لندن ـ «القدس العربي»: غابت أصداء ذكرى مرور خمس سنوات على ثورة 25 يناير عن وسائل الإعلام التقليدية والرسمية في مصر، وبدا واضحاً أن القنوات التلفزيونية المؤيدة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي تحاول تجاهل المناسبة، في الوقت الذي ضجت فيه المواقع الالكترونية بالحديث عن الثورة، إضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي التي عكست اهتمام المصريين بها، فضلاً عن إطلاق العديد من الدعوات للنزول إلى الشارع مجدداً.
وتجاهلت أغلب القنوات التلفزيونية المناسبة، فيما تناولتها قنوات أخرى على استحياء، وحاولت العديد من برامج الــ»توك شو» الموجهة الدعوة لعدم النزول إلى الشارع في الذكرى، في الوقت الذي استنفرت فيه أجهزة الأمن المصرية خلال المناسبة تحسباً من أحداث واحتجاجات ضد النظام الحالي الذي يعتقد الكثيرون أنه امتداد لنظام مبارك الذي انتفض المصريون ضده في الخامس والعشرين من يناير 2011.
وانشغلت العديد من القنوات المؤيدة للسيسي خلال الأيام التي سبقت المناسبة في دعوة المصريين إلى عدم النزول إلى الشارع من أجل الاحتجاج في ذكرى الثورة، حيث خصصت برامج ووجهت كلمات ضد الدعوات التي انتشرت على الانترنت من أجل النزول ضد السيسي في الذكرى.
دعوات لعدم النزول
وخرج الصحافي المصري المعروف مصطفى بكري على قناة «صدى البلد» المملوكة لأحد رجال الأعمال المقربين من نظام الرئيس المخلوع مبارك، يدعو المصريين إلى تجاهل دعوات النزول إلى الشارع، واعتبر أن هذه الدعوات «تستهدف مصر»، وأضاف: «تعاملوا مع مصر كقطعة كرتونية يجب إشعال النار فيها، لكنهم لم يدركوا أنهم يشعلون النار في قلوبنا، لكننا في المرصاد.. يوم 25 يناير كما نحتفل بانتصارنا على المؤامرة، انتصار الشعب مع الجيش وحماية الدولة، ووقف المؤامرة، نريد هذا العام أن نحتفل مع الشرطة المصرية في عيدها».
ودعا بكري المصريين لاحياء ذكرى الخامس والعشرين من يناير بتكريم الشرطة المصرية، مطالباً بأن «يخرج كل مصري إلى أقرب شرطي أو مركز أمني ويقدم له وردة في هذه المناسبة، ويقول له أننا معاك»، وأضاف: «أنا أدعو كل منظمات المجتمع المدني، وشباب 30 يونيو، والشباب الشريف في 25 يناير، وكل المحترمين من أبناء الوطن الغالي، والأحزاب والاتحادات ومجلس النواب إلى تقديم وردة لكل شرطي.. عايزين نقول للشرطة المصرية إحنا معاكم، إحنا وراكم وفي ظهركم».
أما قناة «العاصمة» المقربة من نظام السيسي فاستضافت متحدثين عن الشرطة المصرية وأجهزة الأمن التابعة للنظام، حيث قال المقدم أحمد الحداد إن «الشرطة لم تنسحب يوم 25 يناير 2011، ولن تنسحب في أي 25 يناير مقبلة»، في تهديد واضح بأن قوات الأمن لن تقبل بترك الناس يخرجون للاحتجاج ضد النظام بهذه المناسبة.
وقال الحداد: «الشرطة هي مصر، ومصر لن تنكسر أبداً لا في 25 يناير، ولا في أي 25 يناير»، معتبراً أن مصر كانت تتعرض لمؤامرة في يناير 2011 وتم إفشالها باستعادة الجيش المصري للحكم في البلاد.
وأثار الإعلامي المثير للجدل دوماً أحمد موسى حفيظة الكثيرين عندما هدد المصريين بالقتل اذا نزلوا إلى الشارع يوم الخامس والعشرين من يناير، حيث قال موسى عبر شاشة «صدى البلد»: «أي حد نازل يوم 25 يفكر مجرد التفكير.. مكانه السجن.. 25 هو يوم الاحتفال بعيد الشرطة، واللي عايز ينزل يحتفل أهلا وسهلاً، أما اللي عايز ينزل يخرب هياخد على دماغو».
وأضاف موسى: «بقولها تاني.. انزل احتفل مع رجال الشرطة واديهم وردة.. أما تنزل تخرب هتاخد على دماغك ومكانك السجن، ولو ماسك سلاح حتتقتل، ومن دلوقتي اعرف كدة»، وتابع: «الحكاية خلصانة، واللي فات مش حيتكرر تاني»، في اشارة إلى استحالة تكرار تجربة ثورة يناير 2011.
ورد الإعلامي المعروف معتز مطر على موسى عبر قناة الشرق قائلاً: «مادامت الحكاية خلصانة، فلماذا أنتم مرعوبون؟ وليه يتنضربوا على قفاكم كل ما تسافروا؟.. إنتو قلقانين ليه؟».
وتابع مطر: «حكاية أن الذي حصل لا يمكن أن يتكرر فهذا صحيح تماماً، لا شيء يتكرر، والأكيد أن التاريخ لا يعود للوراء».
