ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: خسائر بشرية منيت بها قوات المعارضة خلال اليومين الماضيين نتيجة للعملية العسكرية المفاجئة التي شنتها ميليشيا علوية ومسيحية مؤيدة للنظام السوري على قلعة شلف وبلدة كنسبا سيطرت فيها هذه المليشيات على البلدة بعد معارك وصفها نشطاء بأنها غير متكافئة.
لكن الأمر الملفت هو مشاركة مليشيا نسور الزوبعة التي تضم في صفوفها عشرات المسيحين الشرقين من قرى ومدن ريف حماه مثل مدينة محردة وصافيتا وسلحب، وتحسب على الحزب السوري القومي الاجتماعي المنضوي تحت راية الجبهة التقدمية بقيادة الاسد.
الفرقة الساحلية التابعة لـ «لجيش الحر» فقدت العديد من قياداتها خلال هذه المعارك عدا عن الشبان المقاتلين، كما فقدت باقي فصائل المعارضة مقاتلين نشرت صورهم مليشيات النظام على صفحاتها حيث بثت كتيبة الجبل صوراً لجثث أربعة مقاتلين من المعارضة، وجاءت هذه المعركة والتقدم بشكل مفاجئ لصالح قوات النظام.
وأكد نشطاء المعارضة أن هذه المعركة جاءت بالتزامن مع معركة حلب والتي تهدف إلى لفت انتباه فصائل «جيش الفتح» ومحاولة سحبها باتجاه الساحل، إلا أن الأخير تابع تقدمه في حلب وحقق نصراً استراتيجياً كبيراً ولا يمكن مقارنة فقدان بلدة صغيرة في الساحل بما حققه في سيطرة في مدينة حلب. الإعلامي أحمد بكور أكد لـ»القدس العربي» أن سبب التراجع من البلدة جاء «بسبب القصف الشديد والجنوني الذي طال قلعة شلف وكنسبا بطائرات النظام السوري، بالاضافة إلى الطائرات الروسية واستخدامه الأسلحة المحرمة دولياً (النابالم- العنقودي) والصواريخ البالستية، وبعد معارك شرسة تقدمت قوات النظام إلى البلدة بعد أن خسر العشرات من جنوده»، وقال أيضاً «أن هناك جبهات طويلة من جبل التركمان وصولاً إلى سهل الغاب تحتاج إلى أكثر من 2500 مقاتل ويمكن استرجاع ما خسرناه فالمعارك كر وفر ويمكن لجيش الفتح أن يسترجع ما خسرناه في وقت زمني قصير».
عجزت قوات «الجيش الحر» عن صد قوات النظام على الرغم من قصفها مناطق سيطرة النظام في جبل الأكراد بعشرات من صواريخ الغراد وفشل العمل العسكري المفترض مما أعطى مليشيات مؤيدة للنظام الأسبقية وسيطرته على البلدة.
ردود أفعال من مقاتلي الجيش الحر اتهمت القيادات بالتقاعس والتخاذل حيال فقدان العناصر في هذه المعارك وصلت حد الشتيمة وقال علي أحد رماة «التاو» في الساحل على صفحته الشخصية في «فيسبوك»، «ما نحن فيه الآن هو بسبب من يسمي نفسه قائداً»، متهماً اياهم بـ»الخيانة»، وأضاف «الأيام المقبلة كفيلة بأن تمسح الأرض بكرامتهم»، على حد وصفه.
أحد الإعلاميين فضل عدم ذكر اسمه أكد لـ«القدس العربي» أن «جيش الفتح» قادر على قلب الموازين بسبب الاستنزاف الكبير الذي تعرضت له المعارضة في الساحل.
سليم العمر
بعد الإنتهاء من معركة حلب سيتجه جيش الفتح لريف اللاذقية لملاقاة الخزان البشري للنظام النصيري بينما سيفتح جيش الإسلام جبهة دمشق
ولا حول ولا قوة الا بالله