مدريد – «القدس العربي» : حقق برنامج «سياتي دي: إل ديباتي ديثيسيبو»، أي السابع من ديسمبر:المناظرة الحاسمة، أكبر نسبة مشاهدة واستماع «الأوديما» لهذه السنة، والذي تم عرضه مباشرة على الساعة العاشرة ليلا واستمر أكثر من ساعتين تخللتهما استراحات وفقرات إشهارية .
والبرنامج بثته كل من قنوات «أنتينا تريس» القناة الثالثة التي تابعها حوالي 5 ملايين مشاهد و»لاسيكسطا» القناة السادسة التي عرفت نسبة أقل بأكثر من 4 ملايين متابع والقناة الإذاعية «أوندا ثيرو» أي الموجة صفر .
وحقق البرنامج الذي أنتجه القطب الإعلامي «أتريس ميديا» الخاص أعلى نسبة متابعة بحوالي 9 وربع مليون مشاهد ومستمع بعد أن حطمت الرقم الذي كان في حوزة فيلم «ثمانية أسماء باسكية» الذي سبق أن بثته مجموعة «ميديا سات» ولقاء كرة القدم بين أتليتيكو مدريد وريال مدريد.
وعرفت المناظرة الحاسمة مشاركة أمناء ثلاثة أحزاب إسبانية بالإضافة إلى نائبة أمين عام الحزب الحاكم، الذي أصر على أنه لن يخرج عن القاعدة والتي تجمع وجها لوجه رئيس الحكومة وزعيم المعارضة .
وحضر إلى استوديو البرنامج كل من أمين الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني بيدرو سانشيث وبابلو إيغليسياس رئيس حزب «بوديموس» (أي نستطيع) الذي يعد امتدادا للحركة الإحتجاجية التي عرفتها إسبانيا جراء الأزمة وألبرت ريبيرا عن حزب «ثيودادانوس» (أي مواطنون) بالإضافة إلى سريا ساينث سانتا ماريا عن الحزب الشعبي .
ولأول مرة تجري مناظرة رباعية في تاريخ الإنتخابات الإسبانية بعد صعود حزبين جديدين في الساحة السياسية وسيدخلان لأول مرة معترك الإنتخابات البرلمانية لتحديد رئيس الحكومة المقبلة.
والبرنامج الذي قدمه كل من أنا باستور وبيثينتي باييس وعرف متابعة إعلامية قبل وبعد انتهاء اللقاء ببرامج تقديمية وتحليلية شملت مختلف وجهات النظر وطريقة النقاش وتصرفات والمتدخلين .
وقبل بدء المناظرة تم مواكبة مسار المشاركين انطلاقا من وقت خروجهم المحدد من منازلهم وتثبيث كاميرات داخل سياراتهم حتى وصولهم إلى مقر الأستوديو وضم طاقم البرنامج حوالي 500 شخص وأكثر من 100كاميرا وسبعين ميكروفونا وتخصيص قاعة كبرى مخصصة لأنصار الأحزاب الأربعة.
وجمعت أول مناظرة تلفزيونية عرفتها إسبانيا بين الزعيم الاشتراكي الأسبق فيليبي غونثاليث وأمين عام الحزب الشعبي خوسي ماريا أثنار 1993 وقدمتها أيضا قناة أنتينا تريس.
ونشطت التعليقات على شبكات التواصل الإجتماع، سواء بالـ «فيسبوك» أو الـ «تويتر» وحققت أكبر نسبة من الإهتمام طيلة ليلة المناظرة، ولم يسلم فيها المرشحون، المتحاورون وقوفا فيما منضداتهم فقط لحفظ الوثائق التي أحضروها، من أسلوب السخرية، حيث تربص نشطاء شبكات التواصل بكل هنات وأسلوب وطريقة الكلام وعمد البعض إلى استعمال تطبيق»الفوتوشوب»، واضعين قيثارة كهربائية بين أيدي مرشح سيودادانوس لكثرة حركة الأيدي التي لازمته طيلة البرنامج في حين علق الآخرون على العرق الذي أصاب ممثل بوديموس، لأنه لم يرتد البدلة الرسمية، مثل المرشحين الآخرين، بل قميصا وسروال جينز واحتفاظه بقلم طيلة اللقاء، كما علقوا أيضا على خطئه في نطق شركة دولية بل وطالب البعض بتأسيسها وطلبه الهدوء وعدم التعصب من المشاركين والصحافيين وردهم عليه… فيما حضر ظل ماريانو راخوي، رغم غيابه وتمثيله بنائبته، حيث لم يسلم كذلك من السخرية طيلة اللقاء من طرف مرتادي الصفحات الإجتماعية فتارة يختبىء في جحر ويسأل عن انتهاء المناظرة وأخرى وراء مرشحته ومشاهداة الرسوم المتحركة برفقة زوجته في بيته.
وحسب أمين عام الحزب الإشتراكي العمالي فسبب الإقبال الهائل على القنوات التلفزيونية من طرف المرشحين يرجع إلى الأسلوب الذي اعتمده رئيس الحزب الحاكم وأغلبيته من خلال جعل البرلمان كفضاء للتصويت دون عقد ندوات ولقاء ات بين الأغلبية والمعارضة.. مما جعل السياسيين يبحثون عن الفضاء الإعلامي كمتنفس بل وأصبحوا يشاركون حتى في برامج الترفيه لتلميع صورهم والظهور على كونهم الأقرب إلى الشباب واهتمامتهم.
وحسب نشطاء الشبكات الإجتماعية والمهتمين بالشأن السياسي والإعلامي فقد عرفت المناظرة تقدم بابلو إيغليسياس على بقية المرشحين بل واعترف رئيس الحكومة بذلك عن طريق تغريدة له أذاعتها وسائل الإعلام الإسبانية، فيما أكدت الأحزاب السياسية المشاركة تقدم كل مرشح اتجاه الآخرين.
لكن المفاجأة هي تغريدة الفنان العالمي خوليو إيغليسياس، الذي اعتبر أن ما ينقص هذه المناظرة هو رئيس الحكومة الحالية ماريانو راخوي.. فيما كان رأي المتتبعين والجمهور على أن الغائب الأكبر كان هو حزب اليسار الموحد مما جعل علامات استفهام عدة تسأل عن تغييب حزب ألبيرتو غارتون، الذي حظيت تغريدته بأكبر نسبة متابعة وتعليق.
خالد الكطابي