تعرّضت رواية السلطات الرسميّة التونسية، حول أحداث مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا، لتفنيد حول ثلاث نقاط: الأولى، هي إعلانها علمها المسبق بخطة المسلحين للهجوم على المدينة، والثانية، هي أن أولئك المسلّحين كانوا بصدد إعلان «ولاية» أو «إمارة» لتنظيم «الدولة الإسلامية» في تونس، والثالثة، هي أنهم انطلقوا من جامع في المدينة.
فإعلان السلطات علمها المسبق كان يستوجب التحرّك قبل أن يبدأ الهجوم وليس بعده. فبذلك كانت ستحقن دماء العديد من رجال الأمن والمدنيين الذين سقطوا قتلى وجرحى خلال المعركة، كما كانت ستحفظ ماء وجهها من خلال القبض على مدبّري الهجوم. أما القول بانطلاق المسلحين من جامع في المدينة فهو للدلالة على الطابع التونسيّ للحدث، وبالتالي فإن إغلاق الحدود مع ليبيا سينفي هذا الطابع المحلّي للإرهاب، ويستلزم، بالتالي، رؤية مختلفة للتعامل مع القضية.
أما الحديث عن «ولاية»، بحسب تصريح الرئيس قائد السبسي، أو «إمارة»، بحسب تصريح رئيس الحكومة الحبيب الصيد، فهو قد يكون تضخيماً للحادث ومبالغة في توصيفه. لكنّه، مع ذلك، لا يخرج عن إطار تفكير «الدولة الإسلامية» وطرق اشتغالها. وبالتالي فالاجتهاد في التوصيف صحيح ولكنه يرفع سقف الممكنات ويقرّ، بطريقة غير مباشرة، إمكان إفلات قبضة السلطات التونسية في تلك المنطقة الحدودية، مما يجعل السيناريو العراقي، في الموصل، والسوريّ في الرقّة، والليبي في سرت (والحوثيّ في اليمن، و«حزب الله»في لبنان؟) أمراً قابلاً للتفكير به، ما دامت السلطات التونسية نفسها هي التي طرحته. فتونس هي التي بدأت مسلسل الثورات العربية، وثلاث من تلك الثورات أدّت إلى صراع مسلّح أنتج فراغا أمنيا هائلا استغلّته التيّارات المتطرفة وبنت عليه دويلاتها.
يتناقض هذا كله مع المنافحة الكبيرة عن «الاستثناء التونسيّ»، الذي أخرج رأس النظام السابق وفتح الباب لتداول سلميّ للسلطة، وهو ما مكّن الدولة التونسية فعلياً من النجاة من مصير شقيقاتها الدمويّ. وهو، أيضاً، ما يجعل من سيناريو «إمارة بن قردان» أمراً غير قابل للتحقيق، ولو أنّه لم يحصّن البلد، كلّية، من أحداث خطيرة جدّاً، لعلّ هجوم بن قردان، أكثرها تهديدا لـ»الاستثناء التونسي» ذاك، كما لم يمنع ظهور وانتشار تشكيلات إرهابية تونسية. ورغم أنها لا يمكن أن تقارن أبداً بما حصل في باقي البلدان العربية المنكوبة، فإنها لا تنفكّ تبرهن على وجود أزمة بنيوية مستعصية عربية عابرة للحدود، ولا عاصم من تيّارها الجارف غير الاستمرار في التجربة التونسية وليس الانقلاب عليها ومعاودة الاستبداد الذي هو أحد أسباب هذه الأزمة.
المواجهة الأردنية مع أشخاص كانوا يتأهبون، بحسب رواية السلطات، لهجوم دمويّ على أهداف مدنية وعسكرية، انتهت بمقتل ضابط أردني وسبعة من مناصري «الدولة الإسلامية». وهي المعركة الأولى التي تخوضها الأجهزة الأمنية مع هذه الجماعة داخل الأردن، وتحيل، كمعركة بن قردان، إلى مواضعات متشابهة. فموقعها هو حيّ فقير وهامشي على أطراف مخيم إربد للاجئين الفلسطينيين. وهو ما يحيل إلى العلاقة «الغذائية» بين التطرّف الإرهابيّ وعناصر الفقر والتهميش والإقصاء. كما يحيل إلى الحالة «الحدودية» لإربد المحاذية لسوريا، الغارقة، كما ليبيا، في دوّامة العنف.
