الخرطوم ـ «القدس العربي»: في تظاهرة ثقافية عربية فازت سوريا ومصر والمغرب والسودان والجزائر واليمن بجوائز مسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها الثامنة في مجالات الرواية والقصة القصيرة والنقد والتي أعلنت الخميس في الخرطوم.
وفاز الكاتب السوري فيصل خرتش بالمركز الأول في مجال الرواية بعنوان «أهل الهوى» وفازت خديجة يكن من المغرب بجائزة القصة القصيرة بعنوان «أيام بوسنية» وفي مجال الدراسات النقدية حول أدب المكان فاز في المركز الأول محمد إسماعيل اللبان، من مصر. ونال السوداني عمرأحمد فضل الله المركز الثاني في الرواية عن عمله «تشريقة المغربي» وفازت بالمركز الثالث ملكة الفاضل عمر، من السودان برواية «الشاعرة والمغنّي» ونال المركز الثاني في القصة القصيرة حسن حميد، من فلسطين، عن عمله «المرمريتي» وفاز بالمركز الثالث حفيظ صفاحي من المغرب، عن عمله «التحولات». وفي فرع الدراسات النقدية، نال المركز الثاني مبروك دريدي، من الجزائر، بدراسة عنوانها «المكان في النص السردي العربي» ونالت المركز الثالث آمنة محمد عبده من اليمن، عن دراسة «بعنوان سيميائية المكان لرواية أولاد الغيتو – اسمى آدم». وتم تكريم شخصية العام الثقافية البروفيسور سيد حامد حريز عالم الأنثروبولوجيا، أسس وترأس قسم الفولكلور في جامعة الخرطوم وعمل أستاذا فيها وأستاذا زائرا في عدد من الجامعات الأمريكية، وهو عضو في العديد من المجالس العلمية والهيئات الاستشارية واللجان والمجلات العلمية، وله أكثر من 15 كتاباً باللغتين العربية والإنكليزية.
الأمين العام للجائزة الناقد مجذوب عيدروس أوضح أن الجائزة أصبحت مناسبة للتواصل الثقافي بين السودان ومحيطه العربي والافريقي والعالمي كما أنها تمثل حافزا كبيرا للكتاب الجدد، مبينا أن عدد المشاركات للدورة الثامنة بلغ 626 عملا في محاور الجائزة الثلاثة، الرواية والقصة القصيرة ودراسات نقدية حول أدب المكان، وجاءت المشاركات من 28 دولة عربية وأوروبية وأمريكية وافريقية.
وجاء شعار هذا العام مجتزءا من عبارة للطيب صالح يقول فيها «كتبت لأقيم جسرا بيني وبين بيئة افتقدتها» وأقيمت يوم الأربعاء ندوة علمية دار محورها هذا العام عن أدب المكان، قدمت فيها ست أوراق علمية خلال جلستين وقدم الدكتور إبراهيم محمد زين، الأستاذ في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، ورقة بعنوان «صناعة المكان وسؤال الهوية في موسم الهجرة إلى الشمال» وشارك الناقد الأردني الدكتور محمد شاهين بورقة تحت عنوان «الرحلة الأوروبية إلى فلسطين» أوضح فيها أن الرحالة الغربيين الذين حملوا معهم الكتاب المقدس إلى الأراضي المقدسة إنما فعلوا ذلك بدافع من الشعور بالفوقية التي وقودها كراهية للغير؛ والتي رأى أنها تجلت في نهاية المطاف بالاستيلاء على مقدرات الغير بغير حق، وأضاف «هكذا أضحت الرحلة الغربية إلى المشرق العربي حلقة من حلقات الاستعمار».
وقدم الدكتور عبد العليم إسماعيل من السودان ورقة بعنوان «تقنيات السرد أساس أدبية الرحلة» خلص فيها إلى أن الباحث في أدب الرحلة تواجهه صعوبات جمة منها، غياب تعريفات دقيقة لدّى الباحثين، وتعدد نصوص الرحلة واختلاف أساليبها. وقال إن أهمية المعلومات والوثائق التاريخية والجغرافية والأنثروبولوجية والاثنولوجية وغير ذلك قد جعل من الرحلة قيمة معرفية تفوق أهميتها الأدبية.
وأعلنت الشركة السودانية للهاتف المحمول «زين» عن إطلاق «جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي» في شباط/فبراير 2010 متزامنة مع الذكرى السنوية الأولى لوفاة الأديب، وتشمل الجائزة ثلاثة مجالات: الرواية، القصة القصيرة ومجال ثالث من مجالات الإبداع الكتابي يختاره مجلس الأمناء سنوياً.
والطيب صالح، أو «عبقري الرواية العربية» كما جرى بعض النقاد على تسميته، أديب من السودان، اسمه الطيب محمد صالح أحمد. ولد عام (1929) وتوفي في بريطانيا في الثامن عشر من شباط/ فبراير2009.