«راب» إيراني يدعو لقتل العرب… صالات السينما مسموحة في السعودية لكن السينما ممنوعة

حجم الخط
3

«راب» إيراني مرعب انتشر على «يوتيوب» هو أسوأ ما يمكن أن يواجهه الناس من عنصرية، يكاد يكون في الحقيقة متحفاً للكراهية. يحمل الفيديو اسم «عرب كش»، ومن بين ما ترجم من كلماته «اقتل عربياً. اذهبوا للجحيم. يا أوغاد. يعادون الأطفال. يغتصبون النساء. العرب الأوغاد. ينشرون الإرهاب. ينشرون الدمار. اذهبوا للجحيم. حاقدون كلاب».
لن يحتاج المرء إلى أي ترجمة، فالصورة أوضح مما ينبغي، إذ يبدأ الفيديو من صورة للخليج مدموغاً بالاسم الإيراني «الخليج الفارسي»، مروراً بصورة لوجه جمل يرتدي كوفية حمراء، ثم صورة لداعشي وراءه الراية السوداء وإلى جانبه طفل يبكي، صورة الكعبة، صورة لعربي يقبل جملاً في فمه، صور لتمجيد قاسم سليماني مقابل صور عديدة تسخر من الملك السعودي. وهناك تكرار لصور من مباراة لفريق كرة القدم الإيراني مرتدياً قمصاناً حمراً، في مباراة مع فريق يرتدي القمصان الخضر، إلى أن يختتم الفيديو بتسجيل لحظات انتصار للفريق الأحمر.
تقول الأنباء إن الفيديو ينال حظاً واسعاً من الرواج في «الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، ما يعني أنه ليس فريداً من نوعه، ويمكن اعتباره خلاصة لـ «الجمهورية» في ما تطمح إليه من علاقات مع جوارها العربي والمسلم.
لم نكن بحاجة لإثبات من هذا النوع عن الطموح الإيراني، والنظرة الإيرانية إلى الآخرين. ما تفعله إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن صريح وبيّن. الجمهورية التي كانت على الدوام متحفاً لكراهية الذات، من البديهي أن تكون أيضاً متحفاً لكراهية العرب.

البحث عن السينما في السعودية

يفرح المرء حين يعرف أن صالات السينما في «العربية السعودية» غير ممنوعة، على ما يؤكد رئيس «لجنة السينما» في البلاد. وهو يؤكد أن «استخراج تصريح إنشاء صالة سينما لا يتجاوز 48 إلى 72 ساعة. لكن لن يدوم فرحه طويلاً حين يلاحظ أن السينما نفسها هي الممنوعة، فأي سينما يمكن السماح لها بالمرور مع نظام حياة مراقب وصارم ومسيطر عليه من قبل هيئات متعددة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما السينما في عرف تلك الهيئات سوى ذلك المنكر الذي لن يسمح له بالمرور.
تحاول «لجنة السينما» تشجيع المستثمرين لتشغيل صالات سينمائية، ولكن المسألة ليست في تيسير الاجراءات بل في نظام الرقابة المستحيل نفسه. هؤلاء السينمائيون عليهم أن يناضلوا في مكان آخر.

