الناصرة ـ «القدس العربي»: يحذر رئيس سابق للموساد من تورط إسرائيل بعزلة أعمق ومن عقوبات أشد على المستوى الدولي، منضما بذلك لتحذيرات رؤساء موساد آخرين.
ويدعو داني يتوم لمواصلة مكافحة «الإرهاب» وبالمبادرة نفسها لمسيرة سياسية هدفها السلام وتغيير واقع غير عادي من الحروب المستمرة منذ عقود.
وفي مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» يحذر من تدهور حالة إسرائيل من ناحية استمرار القتال والعنف وازدياد الضغوط الدولية لإقامة دولة ثنائية القومية وتعميق عزلتها.
كما يحذر من أن استمرار التوترات في المنطقة سيخفف تأثير إسرائيل على الغرب في الشأن النووي الإيراني الذي اعتبره الخطر الأكبر عليها.
ويرى أن الحل يكمن بدمج المبادرة العربية للسلام مع مبادرة إسرائيلية معتبرا ذلك فرصة يحظر تفويتها وفائدة لا يمكن المبالغة بأهميتها.
ويلتقي يتوم (العمل) مع توجهات ليبرمان المعلنة حول أهمية التسوية الإقليمية كونها تفتح الباب أمام تعاون في الاقتصاد والأمن مع دول الجوار فيما يكون القناة الفلسطينية هو الرائد. لافتا لإمكانية تشجيع دول عربية للفلسطينيين نحو اعتماد توجه معتدل حيال قضايا مختلف عليها.
وينبه إلى أن المبادرة العربية هي أساس فقط وأن إسرائيل سترفض الطلب الفلسطيني بعودة اللاجئين إلى ديارهم داخل أراضي 48 مقترحا عودتهم لدولة فلسطينية على حدود 1967 مع تعديل للحدود متفق عليه بغية ضم الكتل الاستيطانية للسيادة الإسرائيلية، ولتأهيل هؤلاء اللاجئين بدعم صندوق دولي.
وحول القدس المحتلة يرى يتوم بالحل المقترح من قبل رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بأن تمنح الأحياء العربية في القدس الشرقية للسيادة الفلسطينية والأحياء اليهودية وحائط البراق لإسرائيل.
أما الحرم القدسي الشريف فسيتم بلا سيادة وفقا لمقترحات يتوم أو الإعلان عنه بأنه تحت سيادة الله على أن تدار المقدسات على يد لجنة الأوقاف بينما تدار المقدسات الإسرائيلية على يد إسرائيل.
كما يقترح خطة لترميم غزة وتطوير الاقتصاد في الضفة الغربية مشددا على عدم إمكانية تسوية القضايا الداخلية في إسرائيل كالفقر وأزمة السكن وتراجع خدمات الرفاه والصحة دون اتفاق سلام.
وفي رد موجه للمعارضين لمبادرة السلام العربية يقول يتوم إنها تحتوي على فرص أكثر من مخاطر، لا سيما الدول العربية والإسلامية شريكة فيها وأن الرئيس عباس سبق وأعلن موافقته عليها.
ويتابع « يحظر علينا أن نخاف فإسرائيل قوية وملزمة بطرح مبادرة لاستئناف المفاوضات ولا نملك ترف التنازل عن السلام ومجبرون على الافتراق عن الفلسطينيين على مبدأ الدولتين عبر مفاوضات إقليمية».
وحذر زميله رئيس آخر للموساد، إفرايم هليفي، من انتفاضة فلسطينية ثالثة في حال انتخب نتنياهو مجددا وواصل سياساته الحالية تجاه الفلسطينيين.
وسبقهما في ذلك الرئيس السابق للموساد مئير دجان الذي قال نهاية الشهر الماضي، بعد فترة من الغياب نتيجة مرض، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل نحو الكارثة بتحويله إياها لدولة ثنائية القومية برفضه التسوية مع السلطة الفلسطينية.
وتابع جازما «أنا خائف جدا.
بعد حرب 1973 تملكتني مشاعر خوف على مستقبل إسرائيل وقلت في سري إذا اجتزنا ذلك فسنجتاز كل الصعوبات. لكنني اعترف اليوم أن علامات سؤال قاسية تساورني حيال الاتجاهات التي تقود نحوها القيادة الحالية. أشتاق جدا لشارون كل صباح من جديد».
وديع عواودة