الأصابع
اصابعي التي كانت
ترسل الحرب للجريدة
امتلات بالقتلى
ولا طعم لها في السرير
الأصابع التي تعبر النهدين
في الليل
هي نفسها التي تطلق الرصاص
وتكتب التقارير
وتفتح ابواب السجون
أصابعي التي تركت بصماتها
على حافلة
قرب حديقة الزوراء
وعلى بندقية صدئة
في معسكر الرشيد
امتلاتْ بالثلج
بحروف
لاتجيد الكتابة من اليسار
حين تركت العراق
دمعة بجيب القميص
واخرى في اسفل القلب
وجواز سفر انتحرتْ به العائلة
وعبرنا الحدود
ومنذ ذلك اليوم
والرصاص يتجول بيننا
يقتحم غرفة النوم
يغطي أوراق الجرائد
ويسبقني إلى البار
في الليل
بغداد
جسورها في الكتب المدرسية
وقتلاها أرقام في الجريدة
وكل من زارها ارتدى السواد
في الحلم زرتها مرة
فرأيت صديقا
يشرب الدمع في استكان الشاي ويبتسم
ورأيت غرابا يغطي النجوم بجناحيه
ورأيت مقبرة
في ساحة الميدان,
أين الشعراء اين الصور يافيروز
و هذا دجلة
على نقالة يغفو
, محاصرا بالجند والأمنيات
وحين عبرت الجسر إلى الرصافة
بصقت بوجهي نقطة التفتيش
, وأيقظتني طلقة في الراس
أولاد الزانية صفقوا للانكليز
لماذا كل هذا الرصاص
فوق دجلة
لماذا امتلا القلب بالتماثل
وازدهرتْ بين اصابعي
عجلاتهم العسكرية
أولاد الزانية صفقوا للانكليز
اتذكرهم
واحدا
واحدا
القلب
لقد امتلأ القلب بالنفايات
والزجاحات الفارغة
والبلاد
تبتعد عن حياتي كل يوم
الاصدقاء ايضا
في العواصم يبتعدون
فلا صدى للفرات بين السطور
ولا سرير يتجه
نحو القلب
عطر
امتزج عطرها في ثيابي
وهي تفتح أزرار حياتي
بقبلة
على حافة القميص
في تلك الليلة
كان القمر
يبصق على حياتي التي هناك
رفقة
السيكارة
وهي تطلق على حياتي الرصاص
كل يوم
اعشقها
كما لو انني مع امراة
عيد الحب
حين اهديتها وردة حقيقية
كان العالم
يرتجف حولي
والثلج يزحف نحو القلب
الحياة
لنقترح اسما جديدا لهذي الحياة
حديقة حيوانات مثلا
احساس
كل يوم
وانا احمل كيس النفايات إلى الحاوية
كاني احمل
حياتي إلى الوطن
احمر الشفاه
لا اعرفها
وبعد الكاس الثالثة
اقتربتْ من حياتي
واصطدمتْ بالطاولة
اصابعها باردة
والخمرة اقتحمت المكان
سكارى كنا
بين زجاجتين ومقدحة
واحمر الشفاه
لوث قميصي الجديد
واختلط الليل بالفوضى
والدموع
شاعر عراقي
علي حبش