ميادة الحناوي تسخر من الربيع العربي

أخيراً وقفت المطربة السورية ميادة الحناوي على أدراج بعلبك، فقد غنت منذ أيام في قلعتها الشهيرة أغنيات كلها من قديمها؛ «كان يا ما كان» و«أنا بعشقك» من ألحان بليغ حمدي، و«نعمة النسيان» لفاروق سلامة و«أنا مخلصالك» و«الشمس» لصلاح الشرنوبي، و«هي الليالي كده» لعمار الشريعي، وسواها من أغنيات.
المفاجأة أن مطربة الجيل، كما كانت تسمى في أزمنة سابقة، لم تف بوعدها بغناء أحدث أعمالها «هب الربيع»، وقد وعدت منذ شهور بتقديمها في مهرجانات بعلبك. الأغنية كتبها الشاعر الفلسطيني صالح هواري، ولحنها بديع العلي. الأغنية أطلقت قبل وقت قصير من مهرجانات بعلبك. ولعل من يستمع للأغنية الوليدة يمكن أن يخمّن لأي سبب امتنعت الفرقة الموسيقية اللبنانية عن أداء الأغنية، فمن يعزف بليغ حمدي وعمار الشريعي والشرنوبي وسواهم لا شك سيكون بإمكانه تمييز اللحن الرديء الجديد (في الحقيقة بذلت جهداً للتعرف على أعمال ذي قيمة للملحن، من دون جدوى).
الحناوي اشتهرت بأغاني البلاط، ولم يرد، في ما جاء من أخبار عن حفلها البعلبكي، إن كانت غنت شيئاً منها، ونعني قصائد الشاعر الراحل مهدي الجواهري، «يا حافظ العهد» على سبيل المثال، غير أن من غنى، وعاش على تلك القصائد، لن يكون غريباً إن غنى في هجاء الربيع العربي، حتى لو كان ذلك اعتماداً على كلمات رديئة ومختلّة لشاعر بائس يقول: «هب الربيع، وما انتطرناه، ليت أنّا ما رأيناه، قلنا قطار الشمس عاد لنا… لكن أتى قمراً، دامي الحنايا ما عهدناه»، وصولاً إلى وصفه نهر العاصي بأنه «زاغ وضل مجراه».
في النهاية لا يعني شيئاً إن كانت الحناوي لم تغن في بعلبك تلك الأغاني الموظفة في خدمة السلطة، فهي هناك لأنها تنتمي إلى تطلعات ذلك الجمهور الممانع. لكن حقاً ما يشغل البال هو لبنان، الحائر بين خيارين؛ مهرجانات عديمة الذائقة (ومعروف تماماً أن صوت ميادة بات منذ سنوات في عداد الراحلين) مسموح لها بالوصول إلى الناس لأنها على مزاج النظام الحاكم الممانع، وأخرى سيجري تعطيلها والتضييق عليها في كل مرة بذرائع مختلقة، أبرزها تهمة التطبيع.

الشاعرة في ثوب واعظ مضاد

جمانة حداد، الشاعرة والصحافية والمترجمة ذات السبعة ألسن، تعد وتقدم برنامجاً مصوراً على موقع صحيفة «النهار» البيروتية يحمل اسم «وانتو؟». من بين حلقاته واحدة تتحدث عن الزواج من طائفة أخرى، وتلتقي فيه حداد بضيفة شابة لتسألها رأيها إن كانت تقبل بزواج من هذا القبيل. جواب الشابة أنها لا تمانع أن يتزوج الآخرون على هذا النهج، أما هي نفسها فلا تفضل، هذا تقريباً كل ما تقوله البنت، أما بقية الحلقة فليست سوى محاولة إقناع للشابة بالقبول. نسمع مواعظ حداد أكثر مما نسمع ما لدى ضيفتها. نسمع صوتاً واحداً لا نقاشاً بين رأيين.
تستفيض حداد حتى تتحول إلى نوع من واعظ، «لا ديني» هذه المرة، وكان بإمكانها أن تكون لوحدها مع الكاميرا، كما فعلت في نهاية البرنامج حين توجهت للجمهور وجهاً لوجه لترمي إليهم بالموعظة الأهم.
صحيح أن الخلل أساساً يبدأ من اختيار الضيف، فما المميز لدى الضيفة الشابة كي تستضيفها حداد؟ أليس من الأفضل استضافة من له تجربة في هكذا نوع من الزواج؟ ولكن المشكلة الأكبر هي في استئثار حداد بالحضور والنقاش والموعظة. كل هذه الثقافة والخبرة في العمل الصحافي لم تسعف جمانة حداد في تقديم حلقة ناجحة، يا له من فشل!

كاتب من أسرة «القدس العربي»

راشد عيسى

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خالد، أمريكا:

    معروف مين هوي الفاشل، مرّه بعد مرّه!

  2. يقول د.راشد المانيا:

    يا أخ راشد الشمس لاتطفئ غبريال هذه حقيقة الفرس يكرهون العرب ويحاولون تمزيق مجتمعاتنا من الداخل عبر ادوات هم مثل بشار الأسد الذي يحارب مسلمي سورية ويوغل في دماءهم

  3. يقول احمد + قطر:

    احسنت يا استاذ راشد

إشترك في قائمتنا البريدية