نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: جاء في بيان مشترك صادر عن رؤساء الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وزع هنا في المقر الدائم ووصل «القدس العربي» نسخة منه، أن الرفع الجزئي للحصار المفروض على موانئ اليمن الواقعة على البحر الأحمر من قبل التحالف الدولي الذي تقوده السعودية في الأيام الأخيرة، سمح للمنظمات الإنسانية باستئناف تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى الناس الذين هم في أمس الحاجة إليها لكن الكميات التي تم إيصالها لا تكفي قياسا للاحتياجات الإنسانية الهائلة في اليمن.
وقد أشار رؤساء كل من منظمة الصحة والبرنامج الإنمائي ومفوضية اللاجئين واليونيسف وبرنامج الأغذية ومنظمة الهجرة ومكتب الشؤون الإنسانية، إلى الحجم الواسع للأزمة الإنسانية في اليمن، قائلين «إن الرفع الجزئي للحصار يؤدي فقط إلى تأخير وتيرة الانحدار نحو مأساة إنسانية ضخمة ستحصد ملايين الأرواح»، مؤكدين أن الرفع الجزئي لن يمنع حدوث المأساة.
وأوضح البيان المشترك أنه بدون الاستئناف العاجل للواردات التجارية، ولا سيما الأغذية والوقود والأدوية، سيواجه ملايين الأطفال والنساء والرجال الجوع الجماعي والمرض والموت. ولا يزال اليمن على أعتاب واحدة من أكبر المجاعات في العصر الحديث. ويعاني ما يقرب من 000 400 طفل من سوء التغذية الحاد الشديد ويواجهون خطر الموت بشكل متزايد.
وجاء في البيان: «يمكن أن يموت أكثر من 8 ملايين شخص جوعا إذا لم تصل مساعدات غذائية عاجلة إلى اليمن. وبما أن اليمن يستورد 90 في المائة من الأغذية، فإن الافتقار إلى الواردات التجارية عبر موانئ البحر الأحمر سيؤدي وحده إلى دفع 3 ملايين شخص آخرين إلى المجاعة». وشدد البيان على أن التهديد بالمجاعة على نطاق واسع في غضون أشهر أمر حقيقي جدا.
وذكر البيان أن الأمم المتحدة سترسل فريقا إلى الرياض لمناقشة أي مخاوف قد يشعر بها التحالف والمملكة العربية السعودية فيما يتعلق بهذه الموانئ. ولكنها تحتاج إلى أن يمنح الائتلاف على وجه السرعة إمكانية الوصول دون عوائق إلى الواردات التي تشكل شريان الحياة لملايين اليمنيين.
وقد وقع البيان المشترك كل من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، والمدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي، والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة ويليام لاسي سوينغ، ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك.
عبد الحميد صيام