خليل الزاوية: لم نتلقَّ تمويلاً من بن علي وتصريحات شوكات تسيء لهيبة الدولة

حجم الخط
4

تونس -«القدس العربي»: نفى الوزير السابق والقيادي في حزب «التكتل» في تونس خليل الزاوية حصول حزبه في وقت سابق على تمويل خاص من الرئيس السابق زين العابدين بن علي، كما أشار إلى أن تصريحات الناطق باسم الحكومة خالد شوكات حول عودة بن علي تسيء لهيبة الدولة، وأشار من جهة أخرى إلى وجود اتفاق للاندماج بين حزبي «التكتل» و»التحالف الديمقراطي»، لكنه أكد أن هذه الخطوة لا تلغي مشروع «الجبهة الوسطية»، الذي قال إنه ما زال غير ناضج.
وقال في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات لم يحصل على أي تمويل من نظام بن علي، لكن الأمر الوحيد الذي تم هو أننا تقدمنا عام 2009 بطلب رسمي للحصول على تمويل عمومي لعقد مؤتمر للحزب، وهو حق مشروع لجميع الأحزب السياسية في البلدان الديمقراطية حيث تمول الدولة النشاط الحزبي، وتم منحنا قاعة عمومية من قاعات نادي الشباب والثقافة في تونس، إضافة إلى تمويل بقيمة 50 ألف دينار (25 ألف دولار) وهو مبلغ ليس بالقيمة التي تُموّل فيها المؤتمرات، كما أنه لا يمكن أن يساعد في تجهيز الحزب».
وأضاف «الأمين العام للحزب الدكتور مصطفى بن جعفر حافظ على استقلاليته دوماً، فعندما ترشح للانتخابات الرئاسية في 2009 منعه بن علي من ذلك، كما أن مؤتمر «التكتل» كان أول مؤتمر لحزب في تونس منح الفرصة للحديث لعدد من الأحزاب ومن بينها حركة النهضة التي كانت ممنوعة في تونس».
وكان النائب والقيادي في حركة «النهضة» محمد بن سالم اعتبر في تصريح سابق لـ«القدس العربي» أن تونس لا تتسع سوى لحزبين كبيرين يمثلان التيار الإسلامي والمنظومة القديمة، مشيراً إلى أنه لا مكان لتيار ثالث يردد أفكاراً يسارية على اعتبار أن الشيوعية «انتهت» في العالم، في إشارة إلى حزب «حركة مشروع تونس» الذي أسسه مؤخراً الأمين العام السابق لـ»نداء تونس» محسن مرزوق.
وعلّق الزاوية على هذا الأمر بقول «محمد بن سالم من الناس التي تدافع عن الاستقطاب الثنائي في تونس، وكما قلنا سابقاً: الاستقطاب الثنائي يساعد المنظومة القديمة وحركة النهضة، فنداء تونس كان يقول من يريد إسقاط النهضة فليصوت لنا والنهضة كانت تقول من يريد التصويت ضد المنظومة القديمة فليصوت لنا، ولكنهما لاحقاً اتفقا على تكوين حكومة مشتركة».
ومن جهة أخرى، فضّل عدم التعليق على تصريح جديد لـ بن جعفر، اعتبر من خلاله أن «حركة النهضة، التي كانت تقود الترويكا الحاكمة سابقاً، هي المسؤولة عن حالة الانفلات الأمني الذي تسبّب بتنامي ظاهرة الإرهاب في البلاد»، مشيراً إلى أنه لم يطّلع عليه.
وكان الناطق باسم الحكومة خالد شوكات أشاد بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي مستخدماً عبارات من قبيل «فرج الله كربه، وربي يرد غربته»، ودعا التونسيين إلى مسامحته والسماح له بالعودة إلى بلاده، مشيراً إلى أن بن علي يعيش أوضاعاً صعبة في مقر إقامته في السعودية، وهو ما اضطر لاحقاً رئيس الحكومة الحبيب الصيد إلى التأكيد بأن تصريحات شوكات مجرد «رأي شخصي لا يُلزم الحكومة».
وعلّق الزاوية على الأمر بقوله «هذه مسائل بهلوانية عوّدنا عليها خالد شوكات، فقط أود التذكير بأن شوكات قبل أن ينتمي لنداء تونس كان يدافع عن فوائد الشريعة في الدستور وكذلك كان يتحدث عن صديقه أبو عياض زعيم أنصار الشريعة، ثم انتمى لاحقا لحزب نداء تونس وأصبح ناطقاً رسمياً، وأعتقد أن تصريحاته الأخيرة التي تمنى فيها عودة بن علي تُضعف من هيبة الدولة وقيمتها لدى المواطنين، حتى أن رئيس الحكومة اضطر للتدخل لتوضيح الأمر».
وأكد من جهة أخرى أن حزبه يستعد للاندماج مع حزب «التحالف الديمقراطي»، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلام بشكل رسمي عن هذا الأمر قريباً، وأكد في المقابل أن هذه الخطوة لا تلغي فكرة «الجبهة الوسطية» التي يتشاور حزب «التكتل» مع بعض الأحزاب الأخرى حولها، مضيفاً «نحن نشتغل عليها لكنها ليست ناضجة بعد، ومن الضروري أن يتم إنضاج هذه المسألة على نار هادئة».

