خبراء أمنيون: تنظيم «الدولة» سيندثر والقاعدة ستحتوي عناصره

حجم الخط
2

تونس – «القدس العربي»: عثرت السلطات التونسية خلال الأيام الماضية على ستة مخابئ للأسلحة في مدينة «بن قردان» المتاخمة لليبيا، تضم ترسانة كبيرة من الأسلحة المتطورة التي يتم عادة استخدامها في الحروب، وهو ما أثار جدلاً كبيراً في البلاد، فيما أكد خبراء أمنيون أن الأسلحة المكتشفة أتت من ليبيا وتم تخزينها عام 2012 إثر الانفلات الأمني في البلاد، ملمحين إلى احتمال اكتشاف العديد من مخازن الأسلحة في مناطق أخرى في البلاد، وأشاروا إلى قرب تفكك تنظيم «الدولة» وانضمام عناصره إلى تنظيم «القاعدة».
وتمكنت قوات الأمن التونسية، في عمليات أمنية متواصلة، من اكتشاف ستة مخابئ في مدينة «بن قردان» تضم أسلحة هجومية متطورة، تتضمن صواريخ «سام 7» مع قواذفها وقواذف «آر بي جي» ورشاشات ثقيلة من نوع «بي كي» وقنابل يديوية، فضلا عن عشرات الأسلحة الفردية وكمية كبيرة من الذخيرة.
وقال الخبير الاستراتيجي والأمني علي الزرمديني إن المخازن التي تم اكتشافها هي «ترسانة أسلحة قادمة من ليبيا وتعود إلى عام 2012، فهذه الفترة شهدت تسيباً كاملاً في تونس وضعفاً لمؤسسات الدولة، الأمر الذي دفع إلى إدخال هذه الترسانة من الأسلحة وهي أسلحة قتالية في الأساس وموجهة للجبهة القتالية إلا أن تطور الأداء والفاعلية الأمنية للقوات التونسية خلق نوعاً من الاضطراب في مسألة نقل هذه الترسانة واقتصر الأمر على نقل جانب معين منها إلى بعض الجهات التي يتواجد فيها المقاتلون وهي المناطق الجبلية أساساً».
وأضاف في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «تم الإبقاء على هذه المخابئ ومنحها علامات دالة، وهؤلاء (عناصر التنظيمات المتطرفة) لهم من التكوين والمفاهيم العسكرية ما يجعلهم يلجأون إلى التضليل والإشارات الدالة، ومن ثم يلجأون لنقل هذه الأسلحة بطريقة ذكية فيها العديد من المغالطة (التمـويه) لإيصالها إلى عناصر في الجبال، وهذا ما تم الكشف عنها خلال عملية التحقيق مع العناصر الموقوفـة من عمـلية بن قردان التي يتواصل الكشف عن خباياها إلى اليوم بعـمليات تحقيق متـعددة، وأيـضا من خـلال عـناصر المنيـهلة (ولاية أريـانة) التـي تم ضـبطها في تلك المنـطقة».
وكانت السلطات التونسية نجحت خلال الأشهر الأخيرة في إحباط عدد كبير من العمليات الإرهابية إثر تفكيك عشرات الخلايا المتطرفة واكتشاف المزيد من مخازن الأسلحة.
ورد الزرمديني هذا الأمر إلى عودة جهاز الاستخبارات إلى العمل بشكل فعال و»كذلك إلى إعادة قراءة الواقع الأمني وخاصة أننا أمام وضع أمني متدهور جداً في ليبيا ولا أحد استطاع أن يحدد درجة التدهور التي يعيشها المجتمع الليبي، والعمليات الأخيرة تعد نجاحاً جديداً يضاف إلى سلسلة النجاحات التي حققتها المؤسستان الأمنية والعسكرية وهما تتقدمان بخطى ثابتة نحو السيطرة على الوضع الأمني والتصدي لظاهرة الإرهاب الدخيلة سواء بإحباط تسلل العناصر الإرهابية أو إيقاف العناصر التي تتفاعل معها من الداخل».
وتوقع الزرمديني اكتشاف المزيد من مخابئ الأسلحة في مناطق أخرى من البلاد وخاصة المناطق الحدودية، مضيفاً «الحزام الأول الحدودي يختزن العديد من مخازن الأسلحة وهذا أمر ثابت وقد أشرنا إليه سابقاً وقلنا إن الإرهاب سعى إلى التمركز وتوفير عنصر الإسناد له وهو الأسلحة، ولكن الحضور الأمني الذي تلا تلك الفترة العصيبة ، التي مرت بها تونس وكانت مبنية على التسيب بالأساس والفوضى الخلاقة، جعل هذه المنهجية تتعطل دون أن تنتفي، وانتفاؤها اليوم سيتم باكتشاف مخازن الأسلحة التي تمت مباشرة إثر عملية بن قردان وتتلاحق في عمليات أخرى ومناطق مختلفة كسيدي بوزيد والقصرين وسوسة وغيرها».
وحول تأثير الصراع القائم في سرت على الوضع الأمني في تونس، قال الزرمديني «أنا لا أنظر للواقع الليبي من منطلق جهة دون أخرى، فالوضع هناك متداخل وتظهر فيه العديد من الجماعات الإرهابية والميليشيات التي تتجاوز اليوم كل القوانين في البلاد وتحاول فرض إرادتها على الداخل الليبي وكذلك في بعض الحالات على دول الجوار، لذلك فالتأثير لن يكون داعشياً (عبر تنظيم الدولة) فقط بل هو تأثير من جماعات إرهابية متعددة، صحيح أن الدواعش يسعون أكثر إلى التوسع واللجوء، ولكن متى كانت الهزيمة التامة سيلجأون إلى الأم (القاعدة) فهناك تبادل للأدوار الآن ين القاعدة وداعش، ولكن هزيمة داعش النهائية ستدفع عناصرها إلى الرجوع إلى الأصل أي القاعدة، كما أسلفت».
وفي ما يتعلق بإمكانية تغيير الجماعات الإرهابية لطبيعة عمليات المقبلة، قال الزرمديني «العقيدة الإرهابية قائمة على أسس، فالتنوع في العمليات ممكن لكنه يقوم أساساً على مبدأ التفخيخ والتفجير والعمليات الانتحارية ومهاجمة النقاط الحساسة والنقاط السيادية والتوجه بالأساس نحو المؤسسات والمصالح الغربية، ويمكن أحياناً هناك الاستعانة بالقناصة لكن ذلك يتم فقط خلال الحرب وهو ما يحصل الآن في سرت مثلاً، ولكن استراتيجية داعش تقوم على العقيدة نفسها التي نراها لدى الجماعات الإرهابية الأخرى».

