حلب ـ «القدس العربي»: استطاعت «قوات سوريا الديمقراطية»، «قسد»، أن تحكم الحصار على تنظيم «الدولة» داخل مدينة الطبقة في الأيام الأخيرة، لتتمكن بعدها من السيطرة على كامل أحياء المدينة المهمة بالنسبة للتنظيم.
حول هذا الموضوع يقول الناشط عمر أبو ليلى المدير التنفيذي لشبكة «دير الزور24» في تصريح لـ «القدس العربي»: «من الطبيعي ان نجد تقهقراً للتنظيم بهذه السرعة في الرقة ككل وليس فقط في الطبقة، لأن المعركة الفصل والحصن الأخير للتنظيم سيكون في ديرالزور ولا ننسى العامل النفسي على مقاتلي التنظيم وخساراتهم المتتابعة في العراق أثرت بشكل كبير على خسارتهم في الرقة أيضا».
وأضاف: «هناك اختلاف واضح وكبير في التعامل بقتال تنظيم الدولة في عهد ترامب مما كان عليه في عهد أوباما، بل سوف نشهد في الأسابيع المقبلة تحركا أكبر في هذا الجانب، فعلى سبيل المثال في أقل من خمسة شهور في ديرالزور نفذ التحالف الدولي أكثر من ثلاث عمليات انزال فقط في أرياف محافظة ديرالزور وهذا ما لم يجرؤ على فعله أوباما وادارته، وهذا واضح جدا في سياسة ترامب وهو احد الفوارق». وأشار إلى أن مدينة الطبقة مهمة بالنسبة للتنظيم فهي بمثابة سور لمدينة الرقة «الطبقة هي احدى الاسوار الهامة لمدينة الرقة وخسارتها يعني قرب خسارة محافظة الرقة ككل، ففي الطبقة يوجد سد الفرات الذي دائما ما استعمله التنظيم في تخويف العالم بأنه سيقوم بتدميره في حال أحد من خصوم التنظيم اقترب منه».
وتابع «لن تتوقف قوات قسد عند الطبقة، وهدفها الواضح هو السيطرة على محافظة الرقة بالكامل وطرد تنظيم الدولة منها وهذا ظاهر للجميع، بل ان المرحلة المقبلة ربما ستمتد لمحافظة ديرالزور لكن ليس بتلك السهولة فديرالزور تختلف كليا عن محافظة الرقة من حيث الحسابات العسكرية بالإضافة إلى ان هناك أكثر من تسعة آلاف من مقاتلي الجيش الحر من أبناء محافظة ديرالزور يعارضون ولن يسمحوا لقوات قسد بالاقتراب من السيطرة على ديرالزور، وأيضا رفض أهالي ديرالزور لذلك، لكن من السابق لاوانه الحديث عن ذلك».
وعن أهمية سيطرة «قسد» على مدينة الطبقة وأهمية ذلك من النواحي العسكرية يقول النقيب في «الجيش الحر» محمد العزو لـ «القدس العربي»: «تعتبر الطبقة بوابة لمدينة الرقة ومن يحكمها وسيكون له القول الفصل في معارك مدينة الرقة، وهذه السيطرة تؤكد أن التحالف ماض في التوجه لمدينة الرقة، وأنه سيتجاهل الأتراك والجيش الحر وهذا ما تعنيه معركة الطبقة فهي مفتاح للرقة».
وحول هذا الإنهيار للتنظيم في الطبقة يقول النقيب العزو «هناك عدة عوامل أدت لنهيار التنظيم في الطبقة منها عدم حشد التنظيم لعناصره بكثافة بل أعداد عناصرلا تتجاوز العشرات وفعل التنظيم ذلك لإدراكه بأن هذه المعركة ستكون استنزافاً له لذا فلم يزج بعناصره، والعامل الأخر والمهم هو كثافة ضربات التحالف التي تقدر بعشرات الضربات النوعية في بعض الأيام، وكذلك يدرك التنظيم أن هذا النوع من الإحتفاظ بالمدن التي ليست لها قيمة معنوية عنده هو هلاك ولا يجدي نفعاً، وعليه بات أكثر تخطيطا لحرب الإستنزاف ضد خصومه ماعدا معركة الرقة التي تعني لديه قيمة معنوية بعتبارها عاصمته سيصمد بها ويخوض حرب شوارع ضارية تزامنا مع اتباع إسلوب حرب العصابات الجديد في أعماله والكر لإرباك عدوه».
وأكد أن المعركة بعد الطبقة ستكون الرقة وستخسر قوات «قسد» مزيداً من الأرواح لأهمية المعركة بالنسبة للتنظيم «ستكون معارك قصد بتجاه الرقة بتغطية جوية وبرية للتحالف الذي تقوده أمريكا، ولكن ستكون معارك الرقة هي المعارك الأخيرة بالنسبة للتنظيم في هذه المناطق، وسنشهد خسائر لقوات قصد على أيدي التنظيم الذي جهز لمعركة الرقة منذ عامين تقريبا».
وفي هذا الصدد يقول القيادي المقرب من الجهادين أبو حمزة السوري لـ «القدس العربي»: «التنظيم استطاع أن يغير من أساليبه العسكرية بما يتناسب مع تلك الضغوط العسكرية عليه ولذا بات يبتعد أكثر عن الاحتفاظ بالمناطق، ورأيناه يكثف من هجماته التي تهدف لضرب الخصوم والإثخان بهم دون السيطرة البرية، والمهم عند التنظيم أنه يملك المناورة وتغير الخطط وفقا لتبدل الوقائع، علما أنه يعاني كثيرا في هذه الأشهر الأخيرة خاصة».
ويذهب القيادي إلى أن التنظيم يعيش آخر مراحل سيطرته على المناطق «تنظيم الدولة يمر حاليا بمرحلة الإنهيار المكاني إن صح التعبير، فمعركة الطبقة وغيرها وكيفية تعامل التنظيم معها يبين أن التنظيم يعي خطورة هذه المرحلة ويحاول تجنب المزيد من الاستنزاف فالضغوط عليه كبيرة».
سلطان الكنج