أحد أهم الدروس، التي تجمع بين الحدثين الأردني والتونسي، هو محلّية المنفذين في البلدين. وهو ما يعني وجود حاضنة اجتماعية وسياسية أردنية وتونسية. ولا تنكر مساهمة الاستعصاءين السوريّ والليبيّ في تأجيج هذه الحالة، لكنّ جذورها موجودة في البلدين اللذين كافحا، كل بطريقته الخاصة، موجة العنف، ولكنّهما لم يتمكنا فعلياً، من علاجها.
الحلول الأمنية، ضرورية وناجعة حاليّاً. لكن الأزمة أكبر بكثير من أن تحلّها أجهزة الاستخبارات.
رأي القدس
داعش صناعة مخابراتية يإمتياز، لتفكيك الدول والإنقلاب على الثورات التي نادت بإسقاط الطغاة لتمسك الشعوب بزمام أمرها، لكن “المسؤول الكبير” بالعالم أراد غير ذلك حيث سخر لها المال والأرض والنفط وأداوت بشرية مفعول بها وأعلام سوداء للدلالة على أن الشعوب التي قامت بثورات الكرامة في تلكم الدول تقول لهم أيامكم سودة كالأعلام المرفوعة (عامل نفسي )، لكن الله غالب على أمره. وهؤلاء ليسوا من أهلنا ومن طينتنا هؤلاء أدوات المستعمر لا وفقهم الله.
تسلسل أحداث في تونس
بالضبط بعد أن ألقت هيئة الدفاع في قضية اغتيال البراهمي ندوة صحفية قالت فيها أنها سيتقاضي علي العريض وبن جدو…. وقع قصف محل سكن تونسيين بصبراته الليبية ……عنوان القصف كان مقتل مدبري عملية سوسة وباردو…. كذلك بالضبط بعد أن ألقت زوجة المرحوم بلعيد بسمة الحلفاوي ندوة صحفية …وقعت عملية القصبة أين هاجم عدد من نقابة الأمن مقر الحكومة بالقصبة ثم بعدا وقعت أحداث بن قردان هل هذا التسلسل للأحداث صدفة أم مدبرة
طبعا قصف سكن التونسيين بصبراته لم يحقق نجاح سياسي و لم يلقي ترحاب من طرف التونسيين رغم مزاعم موت منفذي عملية سوسة
مظاهرة الأمنيين بالقصبة تلقت نقد لاذع من المجتمع التونسي
بعد كل هذا جاءت بن قردان هل هناك من أراد أن يقوي في الجرعة
داعش وبقية الإرهابين من نصرة والطائفين عصائب أهل والحوثيون لا يقتلون سوا مواطنيهم وكلهم يعيشون حول فلسطين فهل قتلوا قملة إسرائيلية خلال خمس سنوات من قتلهم للشعوب العربية .
ما الذي يجعل شابا في مقتبل العمر ينخرط في مجموعة ارهابية و يتلذذ بقتل اخوانه بكل وحشية أو يصل به الأمر الى تفجير نفسه ؟ هل هو الايمان المطلق و الحرص الشديد على نيل الشهادة و دخول الجنة ؟ هل هو الحقد على من سلبوه حريته و حرموه من كسب قوته و تكوين أسرة كبقية البشر ؟ أسئلة كثيرة تحتاج الى أجوبة ضافية و شافية من أطباء نفسانيين و علماء اجتماع.. قد يرتاح الأب عندما يلاحظ أن ابنه اختار الطريق السوي فيؤدي واجباته الدينية و يبتعد كليا عن المحرمات و البوبقات لكن يبقى هاجس التطرف الديني الذي يؤدي الى الحقد على الآخرين يلازمه .. انها معادلة صعبة يعيشها الوالدان..
لا اعتقد ان الفقر و التهميش له علاقه في الموضوع فا معظم اعضاء داعش ميسورين الحال و تعليم عالي جدا من اطباء و مهندسين و حتى فنانين كبار و مبرمجين كميوتر و كمثال اسامه بد لادن و ايمن الظواهري طبيب و الغدادي يحمللا الدكتوراه و غيرهم من شباب اروبا الغير محرومين من اي شى تحليلكم غير صائب هذا المره