دمشق ـ «القدس العربي»: أدلة باتت تؤكد أن المخطط الإيراني، يقوم على تأمين المناطق التي تقع ضمن ما يسمى «سوريا المفيدة» سواء من الناحية العسكرية أو من الناحية الديموغرافية، والتي تضم الساحل السوري، وكلا من محافظتي حمص ودمشق. وبرز في هذا الصدد التهجير القسري واستملاك العقارات والأملاك في تلك المناطق التي أشار إليها بشار الأسد في إحدى خطاباته أمام جمهوره الموالي العام الفائت، حين قال «هناك مناطق تتمتع بأهمية أكثر من مناطق أخرى»، وأشار الأسد بذلك إلى أن المناطق «الأكثر أهمية»، هي المناطق التي تقع ضمن سوريا التي تسعى إيران للحفاظ عليها.
وبعد أن شكل محيط دمشق لحقبة طويلة، عقبة أمام إيران في استكمال مخططها، إلا أنه بات اليوم شبه جاهز لرسم الخريطة الجديدة، وخاصة عقب نجاح مخطط التهجير القسري، وطرد السكان الأصليين لحوالي سبع بلدات، فضلا عن اعتقال الألوف من معارضي النظام في تلك المناطق، واختفاء أثرهم بشكل نهائي، واستملاك عقاراتهم وبيتوهم، من قبل الأفرع الأمنية، والميليشيات الشعبية، بتهمة أن تلك العقارات تعود بملكيتها لـ «لإرهابيين». واطلعت «القدس العربي» على روايات الأهالي في حي دمر الدمشقي، الذي تسيطر عليه قوات النظام، مع عدد من المجموعات المسلحة التي يمولها رامي مخلوف وغيره من كبار رموز النظام، والذي يعتبر من أوائل الأحياء الدمشقية التي خرجت فيه مظاهرات مناوئة للنظام عند اندلاع الثورة، وبات الوقت حليفا لقوات بشار الأسد للانتقام من ثورة الأهالي في تلك المنطقة.
بدأت عصابات الأسد والميليشيات المساندة له من متطوعي الدفاع الوطني وكتائب البعث والبستان والميليشيات الشيعية في حي دمر باتباع أسلوب جديد للتشبيح والسرقة من الأهالي، وهي مصادرة الأملاك من بيوت ومحال تجارية، وعقارات وغير ذلك من هذه الممتلكات التي تعود للثوار أو حتى المتعاطفين مع الثورة، وخاصة تلك التي تعود للمعتقلين ممن تمت تصفيتهم في الأفرع الأمنية، وخاصة الفرع 215 «سيء السمعة»، هكذا قال الناشط الإعلامي «عماد أحمد « في حديثه مع «القدس العربي» شارحا ما يعانيه الحي من سلب واستملاك أمام أعين الأهالي دون القدرة على تحريك ساكن حسب وصفه.
وأضاف «أنا شاهد على تصفية معتقلين مدنيين في سجن النظام، ممن قرر الأخير حاليا استملاك عقاراتهم، من بيوت ومحال تجارية، وأخبرت أذرع النظام في الحي بعض المستأجرين في تلك العقارات بأن العائدات ستتحول إلى أفرع النظام ورجالاته».
قصة الشاب العشريني أكدها عضو المجلس المحلي لحي دمر، أوس الأموي حيث قال في تصريح لـ «القدس العربي» أنه خلال الأشهر القليلة الفائتة قد سجل المجلس أربعين حالة لاستملاك العقارات، حيث تم تغيير مالكها بشكل إجباري، دون الرجوع إلى السندات وأوراق الملكية، وذلك بإشراف قادة المجموعات المسلحة الرديفة لقوات النظام، ومنها كتائب البستان التي يمولها رامي مخلوف المقرب من رأس النظام السوري بشار الأسد ويقودها «علي أبو دراع» وكتائب البعث بقيادة شادي البلوداني ومتطوعو الفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد، وميليشيات الدفاع الوطني بقيادة سمير أبو دراع، وغيرها.
وقال مصدر أهلي من أبناء حي دمر الدمشقي إن معظم عائدات تلك البيوت التي وضعت أفرع المخابرات يدها عليها، تعود لعائلات المعتقلين وأبنائهم اليتامى، حيث يتراوح عدد المعتقلين الذين تمت تصفيتهم جميعا في سجون النظام نحو 1000 معتقل، وبات في الحي قرابة الـ 3000 يتيم، وما يزيد عن 700 أرملة» جميعهم قد سلبت أرزاقهم وبيوتهم بتهمة الإرهاب» حسب قوله.
هبة محمد
بانت دمشق، فوطني اليوم عليل
والفجر تفجر بشفق مدمى
على جفن طفل قتيل
أزاهير نيسان في غوطتنا تبكي
أنا انت، أنت أنا
عن ماذا نحكي
عن الخنجر المسموم في الخاصرة
واعرباه، واغرباه
لا ناصر ولا ناصرة
نكابد شوق جلق
في اللاهنا مهجرين
الكبد مفري
وفي القلب أنين حنين
تعالوا نحن لأول منزل
وإليه نجد المسير
يصرخ فينا الرمح
تعال نقتسم الخبز والرمح
لم ننس أول عشق
لن ننسى آخر عشق
عشق الحبيبة دمشق
صراحة أخبار مزعجة. أليس من نهاية لهذه الحرب القذرة.