تونس – «القدس العربي»: تصاعدت الخلافات داخل الائتلاف الحاكم في تونس، حيث قدم رئيس الهيئة السياسية في الحزب الحاكم رضا بلحاج استقالته من منصبه، فيما التقى رئيس حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنوشي برئيس حزب «الاتحاد الوطني الحر» سليم الرياحي، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لثني الأخير عن قراره بمغادرة الائتلاف الحاكم في البلاد.
وقدم بلحاج استقالته بشكل رسمي من رئاسة الهيئة السياسية لحزب «نداء تونس»، مبررا ذلك بمحاولة بعض أعضاء الكتلة البرلمانية «تجاوز القيادة الحزبية في الهيئة السياسية، وهو ما أثّر سلباً على أداء الحزب والعمل داخل الهيئة».
كما انتقد في رسالة الاستقالة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام «استفحال مظاهر التدخل الخارجي لعديد الأطراف في شؤون النّداء»، محذرا من وجود «توجّه غير سليم من شأنه أن يمسّ بكل الانجازات التي حققها الحزب ويهدد التوازن الحزبي».
فيما أرجع القيادي في الحزب الطاهر بطيخ استقالة بلحاج إلى اعتراض الأخير على انضمام ثلاثة نواب مستقيلين من حزب «الاتحاد الوطني الحر» (ائتلاف حاكم) إلى كتلة النداء، على اعتبار أن «النداء» ملتزم أخلاقيا مع بقية مكونات الائتلاف بعدم استقطاب أي نائب أو قيادي مستقيل منها.
وكان رئيس البرلمان محمد الناصر أعلن عن انضمام النواب يوسف الجويني ورضا الزغندي ونورالدين بن عاشور الى كتلة «نداء تونس» بعد استقالتهم من «الاتحاد الوطني الحر»، مشيرا إلى أن عدد نواب كتلة «النداء» ارتفع إلى 59 نائبا، فيما تراجع عدد نواب كتلة «الاتحاد الوطني الحر» إلى 12 نائبا لتصبح بذللك القوة الخامسة في البرلمان، خلف الجبهة الشعبية.
وفي السياق، التقى رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي برئيس «الاتحاد الوطني» الحر سليم الرياحي، حيث أشار مكتب الغنوشي إلى أن اللقاء تناول «الوضع العام بالبلاد والصعوبات التي تواجه الائتلاف المشكل للحكومة وسبل التغلب عليها»، غير أن مراقبون أكدوا أن الغاية من اللقاء هو توسط الغنوشي لثني الرياحي عن مغادرة الائتلاف الحاكم إثر انضمام نواب من حزبه للنداء.
وكان الرياحي كتب قبل أيام على صفحته في موقع «فيسبوك»: «تم الإعلان منذ قليل بمجلس نواب الشعب عن انضمام الثلاث نواب المنسلخين من الاتحاد الوطني الحر الى كتلة نداء تونس. وبهذه المناسبة، نتقدم بتهانينا «الخالصة» لرئيس حزب نداء تونس السيد شفيق جرّاية (رجل الأعمال المقرب من الحزب) وللأمين العام ورئيس الكتلة النائب سفيان طوبال، على نجاح الصفقة والعمل الجبار الذي قاموا به لاسترجاع هيبة كتلة نداء تونس ككتلة أغلبية في مجلس نواب الشعب».
فيما اتهم رئيس الكتلة البرلمانية للحزب طارق الفتيتي جراية بـ»رشوة» أحد عشر نائبا من «الاتحاد الوطني الحر» لإقناعهم بالانضمام لـ«نداء تونس»، مشيرا إلى أن حزبه يفكر جديا بالانسحاب من الائتلاف الحاكم.
فيما قرر النواب المستقيلون من الحزب مقاضاة الفتيتي إثر اتهامهم بتلقي رشوة من جراية، وفق ما أكد رئيس كتلة «النداء» سفيان طوبال في تصريحات صحفية.
غير أن رئيس المكتب السياسي لحركة «النهضة» نورالدين العرباوي استبعد انسحاب «الاتحاد الوطني الحر» من الائتلاف الحاكم، داعيا رئيسه سليم الرياحي الى «التحلي بالرصانة في حل مشاكل الحزب» إثر الاستقالات الأخيرة.
وهذه ليس المرة الأولى التي يواجه فيها الائتلاف الحاكم في تونس خلافات بين مكوناته، حيث اشتكى حزب «آفاق تونس» في وقت سابق من غياب التنسيق بين أحزاب الائتلاف الحاكم ومحاولة حزبي «النداء» و»النهضة» احتكار القرار داخل البرلمان، وتهميش بقية الكتل الأخرى.
