رؤوس المواطنين تعتدي على «هراوات» الدرك لحماية «سفارة العدو»… وشاشات مصر «تردح» للأردنيين هذه المرة

لا يوجد أردني واحد من أي مستوى أيد حادثة ضرب عامل مصري من قبل أقرباء لعضو البرلمان زيد الشوابكة.. شوابكة نفسه يتعرض حاليا لمحكمة شعبية أشد وطأة وقسوة من أي محكمة قانونية ومستقبل الرجل السياسي على المحك، فيما وقف الرأي العام الأردني صفا وبحزم لمساندة ضحية الإعتداء.
كل ذلك لم يشفع للأردنيين في إعلام الردح المصري الإنقلابي فالمذيع وائل الإبراشي إصطاد النائب الشوابكة على الهاتف ولم يسأله أو يستفسر منه وفقا للأصول المهنية، بل تدفق يكيل لضيفه على الشاشة الإتهامات بالبلطجة ووصف البرلمان الأردني بأقذع الصفات.
عمو عمرو أديب صاحب المقاطع الشهيرة التي تشيد بملك الأردن والأردنيين قدم وصلته هو الآخر بالردح للأردنيين وليس لمن إرتكب الخطأ.. ختمها الرداحون بتوع الإنقلاب بوصلة الغضيب توفيق عكاشة، الذي نسي وقفة الشعب الأردني مع مواطنه العامل فطفق بسيل من الشتائم التحريضية ضد الأردنيات ووصل لمنحنيات تعكس أخلاقياته المهنية.
شخصيا نددت بشدة بمظاهر الزعرنة التي يظهرها بعض نواب بلادي، لكن ركوب الموجة لبث السم والدسائس شيء والتنديد بحادثة وقعت فعلا وإنتهت شيء آخر تماما.. فوجئت مثلا بأديب يستغل الموضوع ليتحدث عن تنكر الشعب الفلسطيني لمصر.
نعم النائب الأردني أخطأ والقانون ينبغأ ان يأخذ مجراه، لكن الشخصية الأردنية حادة والأردنيون يطلقون الرصاص على بعضهم في بعض الأحيان بمواقف أقل بكثير من ذلك الحاصل مع العامل المصري.. يوميا تحصل إحتكاكات في بلد مزدحم كالأردن وموقف الرأي العام لا مجال للمزاودة عليه، لكن وصلات الردح الإعلامي أصبحت تقليدا في مصر التي نحب.

تلفزيون بـ «قرشين»

على طريقة الحليب منزوع الدسم… قرأت بإهتمام الخبر الرسمي الذي صدر في الأردن بمناسبة صدور إرادة ملكية بتعيين مجلس الإدارة للتلفزيون الجديد الذي يعلم الجميع بأن الديوان الملكي يشرف على ملفه من التأسيس إلى الظهور.
هنا أيضا في رأيي الشخصي تم تضليل المرجعيات فالمشروع مهم وإستثنائي وخبر تأسيس شاشة مستقلة فعلا على أساس «مجتمعي» ومهني في بلادي كبير ودسم ومفرح.
لكن العبارة كانت واضحة مقترنة بقرار التعيين».. غير متفرغين».. رئيس مجلس الإدارة والمهنيون الكبار المختارون لن يكونوا «متفرغين».. السؤال: المؤسسون لمشروع إستثنائي وحيوي من هذا النوع غير متفرغين.. متى سيفعلون؟ ولماذا أصلا غير متفرغين.
عبرت علنا عن خشيتي بأن تكون المسألة عبارة عن «قرشين» في وزارة التخطيط ضمن مشاريع المساعدات لا بد من انفاقها بأي طريقة ومن الواضح بأن فريق المهام المستحيلة من الزملاء قبل المهمة مجازفا بنجاحاته خارج وداخل البلاد ويعرف بأن المسألة قد لا تغادر عقلية «الفزعة» ولا مساحة «جمعة مشمشية» فقرروا بأن التفرغ غير ملائم…عجبي.

