الناصرة – «القدس العربي»: تشكك دراسة إسرائيلية إستراتيجية بقدرة روسيا ونظام بشار الأسد على إخراج إيران من سوريا، وتعتبرها القوة المهيمنة وتملي خطة ووتيرة قتال التحالف الداعم للنظام الحاكم على الأرض، وتسيطر على المعابر الحدودية بين سوريا وبين العراق ولبنان بل تحدد إعادة تنظيم مناطق ومجتمعات وفق معايير طائفية.
وتقول دراسة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، إن إيران تتمتع بتأثير حاسم أحيانا، على تحديد أولويات القتال أثناء المشاورات بينها وبين روسيا والأسد. وتنوه الدراسة أنها تعتمد على خطاب وتقديرات ناشطين وصانعي رأي عام في سوريا، وتم التثبت منها بواسطة وثائق وصور وشهادات ميدانية وتحليلات خبراء دون الكشف عن هويتهم وطبيعة عملهم.
وترى أن سير عمليات التحالف الداعم للنظام يجري على النحو التالي: «يصل أولا المستشارون الإيرانيون إلى منطقة، ويتحققون من الإمكانيات العملياتية واحتمالات النجاح باحتلالها. بعد ذلك يلتقون مع المندوبين الروس من أجل تنسيق القتال البري مع العمليات الجوية. وفي المرحلة التالية يتم إرسال القوات المقاتلة – قوات النظام والميليشيات الشيعية تحت قيادة إيرانية – إلى العملية العسكرية وتتم محاصرة وعزل المنطقة التي سيتم تحريرها، فتبدأ العملية العسكرية بضربات جوية تنفذها القوات الجوية الروسية والسورية، إلى جانب إطلاق نيران مدفعية ثقيلة. بعد «تليين» مواقع المتمردين، تتوغل القوات البرية وتحتل المنطقة وفي موازاة ذلك تجري مفاوضات حول اتفاقيات استسلام، بقيادة روسيا، مقابل قيادة المتمردين».
وتزعم الدراسة أنه حسب المفهوم الإيراني، فإنه مطلوب الدمج بين عدة محاور عمل، من أجل الحفاظ على نظام الأسد، وهو أداة مركزية في التأثير الإيراني، إلى جانب السيطرة الجغرافية والأدواتية في سوريا، كمرحلة نحو السيطرة على ما تسميه «الهلال الشيعي» وإنشاء ممر بري يربط إيران بالبحر المتوسط».
وعددت الدراسة هذه المحاور وأولها محور «العمود الفقري» لسوريا الذي يتشكل من المدن المركزية في وسط وشمال البلاد ويتركز فيه معظم السكان ومراكز الحكم والاقتصاد. والثاني هو محور التواصل الإقليمي، حيث تعمل إيران على السيطرة على مناطق تضمن تواصلا جغرافيا بين هذه المناطق والبحر المتوسط. والثالث هو المحور اللوجستي المتمثل بالتزويد المركزي من إيران إلى سوريا عبر العراق، ومن ثم إلى لبنان. والرابع هو المحور التجاري، وستتم إعادة فتحه بعد أن أغلق لسنوات، ويمر في «العمود الفقري» من شمال سوريا إلى جنوبها، والطريق الدولي من تركيا إلى الأردن عبر سوريا ومن ثم لدول الخليج، بهدف ترميم اقتصاد سوريا ويرفع جزءا من العبء الاقتصادي عن إيران».