حسن سلمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Hassan:

    أحزاب الترويكا جميعكم سواء انغمستم في ما ترك بن علي من أموال وتقاسمتم ثمرة ثورة شعب تونس. والآن تعيشون تحت جبة النداء وكل يشير إلى أخطاء الآخر بعد أن دمرتم البلاد و أنهكتم العباد وكدتم تجعلون من تونس أفغانستان لولا أن وقف لكم أحرار تونس لما اعتقدتم أنكم امتلكتم الأرض بمن عليها. حقبة ” حكمكم ” لن ينساها الشعب التونسي وسيحاسبكم عما اقترفتموه.

  2. يقول مصطفي التونسي:

    في إعتقادي أن اليساري محسن مرزوق إنتهي سياسيا مثل الكثير من اليساريين الذين عملوا في حكومات الحزب الدستوري البورقيبي و حزب بن علي ،حزب التجمع …. أمثال أحمد بن صالح،الذي أراد تطبيق التعاضد في الستينات و الشرفي و البكوش ،وزير الخارجية السابق .. كل اليساريين من تعاون مع الحزب الدستوري لقوا حتفهم سياسيا، أو رمي بهم في غياهب النسيان …كل هذا ولم تعض بعد هؤلاء النخب اليساريين ، ولم يدركوا بعد أن عدوهم السياسي هو الحزب الحاكم وليس النهضة… فالتجربة تؤكد أن كل تحالف مع الحاكم لإضعاف وتهميش الإسلاميين تؤول لخيبة ونكسة وخسارة العديد من اليساريين المحترمة… فمتي يدرك اليسار أن عداؤهم الإديولوجي للإسلاميين هو خسارة لهم والرابح الوحيد هو الحزب الدستوري الذي طالما ما لعب ورقة اليسار ضدالإسلاميين ،والعكس صحيح، ليتفرد بالحكم طيلة 60 سنة !!!

  3. يقول Hassan:

    يا سي مصطفى،قفصة معقل اليسار ماذا جنت غير التهميش رغم أن التجمع قد عمل بهم.
    كذلك النهضة تحن إلى الحزب الإشتراكي الدستوري وذلك من خلال انصهارها في نداء تونس. لما كنت ضمن الشباب الدستوري سألني أحدهم من الإتجاه الإسلامي حينها هل تتقاضون راتبا قلت له لا مع علمه أن العمل صلب المنظمات الشبابية هو تطوعي وهو ما يدل على أن الإسلاميين هدفهم المادة أي المال وقد تبين ذلك لما وصلوا إلى الحكم بعد انقضاضهم على الثورة في حين أن اليسار بقي في التسلل وهو كذلك ما دامت المثالية الشيوعية طاغية على عقول معظم الذين ينتمون إلى يسار تطغى عليه الرأسمالية الإنتهازية الممولة من عرب تريد استخدامهم على غرار بن علي والحال أن صلوحيتهم قد انتهت.

  4. يقول مصطفي التونسي:

    يا سي حسان النهضة لم تنصهر في نداء بل هو تكتيك و مناورة إجباري، لسببين : 1ـ إنتظار مرور العاصفة وإنتظار الجو الملائم للقيادة نضرا لتكالب القوي الداخلية والخارجية ضد كل من له نفسا إسلامي والأمثلة كثيرة علي ما أقول ( الإسلاميون في الجزائر ، حماس، والإخوان في مصر)، 2ـ إعطاء درس في المعارضة لشق المناوئ لها من يسار و دساترة لتقول أن المعارضة لا تكون بالصياح والعويل في الفضائيات بل بالتوافق والعمل علي إرساء الديمقراطية… علما أنني لا أنتمي لأي حزب مع الشكر

إشترك في قائمتنا البريدية