رؤوس وهراوات

تلك معادلة أصبحت مفهومة ومتكررة… كلما إعتدت رؤوس المحتجين على هراوات الدرك الأردني وهو يحول بينهم وبين سفارة العدو ظهر الأردن وبقوة على شاشات الفضائيات الدولية من «الجزيرة» لحد «سي أن أن».
يعجبني النفس البغيض الواضح والجريء في تعبيرات وتعليقات مسؤول سابق تقلد منصبا رفيعا في الدولة وهو يدعو لقطع أيدي المحتجين على أبواب سفارة العدو…الرجل لم يحدد مكان القطع المقترح من الرسغ او الكتف.
صاحبنا نفسه وهو من الذين ينطبق عليهم قول الملك بخصوص المحرضين على الفتنة وخصوم الوحدة الوطنية لم يفكر في الدعوة إلى قطع لسان الرجل المجهول وهو يظهر في أحد الفيديوهات مدافعا عن سفارة العدو وهو يشتم المحتجين قائلا: يلعن أبوكم لأبو الاقصى.
الرجل الأرعن لم يسىء لجهة في الكون بلسانه الطويل أكثر من الإساءة للنظام الهاشمي الأردني الذي يرعى المسجد الأقصى وللدولة التي يزعم الولاء والإنتماء لها، علما بأن إنتماءه على الأرجح لجيبه وللبقالة التي يديرها بمكان المسيرات ولا يريد لتجارته أن تتأثر وإن كانت الشرطة فعلت خيرا بتوقيفه ومحاسبته.
..على حد تعبير زميلنا المبدع محمد خروب..»ما علينا».. كمواطن أردني ما زلت لأ افهم ما الذي يمنع دولتي من تنظيم مسيرات إحتجاجية عملاقة تأييدا للأقصى في ظل الهجمة التي تستهدف الوصاية الملكية الهاشمية قبل أي شيء آخر.
مجددا بلادي وللأسف في المعادلة نفسها، حيث تعتدي رؤوس المواطنين على هراوات الدرك تحديدا في محيط سفارة العدو.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول المراقب:

    اسمحلي اخالف راي كلامك يجافي الحقيقة اولا السفارات باي بلد محمية بموجب معاهدة وقوانين دولية ودولة مستضيفة مجبورة تحميها ثانيا المتظاهرون ماكانو سالمين انا ابن منطقة ضربو درك بالحجرة وشتمو وسبوعلى الاردن وقيادتها المسيرات والاحتجاجات مابتحرر الاقصى ولا بتئاثر على اسرائيل الا اذا كان مطلوب هز امن الاردن وبث الفتن والفوضى فية بحجة الاقصى

    1. يقول Afaf Ackall:

      لا فض فوك،
      صح لسانك.

  2. يقول اوجزت:

    اسمحلي اخالفك راي كلامك يجافي الحقيقة اولا السفارات باي بلد محمية بموجب معاهدة وقوانين دولية ودولة مستضيفة مجبورة تحميها ثانيا المتظاهرون ماكانو سلمين انا ابن منطقة ضربو درك بالحجرة وشتمو وسبوعلى الاردن وقيادتها المسيرات والاحتجاجات مابتحرر الاقصى ولا بتئاثر على اسرائيل الا اذا كان مطلوب هز امن الاردن وبث الفتن والفوضى فية بحجة الاقصى

  3. يقول Hassanova:

    1- تعليق على الفقره الأولى:
    انا شخصيآ توقفت عن حب مصر,, هكذا وبكل بساطه وحالف بالطلاق انني لن ازورها ما دمت حيآ.
    2- تعليق على القصه الثانيه:
    مش تفرق عن تلفزيون الحكومه ومستعد أراهنك على ذلك,, وكل من سوف يتم تعيينهم سيكونون من قرايب الأعضاء وأصدقائهم المقربن ومن اللذين يتبنون نفس الخط بتاع المجلس.
    3- تعليق عل الفقره الثالثه:
    ربنا يخليك ما تدئش كتير مهي الطاسه ظايعه يا معلم

  4. يقول محمود ابو انس - الاردن:

    وقفة الاحتجاجات في الاردن دون المستوى المطلوب والواجب
    ان تكون هبه قويه للتضامن مع حماة الاقصى الابطال اللذين
    يتمترسون وحدهم للدفاع على شرف الامه ، أمن الاردن لا ينهار
    امام حماية سفارة العدو الصهيوني بل يزداد قوة أمام التلاحم الوطني
    لكل اطياف الوطن في وجه الهجمه الصهيونيه.
    الموقف الرسمي الاردني عليه ان يصرخ عاليا امام الممارسات الصهيونيه
    خاصة وانه يتحمل المسوؤليه الكبرى في الدفاع عن الاقصي اللذي
    اغتصب في نكسة 1967 وهنا قمة الواجب في الوقوف بشراسه ضد دولة اسرائيل
    وطرد السفير الصهيوني فلا عهد ومعاهدات مع هذا العدو الغاصب
    اللذي يتنكر لكل المواثيق الدوليه وقرارات الامم المتحده بخصوص
    القضيه الفلسطينيه وحقوق اهلها

إشترك في قائمتنا البريدية