الخرطوم ـ «القدس العربي» ـ صلاح الدين مصطفى: أشعلت رئيسة كرواتيا، كوليندا كرابار كيتاروفتش، مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بسبب ظهورها في نهائيات كأس العالم المقامة حاليا في روسيا والعروض القوية التي قدمها منتخب بلادها بوصوله للنهائية اليوم أمام منتخب فرنسا. ولم يخف السودانيون إعجابهم بكوليندا وجمالها وموقفها تجاه فريق بلادها، خاصة بعد إقصاء كرواتيا لإنكلترا التي ينظر إليها كثير من السودانيين بوصفها مستعمر سابق.
ولم تخل المشاركات من سخرية واضحة، حيث انتشرت رسالة تقول: جميع الأهل بود مقبول والفاو، وجنوب الجزيرة، والمناقل و24 القرشي والماطوري، وسلسلة قرى الخوالدة وحلال الجعلين (الكمر حاج النور ود الضو شلعوها) ومكتب 6 ومكتب حاج فاطنة التفتيش الغربي ووحدة بركات الإدارية، يزفون التهنئة إلى بتنا ملهمة الجماهير وصانعة الرفاهية لشعبها (بنتنا) رئيسة كرواتيا الشقيقة وصعودهم إلى نهائي المونديال على حساب (أولاد أم ذقدة) – وهو وصف يطلقه السودانيون للذم-.
وكتب لاعب نادي المريخ السابق عمر العلمين على صفحته مع صورة: «رئيسة كرواتيا أعتقد ستفوز بالكرة الذهبية» ويقصد بذلك اهتمام الجميع. ويقول مبارك بابكر: «الشعبية التي حصلت عليها في كأس العالم وموقفها المشرف مع منتخب بلادها أكبر من شعبيتها لدخولها الانتخابات، ناس تقدر حب الوطن وتعي دورها تجاه مجتمعها ونزيهة لمصلحة شعبها. شخص يبيع الطائرة الخاصة ويركب الدرجة السياحية مع عامة الناس لمصلحة شعبه وحب الوطن، أي موقف أشرف من ذلك؟».
مقارنة مع هذا الموقف انتشرت مداخلات ناقدة حول سفر الرئيس السوداني عمر البشير في طائرة خاصة مع مجموعة كبيرة من المسؤولين وأفراد أسرته لحضور نهائي كأس العالم في مناسبة لا ناقة للسودانيين فيها ولا جمل حسب معظم التعليقات. وقبيل مباراة فرنسا انتشر فيديو للمذيعة الشهيرة آلاء المبارك المعروفة بلوشي، وهي ترتدي قميص الكروات تعلن فيه تشجيع كرواتيا حتى تفوز على إنكلترا، وذلك بسبب أن كل فريق شجعته لوشي تمت هزيمته وغادر المنافسة، لدرجة أن مجموعات كبيرة من المواطنين طالبوها بإرتداء قميص المؤتمر الوطني للحزب الحاكم في السودان، لكن رغم ذلك فازت كرواتيا.
في المقابل نشط آخرون يشجعون منتخبات أخرى في حملة لتشويه صورة الرئيسة الجميلة فكتب أسامة أمين: «رئيسة كرواتيا من المعجبات جدا بسياسة ترامب ضد المهاجرين وتريد تطبيقها في كرواتيا بشدة كما انها معجبة بموقفه ضد المسلمين أيضا». وأضاف: «معلومة لكل من يريد الهجرة وكتب عنها بانها انقذت كرواتيا اقتصاديا وسياسيا وهو في الحقيقة غير ذلك وما تمت كتابته في مدحها ما إلا من خيال المطبلين للغرب».
وانتشرت أخبار أخرى عن كرواتيا لم تكن تجد مجالا في السودان رغم ارتباطها به. وقد نشرت وكالة الأنباء الرسمية خبرا عن فوز السوداني البروفيسور عصمت الأبجر بجائزة أكثر الشخصيات انجازا في دولة كرواتيا في احتفالية ضمت لفيفا من القيادات الكرواتية على رأسهم رئيس الوزراء، حيث قدمت مندوبة رئيسة الجمهورية التهنئة للمحتفى به.
وحظيت رئيسة كرواتيا بحب الشعراء الشعبيين في السودان حيث قال أحدهم «تابعاك القلوب يا الفي المحاسن عاتية .. وما بقارنوك بالقمرا التنور ساطية .. ان ما ادوك كاسهم وتوجت كرواتيا .. تبقى الفيفا كلبة وبت لذينا وخاتية ..».