دمشق- «القدس العربي» : انتهى آخر وجود للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية، في محيط العاصمة دمشق، بتسليم مدينة دوما ورفع علم النظام السوري في المدينة، بالتوازي مع دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى دوما، وفق الاتفاق المبرم بين جيش الإسلام والجانب الروسي يوم الأحد الفائت.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الخميس السيطرة الكاملة على مدينة دوما وقالت إن الشرطة العسكرية الروسية باشرت عملها في مدينة دوما في الغوطة الشرقية في سوريا، وحسب بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، فقد تم خلال الـ24 ساعة الماضية خروج 1521 مقاتلاً من جيش الإسلام مع عائلاتهم عبر مخيم الوافدين على متن 40 حافلة إلى شمالي محافظة حلب، حيث تم «توفير حمايتهم على طول الطريق من قبل الشرطة السورية وتحت إشراف ضباط مركز المصالحة الروسي وممثلين عن الهلال الأحمر السوري».
وحسب الدفاع الروسية فقد خرج منذ الأول من نيسان/أبريل الجاري 13504 شخصاً من مقاتلي المعارضة وأفراد عائلاتهم من مدينة دوما، فيما بلغ العدد الإجمالي للذين غادروا الغوطة الشرقية منذ بداية الهدنة 165123 شخصًا.
وحسب مصادر روسية فإن مقاتلي «جيش الإسلام» سلموا أكثر من 400 قطعة سلاح مع رحيلهم عن دوما، وأن 41213 شخصاً غادروها منذ 28 شباط/فبراير، إلى ذلك، عرضت وكالة أنباء النظام الرسمية «سانا» صوراً للأسلحة المتوسطة التي تم تسليمها من قبل «جيش الإسلام»، وهي عبارة عن قناصات متطورة إضافة إلى قواذف «آر بي جي» وأسلحة رشاشة.
وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة يوري يفتوشينكو في موجز صحافي «شهدنا اليوم حدثاً مهماً في تاريخ الجمهورية العربية السورية، وهو رفع العلم السوري فوق دوما، إعلاناً عن استعادتها بالكامل من سيطرة المسلحين»، مشيراً إلى «دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى دوما لضمان الأمن والنظام العام في المدينة، وصيانة القانون فيها حتى تسليم إدارتها للسلطات السورية المدنية».
من جهة ثانية اكدت مصادر ميدانية مطلعة لـ «القدس العربي» خروج قيادات جيش الإسلام ضمن أواخر الحافلات التي خرجت من مدينة دوما إلى ريف حلب، وحسب المصدر فقد غادر القيادي عصام بويضاني الغوطة الشرقية يوم الأربعاء إلى ريف حلب بعد تسليم «جيش الإسلام» أسلحته الثقيلة والمتوسطة كافة بينها مدرعات ودبابات وراجمات صواريخ، للشرطة العسكرية الروسية.
وكان الاتفاق الذي أعلنت عنه اللجنة المدينة المشاركة في عملية المفاوضات، في الثامن من الشهر الجاري، ينص على خروج مقاتلي جيش الإسلام بسلاحهم الخفيف مع عائلاتهم والمدنيين، إلى الشمال السوري، أما من يرغبون في البقاء في دوما فستتم تسوية أوضاعهم مع ضمان عدم الملاحقة وعدم طلب أحد للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية لمدة ستة أشهر، كما تضمن الاتفاق دخول الشرطة العسكرية الروسية كضامن لعدم دخول قوات النظام والأمن، ويمكن لطلاب الجامعات العودة لجامعاتهم بعد تسوية أوضاعهم.
اللجنة، بينت انه سيتم فتح المعبر أمام الحركة التجارية بمجرد دخول الشرطة العسكرية الروسية، كما ستدخل لجنة من محافظة ريف دمشق لتسوية جميع القضايا المدنية بالتنسيق مع اللجنة المدنية المشكلة في دوما، حيث جرى ذلك مقابل تسليم مدينة دوما للنظام واطلاق «جيش الإسلام» سراح جميع الأسرى وتسليم جثث جميع قتلى قوات النظام.
ووثق فريق «منسقي الاستجابة في الشمال السوري» وصول أكثر من 60 الف شخص من الغوطة الشرقية إلى مناطق متفرقة من ريفي حلب وادلب شمالي سوريا، وأقلت آخر دفعة من أهالي مدينة دوما ومقاتليها 1477 شخصاً، بينهم 582 رجلاً، 353 من النساء، و 539 طفلاً.
هبة محمد
*كان الله في عون الشعوب
العربية المنكوبة.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
سلام