دمشق – «القدس العربي»: تحدث مصدر مسؤول من وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» عن تحضيرات مكثفة يجريها كل من وفد النظام ووفد المعارضة الموحد، وعن نقاش غير مباشر يتم بواسطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا في جنيف، لتحديد الاطار العام الناظم للمفاوضات المباشرة المرتقبة بين الوفدين الممثلين للمعارضة السورية والنظام بهدف «كسر الجدران» القائمة بينهما.
ووفقا للمصدر فإن وفد المعارضة سلّم يوم أمس دي ميستورا رداً مشتركاً باسم الوفد المفاوض في جنيف، على مجموعة نقاط كان المبعوث الاممي قد طرحها أمس، تتلخص في بحث المبادئ المؤسسة للدولة السورية، وعملية الانتقال السياسي، وتحديد نقطة بدء المفاوضات ومحاورها الأساسية، والتركيز على المرحلة الانتقالية وكل متعلقاتها من إنجاز العملية الدستورية والانتخابية، وذلك خلال لقاء مطول جمع المبعوث الاممي مع وفد المعارضة، وناقش المجتمعون 12 بنداً كنقاط مبدئية وتسلموا بدورهم مجموعة ملفات ستطرح على طاولة المباحثات اليوم الجمعة مع دي ميستورا.
وقال المصدر «يجري نقاش غير مباشر مع وفد النظام، فنحن في غرفتين متجاورتين ولكن المبعوث الدولي يتنقل بين الوفدين».
وفي المقابل نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر قريب من منظمي محادثات جنيف أن وفد النظام سيغادر جنيف في الـ2 من ديسمبر/كانون الأول الحالي لإجراء مشاورات، وقال المصدر ان وفد الحكومة سيغادر غداً السبت، إذ توجد لديه تعليمات بالمغادرة قبل الـ2 من ديسمبر/كانون الأول القادم، وفي دمشق سيتخذ قرارا حول احتمال عودته إلى جنيف في الأسبوع المقبل، فيما ينوي وفد المعارضة السورية الموحد البقاء في جنيف حتى الخامس عشر من الشهر الحالي.
ملف المعتقلين
من جهة ثانية نظمت مجموعة مؤسسات مدنية عدداً من الملفات التي تجري مناقشتها في اجتماعات جنيف لغرفة منظمات المجتمع المدني، وتلخصت في التأكيد على أهمية الإفراج الفوري عن المعتقلين والمخطوفين لدى أطراف النزاع كافة في سوريا، والتأكيد على أهمية إلزام الجهات المُعتقِلة ( نظام الأسد وفصائل مسلحة) بكشف ما لديها من معتقلين، والزامها بفتح مراكز الاعتقال أمام الجهات الدولية المختصة للاطلاع على أوضاع المحتجزين في تلك المراكز.
المحامي ميشال شماس عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، والمهتم بقضايا حقوق الإنسان من جنيف قال في تصريح لـ«القدس العربي» ان المباحثات تهتم بالتأكيد على أهمية الوقف الفوري لعمليات القتل في مراكز الاعتقال، وأهمية المحاسبة لمرتكبي جرائم الحرب وضد الانسانية، لاسيما في مراكز الاعتقال، مضيفاً انه من المقترحات المطروحة في جنيف اليوم ضرورة التدخل الإسعافي من قبل المجتمع الدولي لوقف عداد القتل اليومي في السجون لدى كل أطراف النزاع في سوريا، وإنقاذ من تبقى على قيد الحياة من المعتقلين والمخطوفين، إضافة الى ضرورة الإسراع في إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب في سوريا على غرار محكمة يوغوسلافيا الخاصة.
هبة محمد: