اسطنبول ـ غزة ـ الناصرة ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال وأشرف الهور ووديع عواودة: عاد التوتر مجددا إلى العلاقات التركية – الإسرائيلية، وهذه المرة بسبب أزمة القدس والمسجد الأقصى، التي افتعلتها سلطات الاحتلال بتركيب بوابات إلكترونية ومن ثم إزالتها لتنصب كاميرات ذكية لمراقبة الداخلين إلى الأقصى. وصعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي الوضع أكثر في المدينة المقدسة بإصدار تعليماته بإخضاع الداخلين إلى التفتيش الجسدي.
في غضون ذلك أكدت القيادة الفلسطينية رفض العودة إلى الأقصى قبل إرجاع الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 14 يوليو/ تموز الحالي. ودعت إلى «جمعة غضب 2» والصلاة في الميادين العامة، رغم إزالة كاشفات المعادن أيضا كما زعم أمس.
من جانبها دعت فصائل العمل الوطني والإسلامي، لإقامة صلاة الجمعة غدا في الميادين العامة، وإلى النفير العام، ومظاهرات تصعيدية ضد الاحتلال في كل فلسطين نصرة للأقصى.
وجاءت الدعوة في ختام لقاء فصائل العمل الوطني والإسلامي، أمس، في مكتب نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، وبحضور أعضاء مركزية فتح جمال المحيسن وتوفيق الطيراوي.
ويواصل المرابطون في محيط الأقصى اعتصامهم لا سيما عند باب الأسباط، رغم الاعتداءات المتواصلة من قوات الاحتلال، التي أدت الليلة قبل الماضية إلى إصابة العشرات، من بينهم صحافيون.
واعتبرت إسرائيل ما جاء في خطاب الرئيس في افتتاح اجتماع القيادة تحريضا ودعوة للقتال، بينما تعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى هجوم في وسائل الإعلام الإسرائيلية على تعامله مع الأزمة من ألفها إلى يائها.
وتجدد التراشق الكلامي وتبادل الاتهامات بين أنقرة وتل أبيب. وهاجم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ايمانويل نحشون تصريحات للرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال فيها إن إسرائيل تسعى لسلب المسجد الأقصى من أيدي المسلمين. وطالب أنقرة (الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي) بـ «الالتفات إلى شأنها الداخلي وعدم تدخلها بالقدس والأقصى». وبرر المسؤول الإسرائيلي ذلك بأن « أيام الإمبراطورية العثمانية قد ولّت منذ زمن بعيد»، زاعماً أن القدس «عاصمة الشعب اليهودي».
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حسين مفتي أوغلو، هجوم نحشون، واصفاً تصريحاته بـ»الوقحة». وقال «ندين التصريح الوقح الذي أدلى به المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية فيما يتعلق بالمسائل التي تطرق لها رئيس الجمهورية حول آخر التطورات الجارية في الحرم القدسي الشريف». ودعا إسرائيل إلى إزالة جميع القيود عن الحرم القدسي الشريف، واحترام حرية العبادة فيه.
واعتبر الرئيس اردوغان أن إزالة إسرائيل لبوابات التفتيش الإلكتروني المسيئة للمسلمين في محيط الأقصى، «خطوة صحيحة لكنها غير كافية». وأضاف «لا يمكننا تحمل إغلاق الأبواب في وجه المسلمين القادمين لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى». وأوضح أن «الذين ينهالون على بلادنا بالانتقادات كلما سنحت لهم فرصة يلتزمون الصمت المطبق حين يتعلق الأمر بفلسطين والقدس». وأكد أن الدفاع عن عزة وشرف المسجد الأقصى هو مهمة العالم الإسلامي بأسره، وليس فلسطين فحسب.
وأرجع الرئيس أردوغان في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية في المؤتمر الإسلامي العالمي للتعليم العالي، المنعقد في المجمع الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة، أمس، قوة الحكومة الإسرائيلية إلى تشتت المسلمين، واتهمها بالعمل على تغيير الهوية الإسلامية في القدس.