غزة ـ «القدس العربي» : يرغب زعماء كبار في القارة الأوروبية في تقديم دعم حقيقي لإحداث تقدم في عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بسبب مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة، لكن الموقف العام في القارة لا يساعد على قيام الاتحاد الأوروبي بدور الوسيط الكامل بدلاً من الأمريكيين، وفق ما قال دبلوماسي غربي لـ «القدس العربي».
وأكد الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «الاتحاد الأوروبي لم يطرح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه الأخير بوزراء الخارجية في مقر الاتحاد في بروكسل، فكرة تقديم مبادرة سلام جديدة، برعاية الاتحاد، كذلك نفى أن يكون هناك «مخطط» فرنسي من هذا القبيل.
وكشف أن «الفلسطينيين يدركون عدم قدرة الاتحاد الأوروبي وفرنسا، على طرح أنفسهم حاليا كرعاة لعملية سلام شاملة في الشرق الأوسط، لعدة أسباب رئيسة، في مقدمتها الرفض الإسرائيلي المحتمل لهذا الأمر، وهو أمر تمثل في بدايات عام 2017، حين رفضت إسرائيل حضور مؤتمر باريس للسلام، خلال حكم الإدارة الأمريكية السابقة».
ومن بين العوامل التي تقيد طرح الموضوع، وفق المصدر «وجود دول أوروبية لها علاقات ومصالح كبيرة مع الإدارة الأمريكية، ما يمنعها من الدخول في مواجهة سياسية معها».
ورفضت إسرائيل في كانون الثاني/ يناير من عام 2017 المشاركة في «مؤتمر باريس الدولي للسلام»، الذي جدد دعم المجتمع الدولي لحل الدولتين، وقالت وقتها إن المؤتمر «يبعد فرص السلام»، وجاء الرفض لاعتراض تل أبيب على دخول أي وسيط آخر غير الأمريكيين.
البيان الختامي للمؤتمر، آنذاك، شدد على «ضرورة حل الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي»، وحذر من اتخاذ أي «خطوات أحادية الجانب تستبق نتيجة مفاوضات قضايا الوضع النهائي، ومنها قضايا القدس والحدود والأمن واللاجئين، وأدان النشاطات الاستيطانية.
وحسب الدبلوماسي الغربي «مباحثات الرئيس عباس الأخيرة مع ساسة أوروبا، ركزت على دعم القارة للتحركات السياسية الفلسطينية المقبلة، في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية لإدانة الاحتلال».
بين هذا التحركات «الانتماء إلى منظمات جديدة، وإدانة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية، حسب خطة فلسطينية أطلع الرئيس الفلسطيني الأوروبيين على بعض تفاصيلها، بسبب المواقف الأمريكية الأخيرة، التي قوبلت بقطع الفلسطينيين اتصالاتهم مع واشنطن».
وحصل عباس على دعم قوي من قادة الاتحاد الأوروبي لتوجهاته السياسية المقبلة في الأمم المتحدة، وهو أمر سيستثمره في تحويل الملف الفلسطيني بالكامل إلى المنظمة الدولية ومجلس الأمن في مرحلة لاحقة، بسبب عدم وجود وسيط وراع حقيقي للمفاوضات، بعد إصرار الإدارة الأمريكية على إخراج ملف القدس من مفاوضات الحل النهائي، بالاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل.
وخلال اجتماع عباس بوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أكد أن الطريق الوحيد للوصول إلى السلام هو من خلال المفاوضات، بـ «مشاركة وإشراف دولي»، وطالب دول الاتحاد بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، وجه رسالة للإدارة الأمريكية، بسبب سياستها الأخيرة، مشيراً إلى أنها ستبقى «خارج الطاولة» إذا ما أبقت قضية القدس خارج الطاولة، وكان يشير إلى مخطط السلام الأمريكي.
إلى ذلك، رفضت حركة «حماس» دعوة بعض المسؤولين العرب، لعودة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.
وقال القيادي سامي أبو زهري في الحركة أن الدعوة هذه تمثل «محاولة لتمرير قرار ترامب والتنازل عن القدس». وأكد أن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد لـ «مواجهة مخطط التصفية»، مشددا على ضرورة اتخاذ كل الاجراءات لتحقيق ذلك، وفِي مقدمتها وقف التنسيق الأمني، وتمكين المقاومة في الضفة ورفع العقوبات عن غزة.
كذلك، جدد أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، والقيادي في حماس، موقف حركته الرافض لـ «صفقة العصر».
وأوضح في خطبة صلاة الجمعة في أحد مساجد غزة، أن حماس لن تقبل كذلك بإقامة دولة في سيناء.
وأضاف أن «غزة بمقاومتها لن تمرر صفقة القرن بالتنازل عن القدس والتنازل عن حق العودة»، مطالبا الدول العربية والإسلامية بـ «وقف الهرولة نحو التطبيع» مع الاحتلال، كجزء من «صفقة القرن».
وأكد على «أهمية الامتداد والعمق الاسلامي والعربي للقضية الفلسطينية، وعلى خيار المقاومة الذي هو والطريق الوحيد والأقصر لتحرير الأرض واستعادة الحقوق»، ودعا الجميع للالتفاف حول هذا الخيار.
أشرف الهور:
الإنتداب البريطاني لفلسطين ثم تسليم فلسطين إلى إسرائيل جُرم يجب أن تعترف به بريطانيا ثم إثبات الحق الفلسطيني الذي على أساسة يجب إقامة دولة فلسطين على أرض فلسطين وعاصمتها القدس.
على عباس أن لا يضيع الوقت في البحث عن وسطاء جددد.عليه أن يعود للشعب ويتفق مع حماس على تنشيط الانتفاضة ووقف التنسيق الامني وافهام ترامب ان الشعب مستعد لأكل ما تنتجه الارض الفلسطينية ومستعد للتخلي عن مساعداته لأن فلسطين ليست للبيع.