حسن سلمان
أردوغان الأول وأردوغان الثاني:
أما عن الأول فقد ورث علمانية عرف كيف يتعامل معها ولم يستأثر حزبه بالتغيير الحاصل في بلده بل تمعش الشعب التركي كله وتحسنت معيشه كما ورث جبهة شعبية استطاع كبح جماحها. ثم انطلق في تثبيت أركان تركيا على مستوى العالم.
وعن أردوغان الثاني فقد ورث فجأة نظاما علمانيا لم يحسن التعامل معه بتأثير من رفاق دربه. استأثر حزبه بكل شيء دون أن يستفيد الشعب سوى بالتهميش والتسويف. ورث كذلك جبهة شعبية لم يحسن التعامل معها فأرهصت الحكم وأتت بالتجمعيين الذين قويت شوكتهم إلى أن أصبح مصلحا بين هذا وذاك بدل النهوض بتونس ومحاربة الفقر والتهميش والإرهاب كما فعل أردوغان الأول.
وما بين رجب طيب والغنوشي حزم الأول ولو لزم الأمر مع من رافقوه في كفاحه وعدم التعاطي من قبل الثاني مع ما يجب فعله ليكون على غرار الثاني.
من المفروض كان على الغنوشي أن يحكم مباشرة في تونس منذ البداية لأنه قادر على ذلك لأنه من يمسح دمعه يذهب إليه ليشتكيه بقية الفرقاء.
أعظم خطإ ارتكبته النهضة دخولها في المحاصصة ما أعطى فرصة لأن يستشري الفساد. على كل أضاعت النهضة الفرصة بأن تجعل تونس مثل تركيا رغم أن الكل ينتظر الأيام المقبلة ما سيسفر عنها مؤتمرها.
أن تكون إنسان طيب فهو شئ جيد جميل…. كذلك أن تقرب بين الناس بالحسنة ….فهو أجر عند الله…. أما أن لا تعرف تفرق بين الحق والباطل فهي مصيبة خاصة في عالم السياسة
ما هي نهاية هذه الحالة السياسة الصائدة في تونس الأن كل شئ له نهاية وله نتائج إن شاء الله النتائج ما تكون وخيمة ما نبقوش طول العمر نمخضوا في شكوة فارغة رغم اللي عارفين أنها فارغة…. بدل في الفيتاس
أحسنت النهضة لم تحسم الأمر منذ البداية. قالك خايفين في حين أن الكل خائف من النهضة وقتها نعم الناس الكل في الداية خايفين من النهضة. لما حكمت االنهضة لا وجود لا لداعش ولا لغيرها ولم يحصل بعد شيئا في رابعة والنهضة في مصر . ولكن الغلطة التي ارتكبتها تقسيم السلط خاصة الرئاسية والتشرعية. ولم تحسن التصرف مع الإرهاب الذي حوصرت به في الزاوية وصار الكل يهرسلها به. من أخطاء النهضة أيضا ” الزربة ” والخفة واللهفة بحيث دمرت نتائج البكالوريا واستأثر أبناؤها بأحسن توجيه جامعي يستأهل ومن لا يستأهل، مناظراة الدراسات الجامعية أيضا تمتع بها أبناء النهضة كذلك بالنسبة للطب أعرف من شارك في مناظرة إعادة التوجيه الجامعي في أربعة مراكز امتحان في تونس وسوسة والمنستير وصفاقس وهو نابغة ولم يتحصل على التوجيه. كذلك الإسراع في العفو التشريعي العام حيث تمتع به كل النهضاويين. والتعويضات المادية التي من ” عقن ” بعض النهضاويين صرح بقيمة التعويض لمن سأله. إطالة فترة التأسيس للدستور مع عدم تناغم القواعد حينها وبين قيادات النهضة. إقامة دولة موازية للدولة التونسية. . . في حين أن قطار التغيير كان يمكن أن تقوده النهضة بحذاقة ولكن فاقد الشيء لا يعطيه. علما أنني لست نهضويا فأنا قد فقهت السياسة مذ كنت ضمن الشباب الدستوري وأعرف ماذا يمكن أن يفعل ” التكنمبين ” في عالم السياسة. وأن الأيادي المرتعشة ما خلقت لتحكم .
تتمة
كان هناك ” خديم ” شيخ أو بالأحرى عمدة، زمن حكم الزعيم الحبيب بورقيبة، ودوره يذهب لمن وصل سنه للقُرعة أو الفرز للخدمة العسكرية يقول هذا الشخص ” نحن الحكومة تاعبين فيكم”. كذلك بالنسبة لكل منتسب من القواعد أيام حكم النهضة الكل صار هو الحكومة فنبذ الناس ذاك التصرف منهم بدل التقرب إلى الشعب. واحتدمت النقاشات حينها عن المرأة والشريعة والحلال والحرام والخمر والربا والزنا وغيرها والحال أن النهضة عند وصولها إلى الحكم غير قادرة على الوقوف لتحكم بدليل تشتت مساعيها واكتفائها بالوزارة الأولى رغم أن المرحلة انتقالية.