بيروت ـ «القدس العربي» ـ من سعد الياس: بينما يواصل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري جولات انتخابية في المناطق، قادته إلى منطقة الشوف من بوابة إقليم الخروب، وهي جولة أظهرت حجم التباعد المستجد بين الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي قاطع نجله تيمور الاحتفال المركزي في بلدة برجا بعدما أصدرت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بيانا نفت فيه مشاركة رئيس لائحة المصالحة في مهرجان الإقليم وفي كل الأنشطة الأخرى.
وإذا كان الحريري قال: «سنريهم في 6 أيار من هو تيار المستقبل ومن هو الإقليم»، فقد عاد محاولا تخفيف التوتر مع المختارة، موجها رسالة مودّة نحو جنبلاط الأب وجنبلاط الابن، حيث قال «نحن ووليد جنبلاط والشاب الصاعد تيمور سنكمّل معا الطريق رغم «الزكزكات»، معليش وليد بك بيمون، وهذه المنطقة لن يدخل أحد عليها وستبقى لوليد جنبلاط وتيار المستقبل ورفيق الحريري وسعد الحريري».
غير أن وليد جنبلاط بقي على امتعاضه وقال «من الواضح أنّ الحريري أراد ضمنا أن يذهب منفردا إلى إقليم الخروب، وبالتالي لم تكن توجَد ضرورة لوجودنا إلى جانبه هناك».وأضاف: «لقد دعاني للمشاركة في لقاءات الإقليم، لكنّني اعتذرت لانّني لمستُ أنّ مضمون الدعوة يَحمل طابعا فئويا وتفضيليا، يُستنتجُ منه أنّ الاحتفال هو لتيار المستقبل فقط، وكأنّ المطلوب أن نكونَ ملحقين به أو ضيوفا عليه، وهذا الأمر لا يمكن أن نقبلَ به».
وكان الحزب التقدمي الاشتراكي قد راقب على مضض زيارة الحريري إلى الشوف التي لم تتم بالتنسيق مع دار المختارة، تماما كما حصل بالنسبة إلى زيارة الحريري إلى حاصبيا للمشاركة في مهرجان الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة الأمير طلال إرسلان الخصم الدرزي التقليدي للنائب جنبلاط، الأمر الذي دفع بالنائب الاشتراكي وائل أبو فاعور إلى الرد على الزيارة بالقول « للبيوت أبوابها وباب حاصبيا وليد جنبلاط». وفي موقف لافت، أكد مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس «أن الشراكة السياسية إما أن تكون كاملة أو لا تكون».