خبراء أمنيون: تنظيم «الدولة» سيندثر والقاعدة ستحتوي عناصره
بعد اكتشاف ترسانة من الأسلحة الهجومية في تونس
حسن سلمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول .عبود:

    زعمة
    الا يوجد ربط بين مخازن السلاح والإرهاب في بن قردان وبين إغتيال نقض ..هذا الإغتيال الذي حير الناس.. كيف سيكشف إذ كان هناك خيط يربط بين إغتيال نقض وإرهاب بن قردان.. “”كل فرضية لا بد لها من إثبات “” والإثبات صعيب خاصة في عالم المخابرات والإرهاب

  2. يقول أ.د. خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    شكراً لمقال السيد سلمان…

    أعتقد – والله تعالى أعلم – أن الخبراء الأمنيين التونسيين أما سذّج أو غير مدركين وغير مستوعبين لموضوع الأرهاب الدولي وتأريخه وحقائقه والذي جاء به بن لآدن عبر الفترة 1998-2001 والذي أنتشر” كمرض السرطان ” في المجتمعات العربية ثم المسلمة في العراق وأفغانستان وسوريا والصومال ونيجيريا وكينيا وصحراء مالي والنيجر…ألخ…المهم في كل ما ورد اَنفاً هو حقيقة أن المدعو أبو بكر البغدادي (أمير جماعة داعش في العراق وسوريا) – وأسمه الحقيقي هو أبو اَلآء السامرّائي وكان في زمن صدام حسين هارب من العدالة وعليه أمر ألقاء القبض- لا ينتمي ولا يجد في تنظيم القاعدة و أميرها أيمن الظواهري أي تجانس ولا تقارب ولذلك فاِنهما لا يلتقيان لا من قريب و لا من بعيد !!! فكيف يمكن تفسير قول هؤلاء الخبراء … ” بقرب تفكك تنظيم «الدولة» وانضمام عناصره إلى تنظيم «القاعدة». ” فهذا الكلام الساذج بتقديري ” ضرب من ضروب الخيال ” !!!!

إشترك في قائمتنا البريدية