار/مايو من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 وأعلنت في الوقت نفسه أنها تريد ممارسة «اقصى حد من الضغوط» على إيران عبر فرض عقوبات جديدة تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 06 آب/اغسطس وفي تشرين الثاني/نوفمبر.
وتستعد شركات متعددة الجنسيات كانت قد توجهت إلى إيران قبل ثلاث سنوات، مثل المجموعات الفرنسية بيجو ورينو وتوتال، لمغادرة البلاد.
وتحاول شركات أخرى أصغر حجما، الاستفادة من الغموض السائد وتعول على حماية الحكومات الغربية المصممة على إنقاذ الاتفاق النووي.

مبادرات متأخرة

قال رجل أعمال غربي يعمل في قطاع المحروقات في طهران «لا أحد يعرف الشكل الذي ستتخذه هذه العقوبات. إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب تتعمد فعل ذلك ليشعر الجميع بانهم مهددون».
وأضاف «سمعت عن أربع شركات ألمانية للمنتجات الصيدلانية تسعى للتمركز في إيران من أجل التصدي للولايات المتحدة». وتابع أن التهديدات الأمريكية تثير استياء الأوروبيين أكثر مما تخيفهم.
ويرى محللون إنه يمكن لإيران أن تتوقع تراجعا كبيرا في صادراتها النفطية مع بيعها 700 ألف برميل يوميا بحلول نهاية هذا العام مقابل 2,4 مليون برميل حاليا.
وقالت دول بينها الهند والصين وتركيا إنها تعتمد على النفط الإيراني إلى درجة كبيرة، وأن ذلك لا يسمح لها بالامتثال للعقوبات الأمريكية، لكن عددا من مكرري النفط الأوروبيين خصوصا، يقومون بالانسحاب من السوق الإيرانية.
ويرى كثيرون أن المبادرات الأخيرة لطهران التي استبدلت مؤخرا حاكم البنك المركزي وأوقفت أكثر من عشرة مضاربين بالعملة، تأتي متأخرة.
واكد محمد رضا بهزديان المسؤول السابق في غرفة تجارة طهران ان «الحكومة لم تنجح في الاستفادة من الوضع عندما كانت الظروف تسمح بذلك» عبر تبنيها خطة اقتصادية مقنعة.
وأضاف «سيكون من الأصعب عليها التحرك في وقت الأزمة».

خبراء أمريكيون يعتقدون أن مبادرة ترامب بالحديث مع إيران مخادعة وغير جدية
ترقب في طهران لإعادة فرض العقوبات مع تدهور العملة
رائد صالحة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية