تونس ـ «القدس العربي» من حسن سلمان: أثارت «ربطة عنق» رئيس حركة «النهضة» التونسية الشيخ راشد الغنوشي عاصفة من الجدل والتأويلات في البلاد، فبينما اتهمه البعض بـ«مغازلة» الخصوم السياسيين، اعتبر البعض الآخر أنه حاول تمرير رسائل للتونسيين، تمهيدا للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما استنكر غيرهم انشغال السياسيين بـ«اللوك الجديد» للغنوشي وتناسي مشاكل البلاد، إلا أن الغنوشي قلل من أهمية الأمر، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي يرتدي فيها ربطة عنق.
وكانت صفحة رئيس حركة «النهضة» على موقع «فيسبوك» نشرت صورا توثق مشاركته في حفل نظمته مؤخرا السفارة المغربية في تونس بمناسبة «عيد العرش»، حيث ارتدى الغنوشــــي لباسا رسميا مع ربطة عنق زرقاء، مخالفا بذلك عادته في ارتداء طقم رسمي بسيط، دون ربطة عنق أو الالتزام باللباس التقليدي (الجبّة) في بعض المناسبات ذات الطابع الديني.
صورة الغنوشي بـ«الكرافات» أثارت موجة من الجدل في البلاد، حيث كتب الإعلامي حسن بن عثمان «وصلت الليلة إلى تفسير ربطة عنق الغنوشي، وكانت بسبب (بهدف) طمأنة الملك المغربي عن حالة الإسلامي السياسي التونسي الذي لا يختلف عن حالة الإسلامي السياسي المغربي من جهة ممارسة السياسة ولبس ربطة العنق وتنويع الأزياء وتنويع الأسامي بين الجمهوريات والممالك».
واعتبر الناشط معز الحاج منصور أن الغنوشي أراد بعث «رسالة للغرب المسيحي بأنه لا يعارض الثقافة الأوروبية في طرق الملبس والمأكل. وأنه تنازل عن مقولات الهوية التاريخية التي تميز الشرقي عن الغربي»، وأضاف «ربطة العنق هي تسويق لصورة جديدة لرجل سياسة في بلد عربي ضعيف ومنهك ومفلس يبحث عن زعامات مفقودة». وتابع «هل سيكون الغنوشي زعيما في تونس ما بعد السبسي؟ لا اعتقد ذلك لأنه مرفوض لدى جزء هام من التونسيين (…) في تونس نعيش عقما في إنتاج الزعامات ذات الكاريزما»، فيما اتهم ناشط آخر الغنوشي بـ»مغازلة» الحداثيين وخصومه السياسيين في إطار حملة انتخابية مبكرة لتعبيد الطريق نحو قصر قرطاج.
وكتب الباحث سامي براهم «حدث وطني… ثلاث وسائل إعلام تسألني وتلحّ في الجواب (…) لم يتعلّق السّؤال بأيّ مسألة حارقة أو راهنة يفترض أن يسأَل عنها أمثالي، بل تعلّق ـ أكرمكم الله ـ بربطة عنق السيّد راشد الغنّوشي، بين قائل بأنّها تمهـــيد للترشّح للانتخابات الرّئاسيّة، وقائــــل ليكيد الرّئيس السّابق عدوّ الكرافات الذي أغلــــظ في انتقاد النهضة شريكه في تجربة الائتلاف الثلاثي، وقائل آخر تنفيذا لتوجيهات المتخصّصين في الايتيكات و مقتضيات البودي لنقويدج، وقائل آخر لتجسيد الانتقال من تيّار الإسلام السياسي إلى تيّار الإسلام الديمقراطي».
وأضاف «أنت لا تدري على وجه التحديد لماذا خطر على بال رئيس النهضة فجأة «الآن وهنا» أن يرتدي ربطة عنق زرقاء اللون. ولكن خيالك الذّاتيّ وتجربتك الشخصيّة توحي إليك أنّ زوجتك أو ابنتك قد تختار لك القميص الذي سترتديه وربطة العنق المناسبة (…) هكذا فكّرت بصوت مرتفع مع من سألوني وألحّوا في الجواب، لكن جوابي الافتراضي فتح الباب على أسئلة أخرى خطيرة من قبيل: هل تتوقّع أنّ لزوجة الغنوشي أو بناته تأثيرا على قرارته الشخصيّة!».
الغنوشي حسم «الجدل» الذي أثارته طريقته الجديدة في اللباس بقوله «الدنيا تتبدل»، وأضاف خلال لقاء تلفزيوني «هذه ليست المرة الأولى التي ارتدي فيها ربطة عنق. صحيح أن هذا ليس من عاداتي، لكن العادات تتغير»، مؤكدا أن ما يرتديه ليس له أي أساس ديني.
وكان الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي رفض مرارا ارتداء ربطة العنق، وحين سُئل عن السبب قال بتهكم «عندما يرتدي الغنوشي ربطة عنق سأفعل ذلك بالتأكيد».
بصراحة أعتبر الشيخ الغنوشي إسلامي ليبرالي !
كذلك هو أيضاً الشيخ عبد الفتاح مورو الذي خطب بصلاة الجمعة في مسجد الرابطة بالعاصمة النرويجية أوسلو
بصراحة لقد أعجبت بخطبته عن الحث على العلم بين المسلمين حتى يرتقي مستواهم الحضاري
يا بخت التوانسة بهما
ولا حول ولا قوة الا بالله
بربطة عنق او بربطة حزام انا لا يهمنى هذه شكليات و تدخل فى مجال الماركيتنغ السياسى ….المهم الإعلان و بكل وضوح الولاء و البراء للدولة التونسية و النظام الجمهورى المدنى و فصل الدين عن الدولة و الانخراط فى العلمانية الوطنية و بكل وضوح و بدون لبس و بخلاف ذالك لا يمكن الثقة فى تجار الدين و السياسة و مزدوجى الخطاب …. واتمنى ان لا تخرج ربطة عنق السيد الغنوشي عن سياقها ….و تحيا تونس تحيا الجمهورية