لا يوجد كثير جديد… قناة «الأردن اليوم» وبقيادة الزميلة هناء الأعرج تخصص حلقة مباشرة تتحدث فيها عائلة شاب توفي أثناء اعتقاله والتحقيق معه داخل مركز شرطة في منطقة الجيزة شرقي العاصمة.
ظروف وفاة الشاب ما زالت غامضة وتقرير الطب الشرعي تحدث عن تعرض جسمه لسحجات وكدمات… للحق والإنصاف هذه المرة مسبقا وعلى ذمة التحقيق قرر مدير الأمن العام «توقيف» جميع رجال الأمن، الذين تعاملوا مع الشاب الفقيد درءا للشبهات… إجراء سليم ويعكس وللمرة الأولى قصة «التصرف الفردي وليس المؤسسي».
التحقيق سيأخذ مجراه، لكن الأردنيين جميعا يعرفون أن حدود القانون ينبغي أن تترسم وبصورة قطعية ونهائية وحازمة داخل جميع المراكز الأمنية، حيث سبق أن حصلت مثل هذه الحوادث و مرات عدة.
إلى أن ينتهي التحقيق وتأخذ العدالة مجراها يمكن تقديم اقتراح بسيط لرجال الضابطة العدلية، الذين يتيح لهم موقعهم اعتقال الناس وضربهم أو «الضغط عليهم» أثناء التحقيق… ممكن يا شباب – إذا سمحتم – تطرحوا قبل الكدم والسحج بعض الأسئلة عن وضع الموقوف الصحي… مثلا قلبه هل يتحمل التخويف؟ الطحال ممكن ينفجر؟ الدماغ تعرض لنزيف سابقا؟ مثل هذه الأسئلة مطلوبة تجنبا للمنزلقات، وحتى لا تزوركم كاميرا الزميلة الأعرج للتحدث عن «إعدامات» تجري خلف القانون وفي المراكز الأمنية.
لا نتبنى طبعا رواية الزميلة قبل انتهاء التحقيق القضائي النزيه، لكن نحذر مسبقا من روايات الفانتازيا المماثلة على شكل «.. خدشت هراوة شرطي برأس مواطن مصاب بالربو توفي أثناء التحقيق معه!»
«بزنس» الحشد
أحصيت عدا ونقدا 22 مايكروفونا للعدد نفسه من الفضائيات أمام مقتدى الصدر في بغداد، وهو يتحدث برفقة سليم الجبوري، رئيس البرلمان عن مستقبل العراق وضرورة تسليم الأمور للجيش بعد الانتهاء من «تنظيم دولة».
فهمت طبعا أن الصدر يلمح لميليشيات «الحشد الشيعي»، التي يفرق بينها وبين الجيش العراقي، حتى وإن لم أحدد أي محطة مشهورة ومعروفة لدينا من غابة المايكروفونات.
شاهدت قبل ذلك المدعو أبو عزرائيل على شاشة تدعى «التوبة»، وهو يعلن أنه يقاتل في الموصل ودمشق بأوامر من المرجعية والله ولا صلة لرئيس الحكومة حيدر العبادي بالموضوع.
أيضا الخليفة أبو بكر البغدادي يقاتل بأمر من السماء، والشيخ مقتدى نفسه اضطر لتشكيل ميليشيا خاصة به، ما دامت الميليشيات عبارة عن «موضة» في العراق حظيت بالشرعنة ولديها قانون.
كل ما يتطلبه الأمر لتشكيل جيش صغير سيتحول إلى جزء من الكبير هو عمة سوداء أو رداء عربي وحفنة دولارات وقطع أسلحة، ثم التحول إلى جيش ميليشياتي سرعان ما يحظى برواتب ويتحول لجزء من الجيش النظامي.
تشكيل ميليشيات باسم الحشد الشيعي أو الشعبي أصبح من أنماط الـ «بزنس» اليوم في العراق، حيث طالت الموضة مشايخ السنة أيضا وليس الشيعة، حيث ثمة رواتب وميزانيات ونظام تتخلله معلومات وضبط لأسماء الجميع.
طبعا، لكل حشد فضائية، ولكل فضائية مايكروفون وزعيم ومنظرون وحملة مباخر و«حشوات» من المسلحين تشبه الحشوات، التي سمح بها قانون الإنتخاب الأردني الأخير… لا تقلق فأنت في العراق العظيم، الذي أفسده أهله قبل غيرهم من السنة والشيعة معا .
اسماعيل هنية على رأس المقاومة
المقاومة أيضا يمكنها أن تكون «ديجتال»… هذا ما تثبته انتخابات حركة حماس الأخيرة بعد الإعلان عن وثيقتها المثيرة للجدل، حيث جرت الإنتخابات بواسطة تقنية «فيديو كونفرس».
للمرة الأولى أسمع عن مقاومة تجري عملية انتخابات شفافة وعبر تقنية إتصال حديثة إخترعها عدوها الأبرز.
خالد مشعل بدا مرتاحا وهادئا على شاشة «الجزيرة» وهو يخصها بالنبأ السعيد… وإسماعيل هنية أصبح رئيسا للمكتب السياسي للحركة وتفوق على مرشحين آخرين من قادة الخارج ليتم تقديمه الآن كوجه معتدل وإبن للقطاع بعد الوثيقة إياها.
لست ضد هذه التحولات السياسية عند الأخوة في المقاومة فلا مجال للمزاودة عليهم، ولكن ما يؤرقني فعلا كيف ولماذا وعلى أي أساس تتوفر لدى قادة حماس في القطاع المحاصر تقنية «الإنتخاب عبر كونفرس»، فيما تنقطع الكهرباء ولا توجد عبوة حليب أو زجاجة دواء بين الناس؟
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
بسام البدارين
اقتباس”..لست ضد هذه التحولات السياسية عند الأخوة في المقاومة فلا مجال للمزاودة عليهم..”
عندما احدثت منظمة التحرير الفلسطينية تحولاتها قبل 30 سنه كانت هي ايضا مقاومة اشد شراسة من مقاومة حماس كما نعرف لكن للاسف حينها والى الان زاود وما زال الجميع يزاود عليها…
شراء المقاتلين؛ هذا ما قام به بترايوس بما سمي في حينه بالصحوة والآن.. الحشد الشعبي بكافة فروعه.
انها مزارع تفريخ للمليشيات ولم يستغلها احد بمستوى ضخم بنجاعة احسن من الإيرانيين. ليس فقط في العراق، ولكن في لبنان وسوريا واليمن ايضا.
أتمنى من وثيقة حماس اللا تكون حبر على ورق، بل نهاية لبزنس تفريخ المليشيات في غزة.
*يجب إعلان نتيجة التحقيق في
مقتل الشاب (للمصداقية ).
*(الحشد الشعبي) و داعش
وجهان لعملة واحدة.
* كل التوفيق ل(حماس)
وربنا يهديهم ويصلح مع فتح
ويعلنوا وحدة بين جميع الفصائل
الفلسطينية.
سلام