كذلك تستعرض الدراسة الإسرائيلية مبنى القوة العسكرية الإيرانية داخل سوريا كالتالي:
فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيرانية في سوريا، ويتراوح عدد أفراده بين 2000 و 5000 مقاتل، وقوات الدفاع الوطني السوري، وهي ميليشيا أنشأتها إيران وموّلتها وسلحتها، في بداية الأزمة السورية وعندما كان جيش النظام على وشك الانهيار، وتشمل 90 ألف متطوع سوري من الطائفتين العلوية والشيعية بالأساس ومن طوائف أخرى. كذلك قوات الدفاع المحلية، وهي وحدات بوليسية تعنى بمجال الحراسة والإدارة المدنية للميليشيات المحلية، ويبلغ عدد أفرادها قرابة 50 ألفا. وهناك أيضا ميليشيات شيعية من أفغانستان وباكستان، وقد جندت إيران أفرادها – ما بين 10 إلى 15 ألفا – وهذه قوة هجومية مركزية ضد المعارضة المسلحة. وهناك حاميات شيعية، أفرادها من العراق ولبنان، تفعلها إيران كقوات تدخل سريع في مناطق القتال، ووصل عدد أفرادها إلى حوالي 30 ألفا. وتضيف الدراسة طبعا حزب الله الذي تتراوح أعداد قواته ما بين 4000 إلى 9000 مقاتل. يضاف لكل هؤلاء مرتزقة، لبنانيون وعراقيون، لا ينتمون إلى الميليشيات المختلفة المذكورة أعلاه، ويعودون إلى موطنهم بعد تنفيذ مهمات.
وتدعي الدراسة إن إيران ليست معنية بأن تسيطر بشكل علني في سوريا، وإنما أن تعمل وتؤثر من وراء الكواليس، وخلال ذلك دس القوات الموالية لها في دوائر الحكم المدنية والعسكرية في الدولة. ولذلك، فإنه من الصعب تقدير عدد الوكلاء الإيرانيين في سوريا بشكل دقيق ووفقا لتقارير عديدة في وسائل الإعلام السورية، وخاصة في المواقع الإلكترونية للمعارضة وشبكات التواصل الاجتماعي، فإن القوات الأجنبية، حزب الله والميليشيات الشيعية، تشارك في القتال في جنوب سوريا، فيما هم يرتدون الزي العسكري السوري». وتابعت أن إسرائيل، التي تحظى بتفوق استخباراتي في سوريا، لا تبرز حتى الآن كشف وجود وكلاء لإيران والقوات الموالية لها في جنوب سوريا. ويبدو أن إسرائيل تقدر أن هذه القوات لا تشكل تهديدا حقيقيا عليها، على الأقل في الفترة القريبة المقبلة، وتركز على منع تمركز قدرات إيرانية مهمة – صواريخ، قذائف صاروخية، طائرات مسيرة، منظومات دفاع جوي وأسلحة متطورة – في سوريا.
وترجح الدراسة أن إسرائيل تعتمد في هذه المرحلة على أن روسيا ونظام الأسد سيهتمان بإبعاد قوات الحاميات الإيرانية عن حدودها، عندما يدركان أن التدخل الإيراني المتزايد وتوغلها إلى القوات السورية المحلية يقوض عمليا سيادة النظام». وتخلص الدراسة للقول إن ثمة شكا في ما إذا كان لدى روسيا والأسد القدرة الفعلية على إبعاد الوجود الإيراني عن الأراضي السورية، خاصة على ضوء اندماج ضباط إيرانيين ومقاتلين شيعة في القوات المحلية. وفي هذه الحالة، فإن خيار مهاجمة الوكلاء الإيرانيين سيكون بيد إسرائيل حتى بعد أن يستكمل الأسد سيطرته على الجزء غير المحتل من هضبة الجولان السورية.
وننتظر الدراسة العربية
مخابرات اسرائيل في سورية وطائراتها تصول وتجول ولا يزال المجرم ابن المجرم بشار الكيماوي بائع سورية يتحدث عن المقاومة والممانعة. كل انظمة طغاة العرب كانت تتحدث عن القوس الشيعي منذ اكثر من عقدين ولم يفعلوا شيئا لاستدراك الامر بل على عكس ذلك دمروا العراق حصن العرب الشرقي كي يتم لايران ما تبحث عنه منذ عقود