شبكات التواصل الاجتماعي مشتعلة
واشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي بالحديث عن ذكرى 25 يناير، فيما تداول الكثير من النشطاء دعوات للنزول إلى الشارع في المناسبة من أجل الانتفاض ضد نظام السيسي، حيث أطلق النشطاء العديد من الوسوم على «تويتر» من أجل إحياء المناسبة، من بينها (#ثورتنا_هتكمل)، و(#25_يناير)، و(#انا_شاركت_في_ثورة_يناير)، وغيرهم.
وكتب الدكتور طارق الزمر على «تويتر» تغريدة قال فيها: «سيظل 25 يناير سيفاً مسلطاً على رقاب الطغاة، ورعبا يطارد حكمهم، وكابوساً يؤرق منامهم، حتي يغادروا مقاعدهم، ويكفوا عن اغتصاب حقوقنا، ويرحلوا عن عالمنا».
وكتبت حركة شباب 6 أبريل: «تحية لروح شهداء 25 يناير، ثاروا من أجل العيش والحرية والعدالة والكرامة فقتلهم أمن النظام»، فيما كتب الناشط العربي سامي كمال الدين: «ثورة الياسمين كانت الأمل واكتمل الحلم في ثورة 25 يناير، وسيكتمل وسيزدهر الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا.. رغم كل الألم». وكتب حمدين صباحي تغريدة قال فيها: (رب اوزعني أن اشكر نعمتك التي انعمت علي، وأعظمها نعمة وشرف الاسهام في الثورة. #انا_شاركت_فى_ثورة_25_يناير).
وكتب يحيى حامد الذي كان وزيراً للاستثمار عندما كان مرسي رئيساً لمصر: «شرف اني شاركت في ثورة 25 يناير ويمكن افضل حاجة عملتها. ساعتها شعرت إن ربنا هيكرمنا علشان خرجنا نقول لأ على الظلم. عيب نعيش وبشر مستعبدنا».
وكتبت الناشطة والصحافية المصرية المقيمة في الولايات المتحدة آيات عرابي على «فيسبوك»: «انزل وشارك واحشد وما تزهقش، الثورة مش يوم، انزل 25 يناير واعرف انك هتنزل تاني، 25 يناير لها ما بعدها، ثورة النفس الطويل، نزولك يرعب العصابة، مشاركتك ترهقهم، صعدوا وقاوموا ودافعوا عن انفسكم، أي شخص طبيعي يرفض أن يملي عليه احد ارادته، فما بالكم بعصابة تابعة للكيان الصهيوني والكنيسة؟؟.. انزلوا وانقذوا انفسكم وأولادكم ومستقبلكم، انزلوا وأنقذوا حياتكم، اوعى تتأخر، اوعى تفتكر انك مش مهم، انتو اللي بتقودونا، انتو اللي بتعطونا الامل، وجودكم في الشارع هو الأمل المتبقي لملايين المصريين، انتو راس الحربة في الثورة، اللي بيحاربوا الثورة مش بس عصابة الجيش المصرائيلي، دول وتحالفات اقليمية ودولية عاوزين يمنعوك من النزول، كل الالاعيب اللي بتحصل هدفها منعك من النزول، انزل وشارك واحشد واعمل حسابك في ثورة النفس الطويل.. انت مش بتنقذ نفسك بس، مشاركتك بتنقذ ملايين غيرك».
وكتب الناشط وائل البتيري على «تويتر»: «#لسه_ماسقطش_النظام، ولن يسقط إذا لم يتفق أكثر الثوار على تطوير أدوات الثورة، وعدم الاكتفاء بالمسيرات والاعتصامات والهتافات الرنانة».
أما الناشطة ابتسام آل سعد فكتبت تقول: «#لسه_ماسقطش_النظام، حيسقط وبالضربة القاضية كمان.. أصل دويلة عواطف وعبعال عمرها ما حتكون دولة تشرف المصريين!.. انتو بس متنسوش 25 يناير الجاي».
استنفار أمني
ووسط الدعوات للنزول مجدداً من أجل الثورة، والدعوات المضادة لعدم النزول في الذكرى، استنفرت أجهزة الأمن المصرية في كل الأنحاء والأماكن، حيث كثفت قوات الأمن من مواجهة أي تظاهرات فضلا عن حملات تضييق واعتقالات لنشطاء من منطقة وسط البلد، فضلا عن آخرين من منازلهم.
وفي يوم 14 يناير الجاري تم منع الشاعر عمر حاذق من السفر لاستلام جائزة دولية والتحفظ على جواز سفره والقبض على الطبيب طاهر مختار وزميله من المنزل، وهو عضو لجنة الحقوق والحريات بنقابة الأطباء، فضلا عن الناشط العمالي سعيد شحاتة لاعترضه على خصخصة شركة «بوليفار» للغزل والنسيج.
وسبق تلك الوقائع، اعتقال عدد من النشطاء من أعضاء الحركات الثورية، في منطقة وسط البلد، على عدة أيام، واتهامهم بالانضمام لتنظيم يدعى «25 يناير».
إذا لم يخرج الشعب المصري غدا فإن موعد خروجهم سيتأخر 40 سنة
بإنتظار كلمة شيخ الثوار العلامة المجدد يوسف القرضاوي
أطال الله بعمره ونفعنا بعلمه – يارب فرجك
ولا حول ولا قوة الا بالله