نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: في مؤتمره الصحافي أمام الصحافة المعتمدة في مقر المنظمة الدولية أعلن الرئيس الجديد للدورة السعبين للجمعية العامة، موينز لوكوتوفت أن أولوياته خلال هذه الدورة هي قضة حل مشكلة تدفق اللاجئين إلى أوروبا وإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا. ودعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الامتثال لالتزاماتها الدولية واتخاذ قرارات أكثر جرأة لتلبية احتياجات اللاجئين في جميع أنحاء العالم.
وقال رئيس الجمعية «الأزمة العالمية هذه تتطلب حلا عالميا. ينبغي أن تستضيف البلدان الغنية المزيد من اللاجئين أو تقوم بتوفير المزيد من الأموال للمساعدة، ومن الأفضل القيام بالأمرين معا».
وأضاف، «لم يشهد العالم أزمة إنسانية عالمية بهذا الحجم منذ الحرب العالمية الثانية ومع اقتراب فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، سيزداد الوضع سوءا». «القصص المأساوية والصور التي تدمي القلب التي نراها في وسائل الإعلام ليست سوى غيض من فيض – مظهر من مظاهر قضايا أكبر من ذلك بكثير لا يمكن حلها إلا عن طريق التعاون العالمي متعدد الأطراف فقط، والقيادة العالمية. هذه أزمة عالمية. وتتطلب حلا عالميا».
ويعتزم رئيس البرلمان الدنماركي السابق والمنتخب لرئاسة هذه الدورة التاريخية مناقشة مسألة اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا وأجزاء أخرى من العالم ووضعهم المعيشي المأساوي خلال لقائه مع البابا فرانسيسكو يوم الجمعة. كما سيعرض القضية على عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في المناقشة العامة لهيئة الأمم المتحدة والتي ستبدأ الأسبوع المقبل.
وأكد لوكوتفت في حديثه للصحافيين أن معظم الأشخاص الذين لجأوا إلى بلدان أخرى، هم فارون من مناطق يسودها الحرب والعنف ولهم الحق في التماس اللجوء دون تمييز. وأضاف رئيس الجمعية العامة، «إن طلب اللجوء أو الملاذ ليس جريمة. إن مستقبل الملايين من النساء والرجال والأطفال على المحك. نحن بحاجة إلى ضمان أن تكون استجابتنا محددة وأن نعمل من أجل إيجاد حل دائم».
ويشار إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قامت بمساعدة الناجين من حادثين منفصلين في مطلع الأسبوع بما في ذلك قوارب تحمل مهاجرين بين تركيا واليونان. وأسفر الحادثان عن مقتل أو فقدان ما يصل إلى 40 شخصا. وقد لقي أكثر من ثلاثة آلاف شخص حتفهم أو فقدوا خلال عبورهم البحر الأبيض المتوسط هذا العام. وقال لوكوتفت، «نحن بحاجة للتأكد من أن استجابتنا ملموسة، ومحددة وأن نعمل على إيجاد حلول دائمة ومستدامة».
وفي معرض رده على سؤال لـ«القدس العربي» حول ما إذا كان سيشارك يوم 30 أيلول/سبتمبر الحالي في احتفالية رفع العلم الفلسطيني بحضور الرئيس محمود عباس قال لوكوتفت إنه تلقى دعوة لحضور الاحتفال وإنه سيشارك شخصيا في رفع علم فلسطين والفاتيكان وأضاف أنه سيجتمع مع الرئيس الفلسطيني عباس على هامش إجتماعات الدورة السبعين وقال إنه إجتمع مع عباس في شهر شباط/فبراير الماضي عندما كان رئيسا للبرلمان الدنماركي.
وردا على سؤال آخر لـ«القدس العربي» حول إستحواذ مجلس الأمن على الكثير من المواضيع التي كانت تاريخيا من إختصاص الجمعية العامة إلا أن بعض الدول حولت هذه المواضيع لمجلس الأمن بعد إنتهاء الحرب الباردة لإضعاف الجمعية العامة مثل قضايا الفقر والصحة وجذور الصراعات والأطفال والعنف ضد النساء، قال إن الجمعية العامة ستبحث مع مجلس الأمن التقارير المتعلقة بحفظ السلام والنساء في الصراعات المسلحة وبناء السلام وكيف يمكن أن نمزج بطريقة أفضل أنشطتنا بطريقة تمنع إنفجار الصراعات عن طريق بعثات سياسية خاصة أو أنشطة أخرى كي نبني مجتمعات ما بعد الصراع. يجب أن نعمل على مزج أنشطة الجهازين بطريقة أفضل كما أن الأمين العام أيضا سيقدم مقترحاته لتحسين أداء عمليات حفظ السلام وبناء السلام التي تضطلع بها الأمم المتحدة ككل.
عبد الحميد صيام